لقب المسيح ككاهن
19-بنفس الوضع نتكلم عن لقب كاهن:
قيل عن السيد المسيح إنه: "كاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق" (مز 110، عب 5: 6). وقال بولس الرسول عن نفسه: "حتى أكون خادمًا.. مباشرًا لإنجيل الله ككاهن" (رو 14: 16).
ولكن بين كهنوت المسيح، كهنوت البشر فرقًا جوهريًا.
20-المسيح كاهن باعتبار أنه مقدم الذبيحة، وهو نفسه الذبيحة. أما كهنوت البشر، فإنهم خدام لهذه الذبيحة عينها. أما المسيح فهو الذبيحة.
ولهذا قال عنه القديس بولس الرسول إنه: "قدم نفسه" (عب 7: 27). وإنه "بدم نفسه دخل مرة إلى الأقداس فوجد فداء أبديًا" (عب 8: 12). فالمسيح هو الكاهن وهو الذبيحة، وهذا هو الفارق الجوهري بين كهنوته وكهنوت البشر.
كما أن البشر يستمدون كهنوتهم من كهنوت المسيح. ولولا أن المسيح ككاهن قدم نفسه ذبيحة، ما كان الكهنوت المسيحي يستطيع أن يقف على مذبح. والمسيح يعطى الغفران بكهنوته وذبيحته. أما الكهنة فيمنحون الغفران بسلطان منه، كوكلاء له على استحقاق دمه..
إذن عمل البشر ككهنة، لا يتعارض مع عمل المسيح ككاهن، بل على العكس هو استمرار له.
21- بعد أن استعرضنا كيف أن ألقابًا كثيرة للمسيح أعطيت لتلاميذه، دون المساس بمجده، أقول للذين يغارون لمجد الله أن يعطى لآخر، ما رأيكم في قول السيد المسيح عن تلاميذ، حديثه مع الآب في (يو 17):
"وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني" (يو 17: 22).
هل تقفون مبهوتين أمام هذه العبارة؟! لا مانع أن قفوا مبهوتين، وأنا أيضًا معكم أقف مبهوتًا أمام محبة الله لأولاده ولخدامه. ولكن لا نغار لله. فالمسيح لم يعطهم المجد الذي كان له عند الآب قبل كون العالم (يو 17: 5). وإنما المجد الذي يمكن أن تحتمله طبيعتهم البشرية، كخدام. أعطاهم مجد هذه الخدمة، التي مسح فيها السيد المسيح كاهنًا وملكًا ونبيًا.
22- سلمهم بعضًا مما قدمه المجوس: ذهبا ولبانًا ومرًا:
فكان لهم المجد في الذهب، في تاج الكهنوت، في رئاسة شعبه.. وكان لهم مجد اللبان، في عمل الكهنوت وتقديم البخور عن الشعب. وكان لهم مجد المر، مجد الصليب الذي يحتملونه في الخدمة. مع الفارق.. إذ كان مجد الذهب واللبان والمر غير محدود بالنسبة إلى السيد المسيح، بينما هو محدود بالنسبة إلى الكهنوت
و الذين يغارون لمجد الله، ننقلهم بعد إلى نقطتين هما:
أ-المجد الذي يعطيه الله لخليقته.
ب-و العظمة التي يمنحها الله لخدامه.