بالصور.. أوكرانيا تشتعل وأزمتها تدخل شهرها الرابع

[Mary Naeem]

بالصور.. أوكرانيا تشتعل وأزمتها تدخل شهرها الرابع

تتجه أوكرانيا خلال الأيام الجارية لتكرار السيناريو المصرى خلال ثورة 25 يناير، حيث تواصلت الاحتجاجات الشعبية وأعمال العنف والشغب والانفلات الأمنى، لتدخل شهرها الأول بدون توقف، وتدخل الأزمة السياسية فى أوكرانيا شهرها الرابع، حيث بدأت الأزمة فى أوكرانيا فى شهر نوفمبر 2013.


وبدأت الاحتجاجات لأول مرة على خلفية" تجميد "عملية التكامل الأوروبى لأوكرانيا، ثم تحولت إلى أعمال شغب بعد اجتياز تشديد العقوبة على المشاركة فى المظاهرات، وقتل عدد كبير من الأشخاص وجرح المئات، وبعد ذلك تم إلغاء القوانين، ووقع الرئيس الأوكرانى "فيكتور يانوكوفيتش"، عفوا عن المشاركين فى الاحتجاجات، وتقبل أيضا استقالة رئيس الوزراء ومجلس الوزراء، الذين سيستمرون فى العمل لحين تشكيل حكومة جديدة.



وتجددت الاشتباكات فى شوارع العاصمة الأوكرانية كييف أمس الثلاثاء، بين المحتجين ورجال الشرطة، وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل أكثر من 25 شخصا وجرح المئات.

ودعا الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش المعارضة إلى إيجاد حل وسط، للخروج من الأزمة العميقة التى دخلتها البلاد، وذلك بعد سقوط 25 قتيلا على الأقل وعشرات المصابين فى مواجهات بوسط كييف، وأعلنت وزارة الصحة الأوكرانية فى بيان اليوم، الأربعاء، مقتل 25 شخصا وإصابة 241 شخصا بينهم 79 شرطيا و5 صحفيين فى المواجهات العنيفة التى شهدتها كييف بين الشرطة والمتظاهرين.


وقال يانوكوفيتش فى رسالة نشرت على موقعه الإلكترونى فجر اليوم الأربعاء، إن زعماء المعارضة انتهكوا القانون وتجاوزوا كافة الحدود، عندما دعوا أنصارهم إلى حمل السلاح، واعتبر أنه يجب أن يقدم من ينتهك القانون إلى المساءلة.

وجاء فى رسالة الرئيس: " أنهم تجاوزوا الحدود، عندما دعوا الناس إلى حمل السلاح، وذلك انتهاك صارخ للقانون ويجب أن يمثل من يخرق القانون أمام القضاء الذى سيحدد عقوبته، وذلك ليس نزوة، بل هو واجبى بصفتى ضامن الدستور والسلام فى البلاد والحياة السلمية للمواطنين والعدالة التى تشمل الجميع".


ودعا الرئيس زعماء المعارضة إلى الابتعاد بأنفسهم فورا عن القوى المتطرفة التى تثير صدامات مع الشرطة وتسفك الدماء وتابع قائلا: "إذا لم يريدوا ذلك، فعليهم أن يعترفوا بأنهم يدعمون المتطرفين ومن ثم سنتحدث معهم بطريقة مختلفة".

واعتبر الرئيس أن زعماء المعارضة استهانوا بالمبادئ الديمقراطية الأساسية، مشددا على أن الوصول إلى السلطة يجب أن يتم من خلال مراكز الاقتراع وليس عبر الشوارع والميادين.



وتابع: "قد قلت لهم (زعماء المعارضة) أكثر من مرة، إن الانتخابات قريبة. وإذا يثق بكم الشعب، فستكونون فى السلطة، وإذا كان لا يثق بكم، فلن تصلوا إليها. لكن كل شىء يجب أن يجرى بطريقة قانونية ووفق الدستور". واعتبر أن البلاد قد دفعت ثمنا باهظا بسبب طموحات الأشخاص الذين يسعون للاستيلاء على السلطة وحذر قائلا" :كى لا يكون الثمن أكبر من ذلك، أدعوكم: "استيقظوا! يجب أن نجلس إلى طاولة التفاوض ونعمل على إنقاذ أوكرانيا".


واعتبر أن إيجاد حل وسط سيؤدى إلى إضعاف مواقف السلطة والمعارضة على حد سواء، لكنه سيصب فى مصلحة أوكرانيا. وشدد على أن بعض مستشاريه يدعونه إلى استخدام القوة Kلكنه شدد قائلا: "كنت أعتبر دائما أن استخدام القوة موقف خاطئ وهناك وسيلة أفضل وأكثر فعالية تكمن فى أن نجد لغة مشتركة، وأن نركن إلى حل وسط".


وأخذ على زعماء المعارضة دعوتهم" المتطرفين فى الميدان )ساحة التظاهرات( إلى الكفاح المسلح"، حتى قبل أن تفتح دورة برلمانية الثلاثاء كان "يمكن أن يتم خلالها إقرار القوانين التى كانت غيرت أوكرانيا"، مضيفا "لقد عطلوا البرلمان. . وأصروا على منح السلطة بالكامل إلى المعارضة".

ومن جانبها أعلنت المعارضة وخاصة حزب "أودار" أى باللغة العربية (الضربة (المعارض أن اللقاء الذى عقد بين زعماء المعارضة والرئيس الأوكرانى الليلة الماضية كان فاشلا، ونقلت الدائرة الصحفية التابعة للحزب عن زعيمه فيتالى كليتشكو، أن يانوكوفيتش غير قادر على التقييم الواقعى للوضع فى البلاد.



ونقل بيان الحزب عن كليتشكو قوله إن رد فعل يانوكوفيتش على تطورات الأوضاع غير مناسب تماما، إذ طالب المعارضة خلال اللقاء بدعوة المعتصمين فى ميدان الاستقلال إلى وقف المواجهة وإلقاء السلاح.



ونفى كليتشكو وجود مسلحين فى الميدان، وحمل قوات الأمن المسئولية عن سقوط قتلى، وتابع كليتشكو أنه دعا يانوكوفيتش إلى سحب قوات الأمن وإيقاف المواجهة الدموية، قائلا إن الحديث لا يمكن أن يدور عن التفاوض طالما يستمر سفك الدماء.

وأكد القيادى فى حزب "باتكيفشينا" باللغة العربية (الوطن) أرسينى ياتسينيوك، أن زعماء المعارضة أصروا خلال اللقاء مع يانوكوفيتش على إعلان الهدنة فورا وسحب القوات.


وتابع: "لكن الرئيس وممثلى السلطات اقترحوا علينا فعليا الاستسلام ومغادرة الميدان"، مؤكدا رفض قيادة المعارضة هذا المطلب والبقاء مع المحتجين فى ميدان الاستقلال.

وجاءت اشتباكات الثلاثاء بعد فترة طويلة نسبيا من الهدوء، إذا كانت السلطات والمعارضة قد توصلتا إلى اتفاق، انسحب بموجبه المحتجون من المبانى التى استولوا عليها منذ يناير الماضى، مقابل الإفراج عن المعتقلين ممن شاركوا فى المواجهات لكن الآلاف من أنصار المعارضة توجهوا صباح الثلاثاء إلى مقر مجلس الرادا (البرلمان)، حيث كانت المعارضة تطالب حزب "الأقاليم" الحاكم ببحث مسألة تعديل الدستور خلال جلسة البرلمان.

واندلعت اشتباكات عنيفة قرب مقر البرلمان، بينما اعتدى محتجون على مكتب حزب "الأقاليم" وأضرموا به النار، واستمرت الاشتباكات طوال الليل، بينما وجهت السلطات وحدات من القوات الخاصة إلى وسط العاصمة لإخلاء الحى الحكومى من المحتجين.


ويرى رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسى للشئون الدولية ميخائيل مارجيلوف، أن تصرفات المسلحين فى شوارع كييف فى 18-19 فبراير، ليست طبيعية، ومنظمة.

وقال مارجيلوف أن هناك من يقود المعارضة الأوكرانية بمهارة جدا، وهذا يعكس سلوك المسلحين بمهاجمة قوات الشرطة، وتجديد ترسانة الدروع والخوذ والهراوات و
المولوتوف وإضافتهم على بعضهم فى النابلم، وأظهرت أعمال الشغب فى 18-19 فبراير أن المسلحين يقاتلون.

وقال مارغيلوف إنه واثق من أن" المذابح وإطلاق النار" دعوة جون كيرى عندما دعا الأغلبية الساحقة من الأوكرانيين النضال من أجل مستقبل الديمقراطية فى أوروبا.

المصدر :