مَنْ له الابن، فله الحياة
الاعتراض السادس
+ (1 يو 5: 11، 12)
من له الابن، فله الحياة
يعترض البعض بقول يوحنا الرسول (وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه، من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة) فيقولون ما دام شخص له الحياة، وله حياة أبدية فكيف يهلك إذن؟!
مفتاح هذه الآية هو فهم المعنى المقصود من عبارة من له الابن. فماذا تعنى هذه العبارة؟ هل تعنى (كل من يؤمن به) كلا طبعًا،
لأن الابن نفسه يقول (ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات (مت 7: 21) وتابع الرب كلامه قائلًا (كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذ أصرح لهم إني لا أعرفكم قط، اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم).
هؤلاء لم يكونوا مؤمنين فقط وإنما كانا صانعي آيات أيضًا. ومع ذلك لم يكن لهم الابن (لم يعرفهم قط). وذلك لأنهم كانوا فاعلي إثم.
وهكذا العذراى الجاهلات: كن مؤمنات، وقد ناديته قائلات (يا سيد يا سيد افتح لنا) (مت 25: 11) فأجابهن قائلًا (الحق أقول لكن إني ما أعرفكن).
هن أيضًا لم يكن لهم الابن، على الرغم من إيمانهن. وعلى الرغم من إنهن كن ينتظرنه كالحكيمات، وقد حفظن بتوليتهن، وأردن أن يدخلن معه إلى العرس.
إذن فعبارة من له الابن، لا تعنى مجرد الإيمان. فماذا تعنى إذن ما معنى (من له الابن فله الحياة)؟؟ تعنى الآتي:
أولا – معرفة الابن
ثانيًا – الثبات في الابن
ثالثًا – الشركة مع الابن
رابعًا – محبة الابن