|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المقطع الأول: سفر الخروج 16 : 4، 17 – 21. " فقال الرب لموسى: " الآن أمطر لكم خبزاً من السماء، وعلى الشعب أن يخرجوا ليلتقطوه طعام كل يوم في يومه. بهذا أمتحنهم، فأعرف هل يسلكون في شريعتي أم لا ... فعمل بنو إسرائيل ذلك والتقطوا، فمنهم من أكثرَ ومنهم من أقلَّ. ولمَّا كالوه بالغمر وجدوا أن الذي أكثرَ لا يفضل له. والذي أقلَّ لا ينقص عنه. فكان ما التقطه كل واحد لا ينقص عن حاجته ولا يزيد. وقال لهم موسى: " لا تبقوا منه إلى الصباح ". فلم يسمعوا له وأبقى منه بعضهم إلى الصباح، فدوَّدَ وأنتن. فغضب عليهم موسى. وكانوا يلتقطونه في كل صباح، كل واحد على قدر حاجته...". المقطع الثاني: " ولتكن صلاتي إلى الرب إلهنا قريبة منه نهاراً وليلاً حتى يستجيب لحاجة عبده ولحاجة بني إسرائيل كل يوم في يومه " (1 مل: 8 : 59). " إرحمنا يا رب إياك أنتظرنا. كن ذراعنا في كل صباح وخلاصنا في زمن الضيق " (اشعياء 33 : 2). " الرب أعطاني لسان التلاميذ لأعين المتعبين بكلمة. صباحاً فصباحاً ينبه أذني لأصغي إصغاء التلاميذ " (اشعياء 50 : 4). " رأفة الرب لا تنقطع ومراحمه أبداً لا تزول هي جديدة كل صباح. فما أعظم أمانتك " (مراثي ارميا 3 : 22 – 23). " أعطنا خبزنا اليومي واغفر لنا ذنوبنا كما غفرنا نحن للمذنبين إلينا ... لا يهمكم أمر الغد، فالغد يهتم بنفسه ولكل يوم من المتاعب ما يكفيه ". (متى 6 : 11 – 12، 34). " أموت عن نفسي كل يوم " (1 كور 15 : 31). لم أختر كل المقاطع والآيات الموجودة في الكتاب المقدس والتي تحمل كلمة: " كل يوم " أو " كل صباح " لكنني اكتفيت بهذا القدر لكي نستخلص منه معاً بعض الدروس في هذا الصباح. كل يوم أو كل صباح، عبارة تتكرر في الكتاب المقدس، وكان مسك الختام في هذه الوصية الرب يسوع نفسه عندما علمنا أن نطلب خبزنا كفاف يومنا، كما علمنا أن لا نهتم للغد فيكفي اليوم ما فيه من المتاعب والمشاكل. ولكننا للآسف كبشر جميعاً نريد دوماً أن نفعل العكس، إذ ننسى أمر اليوم ونهتم بالغد ويا ليت بالغد فقط، بل بالأيام القادمة كلها وبالمستقبل بكامله، ونعيش أغلب أيام حياتنا بقلق وخوف مما ستحمله لنا الأيام القادمة من مفاجئات ربما لن تكون جيدة ومفرحة. لكن دعونا في هذا الصباح وبتأمل بسيط نفتش ضمن هذه المقاطع والآيات عن السبب الذي جعل الرب يدعونا إلى الشركة معه كل يوم وإلى عدم الاهتمام بالغد بل باليوم نفسه. لو تأملنا قليلاً بأسباب الخلق الأساسية، لأدركنا بكل بساطة وبعيداً عن البحوث اللاهوتية العميقة، أن السبب الأساسي هو لذة الرب في أن يكون له شركة معنا، أليس هو من قال: " لذتي مع بني آدم " تأمل بهذا الكلام في هذا الصباح، الله خالق الكون، المتسلط على كل شيء، الكلي القدرة والقوة، يقول: " لذتي مع بني آدم " أي لذته أن يتمتع بشركة يومية مع كل واحد منا، معي أنا بالذات ومعكَ أنت بالذات. ففي سفر نشيد الأنشاد نسمع العريس والذي يرمز ليسوع يقول لعروسته التي ترمز إلى الكنيسة أي لكل واحد منا " أسمعيني صوتك يا حبيبتي ". تأمل معي، يسوع نفسه يريد أن يسمع صوتك، فأنتَ غالي جداً عليه، قيمتك عنده غالية جداً، وبعبارة أخرى هو يحتاج اليك، لأنه يحبك يحتاج أن يسمع صوتك كل يوم، فأرجوك أن تطرح كل صغر نفس، وأن تطرح كل ما همس لكَ به إبليس عن نفسك، وتعرف أن قيمتك عالية جداً في عيني الرب، وهو يحتاج أن يجلس معك كل يوم لكي يسمع صوتك فقط بالدرجة الأولى، دع الروح القدس يعلن لكَ هذه الحقيقة في هذا الصباح، أنتَ لست نكرة، ولستَ مهمشاً أو لا دور لكَ، رب الأرباب يحب أن يسمع صوتك كل يوم. تأمل أن الآب السماوي والرب يسوع المسيح ينتظران بفارغ الصبر أن يمضِ الليل، ويطلع الصباح حتى تفيق من نومك، فقط لكي يسمعا صوتك، فقد خلصنا الله، وضحى بابنه الوحيد يسوع لكي يسترد الشركة معنا ويعود يتمتع بسماع صوتنا كل يوم، فهل نتجاوب مع هذه المحبة العظيمة ونسمعه صوتنا كل يوم ؟ هذا من ناحية، أمَّا من ناحية أخرى فالرب يعلم حاجتكَ أنتَ إليه كل يوم، فهو وحده المدرك لشراسة الحرب مع العدو الذي يجول طوال الوقت ليبتلع كل واحد منا، كما سبق ونبهنا بطرس الرسول، وبسبب إدراك ومعرفة الرب لذلك، تراه ينبهنا وفي عدة مقاطع من الكتاب المقدس عن ضرورة المجيء إليه كل يوم. تأكد أن قوة الأمس، والملء الذي نلته من الروح القدس بالأمس لا يكفيان للغد، هذه وصية الرب وليست وصيتي أنا !!! لو تأملتَ معي في المقطع الأول لتأكدتََ أن الرب طلبَ من شعبه ضرورة التقاط المن كل يوم، وعندما حاولوا أن يلتقطوه ليومين كانت الكمية الباقية تدوِّد وتنتن، وإلى من يرمز المن في العهد الجديد ؟ أليس إلى الخبز النازل من السماء أي يسوع ؟ كما يخبرنا إنجيل يوحنا 6، نعم إنه يرمز إلى يسوع، وكأن الله يقول لنا أننا نحتاج أن نلتقط يسوع كل يوم، لا يكفي ما أخذته من يسوع بالأمس، فأنتَ تحتاج أن تأخذ من يسوع كل صباح. وتأمل معي في صلاة سليمان فهو يقول: " حتى يستجيب الله لحاجة شعبه كل يوم بيومه "، وتأمل ما يقوله إشعياء: " صباحاً فصباحاً ينبه أذني " كما يقول أيضاً " كن ذراعنا كل صباح ". وإرميا يقول: " مراحمه جديدة كل صباح ". ويسوع ينبهنا أن نطلب خبزنا اليومي ، ويطلب منا أن لا نهتم للغد فلكل يوم مشاكله، وبولس قال أنه يحتاج أن يموت عن نفسه كل يوم. أحبائي لا أعتقد إنني أحتاج أن اشرح كثيراً هذه الآيات فهي تتكلم لوحدها، لكنني أحس أنني أحتاج أن أزرع بداخلك بمعونة الروح القدس، أنك تحتاج ليسوع كل يوم، تحتاج أن تجلس معه كل يوم كما أريد أن أخبرك أن يسوع يحتاج أن يسمع صوتك كل يوم !!! ويتوضح من خلال هذه الآيات أن حاجتنا للرب كل يوم هي لكي يطعمنا من خبزه، لكي يفتح آذاننا كل يوم، يملأنا بروحه كل يوم، يعلمنا كل يوم، يساعدنا على حل مشاكلنا كل يوم، يعطينا مراحمه كل يوم، يكون ذراعنا كل يوم، يساعدنا أن نموت عن ذواتنا كل يوم ... أعتقد أن الأمر واضح كما ذكرنا ولا يحتاج إلى تحليل كثيراً، ولكن إن كنتَ لم تقتنع بضرورة الشركة اليومية مع الرب، وربما تقول مرتين في الأسبوع كافية، فليس لدي الوقت كل يوم، أو لماذا كل يوم وتحاول أن تطلب براهين وحجج منطقية لتكون مقتنعاً، ثم تنفذ وصايا الله، دعني أقدم لكَ هذه النصيحة الذهبية في هذا الصباح: " قد لا تفهم كثيراً في بعض الأحيان، لكن المطلوب عندما لا تفهم كثيراً أن تثق بالرب كثيراً " فلو لم يكن هناك ضرورة واحتياج ملحين لما طلبَ الرب منا أن نقوم بذلكَ كل يوم. فمهما كانت عاداتك السابقة في الشركة مع الرب أو في الصلاة، أطلب منكَ في هذا الصباح، وبعد هذا التأمل أن تتوقف للحظة وترفع عينيك إلى الرب، وتطلب منه أن يفتح عينيك وأذنيك بالروح القدس، ويعطيك القوة لتأتي إليه كل يوم، فهو يحتاجك لأنه يحبك ويتمتع بالشركة معك وأنتَ تحتاجه كل يوم، وثق أن حياتك ستتغير، مشاكلك وصراعاتك ستنتهي، وانتصارك على العدو سيزداد يوماً بعد يوم، إنه ينتظرك كل صباح وكل مساء، فلا تتأخر عنه، إنه يحبك. |