|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل أغفل مارمرقس مديح بطرس؟ إن أكثر رسول من رسل المسيح الاثني عشر اهتم به مار مرقس في إنجيله هو بطرس الرسول. ذكر دعوة الرب له كأول دعوة (1: 16-20)، ووضع اسمه في مقدمة اسماء الرسل (3: 16)، وذكر أن الرب دخل بيته وشفي حماته كأول معجزة شفاء ذكرها مار مرقس للرب (1: 29-31) وقال بعدها "فتبعه سمعان والذين معه" (1: 36) بينما الذين معه كانوا أندراوس ويعقوب ويوحنا (1: 29). وذكر أن بطرس قال للمسيح "ها قد تركنا كل شيء وتبعناك" (10: 28) وسمع مديح الرب لمن يترك شيئًا من أجل. وذكر مار مرقس أيضًا أن بطرس هو الذي قال للرب "يا سيدي أنظر، التينة التي لعنتها قد يبست" (11: 21). وذكر أيضًا أن الملاك قال للنسوة " اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أن يسبقكم إلي الجليل" (16: 7). وذكره مع يعقوب ويوحنا في مناسبات هامة. فعند إقامة ابنة يايرس قال عن الرب " ولم يدع أحدًا يتبعه إلا بطرس ويعقوب ويوحنا" (5:37). وذكر أن هؤلاء الثلاثة هم الذين شاهدوا التجلي (9: 2-8)، وأنهم هم الذين هم الذين أخذهم الرب إلي بستان جثسيماني (14: 32). وأنهم هم ومعهم أندراوس سألوه علي انفراد ما هي علامات انتهاء العالم (13: 3). مَنْ مِن الرسل ذكره إنجيل مرقس بهذا الوضع وبهذه الكثرة؟ وإن كان بطرس يريد أن ينكر ذاته من باب التواضع، فلماذا سمح أن يلاقي بكل هذا الاهتمام في إنجيل مرقس؟ ماذا بقي إذن أن يقال في مديح بطرس؟ لقد اغفل أصحاب الرأي الآخر كل هذا الذي ذكرناه، وركزوا علي نقطتين، سنحاول أن نتناولهما الآن بشيء من التحليل والتعليق: اعتراضان، والرد عليهما:الأول: يقولون أن مرقس عندما ذكر اعتراف بطرس بالمسيح، لم يذكر بعدها تطويب الرب له وإعطاءه المفاتيح وقوله له " كل ما تربطه علي الأرض يكون مربوطًا في السموات، وكل ما تحله علي الأرض يكون محلولًا في السموات" (مت 16: 13-19). في الواقع أن مار مرقس أراد أن يركز علي شخصية المسيح وحده. فلم يذكر هذا عن بطرس، كما لم يذكر هذا عن باقي الرسل أيضًا. فلم يذكر قول الرب لهم كما ورد في إنجيل متى " الحق أقول لكم كل ما تربطونه علي الأرض يكون مربوطًا في السماء، وكل ما تحلونه علي الأرض يكون محلولًا في السماء" (مت 18: 18). كما لم يذكر أيضًا ما ورد في إنجيل يوحنا أن الرب نفخ وقلا لهم " اقبلوا الروح القدس.من غفرتم خطاياه تغفر له، من أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 22، 23). لماذا هذه الحساسية إذن من جهة بطرس الرسول؟! إن أشياء كثيرة لم يسجلها مار مرقس، تمر في هدوء، فلماذا لا يمر أيضًا بنفس الطريقة ما يخص بطرس الرسول. إن مار مرقس لم يذكر شيئًا مثلًا في مديح يوحنا الرسول. فعندما قبض علي الرب، قال مار مرقس " وكان بطرس قد تبعه من بعيد إلي داخل دار رئيس الكهنة" (14: 45). وفي الواقع أن بطرس لم يتبع الرب وحده وقتذاك، بل كان هناك تلميذ آخر تبعه أيضًا (يو 18: 15-17). وأغفل مار مرقس هذا التلميذ الآخر. ولم نأخذ هذه دلالة علي علاقة بين هذا التلميذ ومرقس. لماذا إذن هذه الحساسية من جهة بطرس؟! لم يذكر مار مرقس أيضًا أن يوحنا كان يتكئ في حضن الرب، وأن الرب كان يحبه. ولم يذكر أن بطرس طلب وساطة يوحنا ليعرف من هو الذي سيسلم المسيح. ولم يذكر أن يوحنا كان واقفًا عند صليب المسيح، وأن الرب قد عهد إليه بأمه العذراء، وأعتبره ابنًا خاصًا لها.. ومع ذلك نمر نحن علي هذا الإغفال ليوحنا ببساطة، ولا نستنتج منه مطلقًا أن يوحنا أوصي مرقس من باب الاتضاع ألا يكتب هذا عنه ولو من باب التلميح مثلما فعل يوحنا فيما بعد.. فلماذا إذن هذه الحساسية من جهة بطرس الرسول؟ ولم يذكر مرقس مديح آخرين ورد مدحهم في باقي الأناجيل. لم يذكر دعوة فيلبس ونثانائيل، ولا مديح الرب لنثانائيل، ولا اعتراف نثانائيل بأن المسيح هو ابن الله، قبل اعتراف بطرس بسنين (يو 2: 47-51). ولم يذكر مدح الرب ليوحنا المعمدان بقوله "الحق أقول لكم لم يقم من بين المولودين من النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان.." (مت 11: 11). في الواقع أن مرقس الرسول كان هدفه أن يركز علي شخص المسيح بالذات. فلما وصل إلي اعتراف بطرس بأنه المسيح ابن الله اكتفي بهذا. ولم يشأ أن يستطرد في تفاصيل الحديث، لأن ذلك لم يكن هدفه. نلاحظ أيضًا أن لوقا البشير فعل مثلما فعل مار مرقس تمامًا، وذكر اعتراف بطرس بالمسيح، واكتفي بهذا دون ذكر ما بعده من تطويب (لو 9: 18-20). ولم يأخذ أحد هذا الأمر دلالة علي أن لوقا اخذ معلوماته، عن بطرس، أو أن بطرس طلب إلي لوقا أن يمتنع عن ذِكْر مدحهُ تواضعًا!! أما يوحنا الرسول، فلم يعرض لهذا الحادث كلية. وبالتالي لم يذكر شيئًا عن هذا السلطان الذي دفع إلي بطرس، وفي نفس الوقت ذكر هذا السلطان مدفوعًا للرسل جميعًا (20: 22، 23). ولم يقل أحد أن بطرس كان له تأثير علي يوحنا في إغفال هذا الأمر تواضعًا منه.. ننتقل إلي الاعتراض الثاني: + يقولون أن مار مرقس أغفل مشي بطرس علي الماء، تواضعًا من معلمه بطرس!! ومشي بطرس علي الماء أغفله يوحنا البشير أيضًا (يو 6: 15-21). ولم يتعرض له لوقا إطلاقًا، ولم يرد إلا في إنجيل متى. ونحب أن نرد أيضًا بنفس طريقة مرقس وهي التركيز علي شخص المسيح وحده. علي أننا من ناحية أخري نحب أن نقول إن المسألة ليست كلها مديحًا في هذه الحادثة بالذات، بل أن فيها أيضًا توبيخًا من الرب لبطرس عندما شك ووقع في الماء، فأمسك به الرب قائلًا: "يا قليل الإيمان، لماذا شككت" (مت 14: 31). وإن كان بطرس يقصد إظهار ضعفاته، فكان الأولي أن يذكر له إنجيل مرقس هذا الشك وهذا الوقوع وهذا التوبيخ من الرب. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مديح رائع جدا للقديس مارمرقس الرسول |
مديح مارمرقس الجديد- أغابي |
كلمات مديح الشهيد مارمرقس الرسولي |
كلمات مديح الشهيد مارمرقس الرسولي |
مديح الشهيد مارمرقس الرسول |