|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في نبوءة أشعيا عبارة من شأنها أن تلفت انتباهنا: « يُبرِزُ الحُكمَ بِحَسَبِ الحَقّ... فلِشَريعَتِه تَنتَظِرُ الأُمَم» ما الجديد في هذه العبارة؟ الجميع يعرفون أنّ الحقّ هو مبدأ العدالة. إنّه تطبيق القانون بحذافيره، بدون مواربة أو تحايل. فما هو الجديد في شريعة عبد يهوه، ولماذا تنتظرها الأمم؟ الجديد هو أنّ شريعة المسيح لم تعد نصًّا بل صارت شخصًا. إنّها ليست مدوّنة على ألواح ومصنّفة في قوائم، بل مكتوبة في القلب، ومصنّفة بحسب كلّ شخص. إنّها لا تسعى إلى تحقيق العدالة، بل الإنصاف. حين قال يسوع لبيلاطس: «أتيتُ لأشهد للحق»، سأله بيلاطس: «وما هو الحق؟» فصمت يسوع ولم يجبه. لمَ؟ لأنّه هو الحق: «أنا هو الطريق والحقّ والحياة». وها إنّ بيلاطس يراه ولا يعرفه، فأيّ كلامٍ يستطيع أن يجيب عن السؤال: «وما هو الحق؟» يسوع هو الحق. وكلّ شريعةٍ، كلّ قانونٍ، يجب أن يتوافق معه. فالعدالة البشريّة تنادي بدفع أجور العمّال بحسب مقدار عملهم، وعدالة المسيح تنادي بدفع أجور العمّال بحسب حاجاتهم. العدالة البشريّة تمنح كلّ واحدٍ الحقّ بأن يحتفظ بما له، وعدالة المسيح تدعو كلّ واحدٍ إلى أن يشارك بما له، لأنّ ما يملكه هو هبة من الله، وهو وكيل عليها، وسيؤدّي ذات يومٍ حساب وكالته. «لله الأرض وما عليها» يقول المزمور. العدالة البشريّة تنظّم عقاب المخالفين، وعدالة المسيح تنظّم رحمة المخطئين. فالمسيح أتى يفتّش عن الخاطئ ليخلّصه لا ليعاقبه أو ليهلكه. العدالة البشريّة تحكم على الفعل خارجيًّا. عدالة المسيح تحكم على نوايا القلوب. ففي حين تثني العدالة البشريّة على غنيٍّ يتبرّع، أو على فرّيسيّ يصلّي ويصوم، تنتقد عدالة المسيح مَن يفعل الخير للتباهي، أو مَن يمارس التقوى للتعالي على غيره. إنّ هذا كلّه يفسّر لنا لمَ تنتظر الأمم شريعة المسيح. شريعة الرحمة والتسامح. شريعة المحبّة والمشاركة. وحيث إنّ شريعة المسيح تختلف عن شريعة العالم، فهي تسعى إلى الإنصاف أكثر منه إلى العدالة. الإنصاف الّذي يجعل المرء يتخلّى عن ردائه لمَن يطالبه بثوبه، ولا يردّ على الشرّ بالشر، ولا يقيّم الإنسان بحسب مركزه الاجتماعيّ أو علمه بل بحسب بنوّته للآب السماويّ. لذلك يقول القدّيس بولس في الرسالة التي نقرأها في هذا الأحد: «تَيَقَّنْتُ حَقًّا أَنَّ اللهَ لا يُراعي ظاهِرَ النَّاس؛ فمَنِ اتَّقاه مِن أَيَّةِ أُمَّةٍ كانت وعَمِلَ البِرَّ كانَ عِندَه مَرضِيًّا». من أيّة أمّةٍ كانت. لا من المسيحيّين وحدهم، ولا من هذه الطائفة أو تلك، ولا من هذا العرق أو ذاك. والتقوى تجاه الله هي طريقة تعاملٍ مع الكائن، لا مع فكرة، أو لائحة. لذلك نقول: الحقّ شخص وليس شريعة. فمَن أراد أن يحفظ الشريعة، عليه أوّلاً أن يقيم علاقة مع هذا الشخص، يسوع المسيح، علاقة محبّة لا علاقة عبوديّة. ومن هذه العلاقة يتمّ تحديد السلوك. وفي هذه العلاقة، لا يكون هناك مسموح وممنوع، بل المعيار الوحيد هو إدخال الفرح إلى قلب الحبيب. فعلى سبيل المثال. كلّ مَن عاش خبرة الحبّ يعرف هذا. إنّه يمتنع عن فعل أمورٍ جائزة وصالحة في حدّ ذاتها، فقط لأنّها تزعج المحبوب. الأب سامي حلاّق اليسوعيّ |
11 - 02 - 2014, 07:50 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الحق شخص وليست شريعة
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
14 - 02 - 2014, 05:08 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الحق شخص وليست شريعة
|
||||
11 - 02 - 2014, 08:35 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: الحق شخص وليست شريعة
روووووووووعة
|
||||
14 - 02 - 2014, 05:09 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الحق شخص وليست شريعة
|
||||
11 - 02 - 2014, 08:44 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: الحق شخص وليست شريعة
جمييييييييييييييييييييييلة
|
|||
14 - 02 - 2014, 05:09 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الحق شخص وليست شريعة
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شريعة الأشرار ومبدأهم ليس ناموس الله بل شريعة القوة |
علي من ينتقد شريعة الفداء الحق واثبات معتقد " الفداء العنصري " |
شريعة الحق |
شريعة الحق |
من يغضب من اجل الحق .. فلا يعرف الحق و لا الحق يعرفه . .. |