غيرة قوية وشجاعة
قد يحب البعض الوداعة والتواضع، ولكن للأسف الشديد.
ربما يرون التواضع والوداعة يتعارضان مع القوة والشجاعة!
وهذا خطأ واضح. فالفضائل المسيحية تتمثل في الشخصية المتكاملة، التي لا ينقصها شيء. والسيد المسيح كان وديعًا ومتواضعًا، كان أيضًا قويًا وشجاعًا. وما أجمل قول داود النبى في غيرته المقدسة: "تكلمت بشهادتك قدام الملوك ولم أخز" (مز 119). الغيرة المقدسة هى نار. والنار لها قوتها وحرارتها:
والخادم المتصف بالغيرة، إذا تكلم بكلمة الرب، فكلمته نار "لا ترجع فارغة" (أش 55: 11) بل تكون "حية وفعالة، وأمضى من كل سيف ذى حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح" (عب 4: 12).
وإذا صلى لأجل الخدمة، تكون صلاته نارًا تلتهب.
" تقتدر كثيرًا في فعلها" (يع 5: 16). تستطيع أن تقف أمام الله، تصارع وتغلب.. وتأخذ منه قوة تشعل الخدمة وتنجحها.
والخادم الغيور إذا وبخ فكأنه نار، وإذا نصح فكأنه نار. وإذا تناول موضوعًا، يكون ذلك بقوة ونعمة، وليس بتراخ ولا تهاون. هو شخص ملتهب في قلبه، وفي أفكاره وفي ألفاظه، وفي مشاعره. وعمله قوى في نتائجه.
ليست الغيرة مجرد روتين أو تأدية واجب، إنما هى قوة.
هى شعور وعاطفة، وحماس وحرارة وشجاعة تتخطى كل العقبات، ونشاط دائم ومنتج. وهذه القوة التي للغيرة، تظهر في أمور عديدة:
قوة في الإقناع، وفي التأثير، وقوة في الدفاع عن الإيمان والحق، وقوة في العمل
إن دخل في الخدمة خادم من هذا النوع، يشعر الكل أن طاقة كبيرة قد دخلت في الخدمة، وأن كل فروع الخدمة قد بدأت تتحرك وتسخن، والثمار أصبحت وفيرة.. أخذوا قوة من الروح أصبحت ميزة لهم تلازمهم في كل موضوع وفي كل مناسبة.
العجيب أن أهل العالم قد تكون لهم جرأة في استهتارهم، بينما أولاد الله قد يخجلون من برهم.
كما لو كانت (الوداعة) خاتمًا على شفاهم!! فلا تكون لهم قوة في الدفاع عن مبادئهم وعن عقائدهم وعن سلوكهم الروحي.. كما لو كان الواحد منهم خجلًا من سلوكه الروحي!!
انظروا إلى وصف الكتاب للملائكة القديسين إذ يقول:
سبحوا الله يا ملائكته، المقتدرين قوة" (مز 103).
إنها تذكرني بالقوة التي تكلم بها بولس الرسول عن والتعفف والدينونة. فارتعب فيلكس الوالى (أع 24: 25).
امتلأ بولس بالروح، فامتلأ بالقوة الروح الذي قيل عنه "ستناولون قوة متى حل الروح القدس عليكم".
من شروط الغيرة المقدسة أيضًا أنها تكون: غيرة مثمرة ونشيطة.