إن الخدمة هي تواضع من الله
فالله يستطيع بلاشك أن يعمل العمل كله وحده. يستطيع أن يحول كل العالم إلى قديسين. يستطيع أن يدبر كل أمور الخدمة بدونك وبدوني، وبغير إحتياج إلى أحد. يمكنه بروحه القدوس أن يغير القلوب، وأن يقود الخاطئ إلى التوبة..
ولكنه من تواضعه، أراد أن يشركنا معه في عمله.
أدخلنا في شركة الروح القدس، لكي يعمل بنا، ويعمل معنا، ويعمل فينا، ويعطينا نصيبًا معه في الخدمة، نسير فيها مع روح الرب، هو يعمل كل شيء، وينسبه إلينا..!
هل بعد هذا ننسى الله في الخدمة؟ أهذا يليق؟!
بل أعجب من هذا أن إنسانًا يتخذ الخدمة ليبني نفسه!
ينحرف بالخدمة، فتحل الذات محل الله! يريد أن يبني بها مركزًا له. وشهرة وسمعة وسلطة! ويكون له مذهبًا فكريًا، ومجموعة خاصة.. وربما بهذا تدخل الخدمة في نزاعات وانقسامات. ويوجد بولس وأبلوس. وتقف الذات في محيط الخدمة ليقول (الخادم): ما مركزي في الخدمة؟ وما حقوقي وكرامتي؟.. وهكذا يدور الجهد كله حول الذات، ويختفي إسم الله..! بينما الله هو الأصل