منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 02 - 2014, 03:47 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

ابعد لخطورة العثرة

العثرة في اللغة هي السقطة.
والذي يعثر غيره، هو الذي يتسبب في إسقاط غيره.
وبهذا يحمل ذنب ذلك الساقط، أو يشترك في ذنبه. وفي ذلك قال السيد المسيح له المجد "ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة" (متى8: 7)، "خير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى، ويغرق في لجة البحر" (متى8: 6، لو17: 2).
عبارة "ويل لذلك الإنسان "تدل على خطورة خطيته.
ولشعور القديس بولس الرسول بخطورة إعثار الآخرين، ولحرصه ألا يهلك أحد بسببه، قال عبارته المشهورة "إن كان طعام [أكل اللحم] يعثر أخي، فلن آكل لحمًا إلى الأبد، لئلا يعثر أخي" (1 كو 8: 13). ولخطورة العثرة أيضًا، نرى أن السيد المسيح:

ابعد لخطورة العثرة
وضع الذين يعثرون قبل الخطاة في استحقاق الدينونة.
فقال "هكذا يكون في انقضاء العالم: يرسل ابن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار" (متى13: 4-42). جاعلًا المعاثر قبل فاعلي الإثم، لأنهم السبب.. وإن كان إعثار الآخرين أمرًا خطيرًا، فإن إعثار الصغار والبسطاء أمرًا أخطر.
وهكذا قال الرب في الويل الذي صبه على الذين تأتي منهم العثرات "من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي.." (متى18: 6) "خير له لو طوق عنقه بحجر رحى، وطرح في البحر من أن يعثر أحد هؤلاء الصغار" (لو17: 2).
ذلك لأن الصغار والبسطاء، يقبلون العثرة بسهولة.
إنهم يصدقون كل شيء، بسرعة وبلا نقاش، ولا يشكون فيمن يكلمهم، وليست لديهم القوة على فحص الأمور، والتمييز العميق بين ما هو حق وما هو باطل في كثير من الأمور.. وهكذا لا يوجد تكافؤ في كفتي الميزان، بين من تصدر منه العثرة ومن يتقبلها..
وعدم التكافؤ هذا، وجد في عثرة حواء من الخطية.
حواء كانت بسيطة جدًا، نقية للغاية، لا تعرف ما هي الخطية من قبل، لا تعرف الشر، لا تشك في كلام غيرها إذ لا تعرف أن هناك كائنات تكذب. لم تختبر الكذب ولا الحيلة من قبل ولم تعرفهما. والحية كانت "أحيل حيوانات البرية "تعرف كيف تكذب، وكيف تسبك العثرة في مكر. وهكذا لعدم تكافؤ الكفتين أمكنها أن تعثر حواء.. وكانت حواء بالنسبة إلى الحية، هي "أحد هؤلاء الصغار".
هكذا إعثار الأطفال أيضًا..
إنهم في سن يصدقون فيه كل شيء، ويقلدون كل شيء، حتى الحركات والملامح، ويرددون الألفاظ التي يسمعونها، بلا فهم. هم عجينة سهلة، يمكن تشكيلها بسهولة. لذلك حرام جدًا أن يفسدهم أحد. ما أخطر العثرة التي ينقلونها من آبائهم، ومن إخوتهم، ومن الجيران والمدرسين والأهل، ومن وسائل الإعلام المتنوعة.. إن العتامل معهم ينبغي أن يكون بحرص شديد، كأجهزة حساسة..
لذلك ابعد عن كل عثرة، وبخاصة للبسطاء وللصغار.
احذر كل حذر أن تتعب أفكار البسطاء. تصور إنسانا بساطة الأطفال، لم يتفتح قلبه للشر. يأتي إنسان أكبر منه عقلا وأكثر منه خبرة، فيفتح عينيه على عثرات، ويدخل في ذهنه أفكارًا من الصعب خروجها منه. فيلوث فكره، ويفقده بساطته، ويشككه، ويعثره ويسقطه.. ألا يحمل دينونته؟
الذي يعثر صغيرًا، يكون كالذي يحارب من لا سلاح له. وقد تؤخذ كلمة (صغار) النسبي وليس المطلق.
أي من هو أصغر منك في المعرفة وفي الإرادة وفي المركز ويمكنك إسقاطه. حقا ما أخطر هذا الأمر، فما هي خطورته إذن؟ إننا نوضحها في سببين:
1- شعور الإنسان بأن هذا الشخص كان بريئا. ولولا الذي أسقطه، وافسد فكره وشعوره، ما كان قد سقط..
2- ماذا يحدث لو أن هذا أسقط غيره قد تاب بينما الذي سقط بسببه لم يتب؟ لم يتب؟ هل يستريح ضميره في توبته؟ وهو يرى من قد هلك بسببه؟
لذلك احترس جدًا من أن تعثر غيرك..
إن توبتك في يديك، تستطيع أن تتوب إن رجع قلبك إلى الله. ولكن توبة هذا الذي أعثرته، ليست في يديك. فإن استمر في خطيئته التي سقط فيها بسببك، وهلكت نفسه.. هل تؤخذ نفسك عوضا عن نفسه
وحتى عن غفر الله لك بالتوبة، ألا يبقى في قلبك ألم مرير، وأنت ترى من قد هلك بواسطتك، مهما خلصت أنت؟!
هذا إذا كنت خلصت أنت؟!
هذا إذا كنت أنت سبب العثرة، أما إن كانت العثرات تأتيك من آخرين، فنصيحتي لك:
ابعد عن العثرات. واهرب من كل أسباب الخطية.
تذكر قول الملاك للوط "اهرب لحياتك.. ولا تقف في كل الدائرة.. لئلا تهلك" (تك 19: 17). واذكر أيضًا أن هروب يوسف الصديق من العثرة التي ألحت عليه، كان هو السبب في عدم سقوطه في الخطية.كذلك الرب لما اختار أبانا إبرآم، وأراد أن يكون به شعبا مقدسًا، أبعده عن العثرات، بأن أخرجه من أرضه وعشيرته (تك 12: 1).
يهربك من الخطية وعثراتها، تدل على رفضك لها.
فالهروب من العثرات فضيلة، لأنه يدل على أن القلب من الداخل لا يريد الخطية. لذلك احترس من أن تظن الهروب ضعفا. فليس من الحكمة أن يفتر الإنسان بقوته، ويعرض نفسه للتجارب، ويدخل نفسه في حروب ربما تتعبه. إذن لا تصف الابتعاد عن العثرات بأنه ضعف ن بل قل إنه صيانة. وقد نصح الآباء بالبعد عن "مادة الخطية". وقالوا في ذلك
إن القريب من مادة الخطية، تصادفه حربان، من الداخل ومن الخارج. أما المبتعد عنها فله حرب واحدة0
وليس الآباء فقط هم الذين ينصحون بالهروب من العثرات، بل الكتاب المقدس نفسه يقول "وأما الشهوات الشبابية فاهرب منها" (2تى 2: 22). ويعلل ذلك بأن "المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو 15: ).
والمزمور الأول واضح في قوله "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشهورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس" (مز 1: 1). لأن صحبتهم كلها عثرات..
بل حتى السيد المسيح نفسه يقول: إن كانت عينك اليمنى تعثرك، فاقلعها والقها عنك.
وإن كانت يدك اليمنى تعثرك، فاقطعها والقها عنك (متى 5: 29، 30) قال ذلك في العظة على الجبل وكرر نفس الكلام مناسبة أخرى (متى 18: 8، 9).
وهذا التكرار يدل على اهتمام الرب بهذه النقطة بالذات، أي البعد عن العثرات. وليس شرطًا أن يؤخذ كلام الرب هذا بطريقة حرفية، إنما يمكن:
تفسير هذه الآيات بمعنى روحي، غير حرفي.
أي أنه: إن أتتك العثرة من أعز إنسان لديك، الذي هو كعينك. أو إن أتت العثرة من أكثر إنسان يساعدك، كيدك اليمنى، فابتعد عنه.. أو يمكن تفسير الآية بمعنى أنه إن أتتك العثرة من داخل نفسك وليس من الخارج، فابعد عنها بكل حزم، حسب وصية المسيح، ولو أدى الأمر إلى استشهادك..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا لخطورة شهوة إرضاء الناس
لخطورة إدمان طفلك للموبايل والتابلت
ابعد كيرلس ابعد جرجس
انتبهي لخطورة إكسسوارات الأطفال!
مفهوم العثرة: 1- ما هي العثرة؟


الساعة الآن 02:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024