|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الغضب والحقد من المحال أن إنسانًا غضوبًا، تكون له موهبة الدموع. الدموع كما قلت تتمشى مع رقة القلب. والإنسان الغضوب يتصف بالحدة والعنف والقسوة. وهذه كلها ضد الدموع. من الجائز أن إنسانًا غضوبًا، يبكى من الغيظ والقهر. مثلما بكى عيسو لما اكتشف أن أخاه يعقوب أخذ منه البركة (تك 27: 38). ولكن هذه ليست من الدموع الروحية التي نتحدث عنها. ومن الجائز أن دموع الغيظ والقهر توجد في العلاقات العائلية، أو مجالات العمل.. إنها دموع، ولكن ليست من النوع الروحى.. ربما يدفع إليها اليًاس أو العجز أو الفشل أما الدموع الروحية فتصدر من قلب نقى، رقيق، حساس. الذى يقتنى موهبة الدموع، ثم يسلك في الطبع الغضب، بفقد تلك الموهبة.. ويجد أن دموعه قد جفت، أو فارقته، على الأقل في وقت غضبه.. فإن كان الله قد وهبك دموعًا، ثم فقدتها أدخل إلى داخل نفسك، وابحث عن السبب وعالجه. واسأل نفسك: هل كان الغضب من أسباب فقدك للدموع. الغضوب يركز أثناء ثورته على أخطاء غيره. أما صاحب موهبة الدموع، فيركز على أخطائه الخاصة. تركيزه على أخطائه الخاصة يبكيه، متذكرًا ضعفه وسقوطه وانفصاله عن الله.. أما التفكير أثناء الغضب في أخطاء الغير، فإنه قد يثير المشاعر والأعصاب، كما أنه ينسى الإنسان خطاياه.وقت البكاء وهو وقت مشاعر وأحاسيس. أما وقت الغضب، فهو وقت أعصاب وثورة وقسوة. وقت البكاء يسوده الحب، وأما وقت الغضب فتسوده الكراهية.. لذلك لا تلم غيرك، إنما لم نفسك. فلآباء يقولون: ملامة النفس تمنع الغضب.. وإن غضب الذي يلوم نفسه، فإنما يغضب على نفسه، لا على غيره.. لذلك نقوا أنفسكم من الغضب، إن أردتم أن يهبكم الله موهبة الدموع.. كذلك فإن الحقد أصعب وأقسى من الغضب. إن كانت إدانة الآخرين تمنع الدموع، والغضب يلاشيها. فمن باب أولى الحقد والكراهية والعداوة، لأنها درجات أكبر من الغضب واعنف. وتدل على قسوة في القلب، ورفض لغفران إساءة المسئ.. وكلها تعكر القلب وتفقده رقته. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أقوال القديس أوغسطينوس عن تحول الغضب إلى حقد | درجات الغضب |
الغضب يؤجل التوبة لأن الغضب من الكبرياء |
نيران الغيرة والحقد |
التعامل مع الغضب والحقد والمرارة |
حكمة القدّيسين: التعامل مع الغضب والحقد والمرارة |