|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذين بلا مرشد يسقطون سريعًا في الطريق ج - مثال ثالث في كيف يغير الشيطان خططه: بدأ الصوم الكبير. وكان الشيطان في العام الماضي يقاتل عن الأطعمة الحيوانية؟! صم بالأحرى عن الخطية، وحارب الحيوان الذي في داخلك.. لأنه ما فائدة الصوم بدون طهارة ونقاوة؟! ألا يكون صومك غير مقبول؟! - فأجاب الشاب: بل أنا أنفذ قول الكتاب "افعلوا هذه، ولا تتركوا تلك" (متى23: 23). فأحاول أن أصوم الصومين معًا. أصوم جسدي عن الطعام، وأصوم نفسي عن شهوة الخطية "أقمع جسدي وأستعبده" (1كو9: 27) بمنعه عن الأطعمة بمنعه عن الأطعمة الشهية، أتعود بذلك قهر النفس فلا تخطئ. · قال الشيطان: ولكنك ضعيف، وصحتك لا تحتمل الصوم. ولابد تحتاج إلى البروتين الحيواني لتعيش، وبخاصته وأنت في فترة نمو. - فأجابه الشاب بقول الرب "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" (متى4:4). وتذكر أن آدم وحواء كانا يعيشان على الثمار والبقول، ثم عشب الأرض (تك1: 29، 3: 18). ولم يقل الكتاب إنهما مرضا لنقص البروتين الحيواني!... · قال الشيطان: لا مانع إذن من أن تصوم. ولكن لا داعي لأن تصوم الصوم كله من أوله، فهذا كثير. وأيضًا لا تضغط على نفسك في الصوم، لئلا يحاربك الشيطان بالمجد الباطل! وأنت تعرف حروب الشياطين، وخطورة ضربات اليمين. - أجاب الشاب: لا أريد أن أتهاون. فالرب يدعونا إلى الكمال (متى5: 48). ومهما صمت، ماذا يكون صومي إذا قورن بأصوام القديسين؟! إنه لا شيء... وصام الشاب. وحل الصوم هذا العام، والشاب في تصميمه. - ورأي الشيطان أن محاولة منع هذا الشاب عن الصوم ستكون محاولة عقيمة. لذلك بدأ يغير خطته إلى العكس. · فقال للشاب: ما أفيد الصوم! إن عمق فائدته تأتي من طول فترة الانقطاع. ومن رأيي أن تنقطع كل يوم إلى الغروب من بدء الصوم. ولكن لابد أن تستشير أب اعترافك وتأخذ موافقته (وكأن يعلم يقينًا أن أب الاعتراف لن يوافق).. وهنا نصب له فخًا. ولم يوافق أب الاعتراف، ودعا الشاب إلى التدرج... · وهنا تدخل الشيطان ليقول: إن أب اعترافك هذا، لا خبرة له بالصوم، وهو بإرشاده يعطل حياتك الروحية. بطريقته هذه لا يمكن أن تنمو، ولا أن تذوق حلوة الصوم. بل أخشي عليك إذا ضغطت الظروف، أن ينصحك يومًا بأن تفطر في أسبوع الآلام!! والأفضل أن تغير أب اعترافك. ومن الممكن في أمور الصوم وأمثالها، أن لا تستشير أب الاعتراف! أترك هذه الأمور أصرفها معك بنفسي! وهكذا غير الشيطان خطته، من تشكيك في الصوم، إلى تشكيك في أب الاعتراف. ليس المهم عنده نوع الحرب، إنما أن يسقط من يحاربه. وبتحويل الشاب عن أب اعترافه، جعله يسلك حسب هواه بلا مرشد، مع كبرياء في القلب يظن بها أنه أفضل من مرشده، مع إدانة لهاذ المرشد. ؟ وكل هذه وسائل تجره في طريق السقوط إلى أسفل. |
|