|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الافتخار بالأعمال و استجداء المديح النوع الخامس:- وهو أصعب من سابقه بكثير، فالنوع السابق قد افتخر بالأعمال التي قام بها فعلًا. كشفها أمام الناس لكي يروها ويقدروها. ولكن النوع الأصعب هو هذا: إنسان يمتدح نفسه بما ليس فيه فيذكر عن نفسه فضائل ليست له، أو يبالغ في مدح نفسه، أو ينسب إلى ذاته فضائل أو أعمال غيره. وعلى عكس هذا المثال الذي ذكرناه تحضرني قصة راهب قديس كان ينكر ذاته جدًا. فحينما كان يعمل عملًا حسنًا من أجل الدير لاشك أن الكثيرين سيمدحونه عليه، كان يشرك أحد الرهبان معه، ولو في جزء طفيف من العمل، أو في نهاية العمل تقريبًا. فإذا ما سئل عن العمل بعد نهايته، ينسب الفضل لهذا الراهب الذي ساعده، ويقول: [أبونا فلان، البركة فيه، عمل وعمل..] مثال آخر، نذكره في عدم التركيز على الذات في المديح، وهو مثال اللاعبين الذين يلعبون بروح الفريق Team Work. فلو أن كل لاعب خذ الكرة مثلًا وظل يجري بها وحده، لكي يصيب الهدف بنفسه، وينال فخر ذلك لا نهزم الفريق لا محالة. ولكننا نرى أن اللاعب يمرر الكرة إلى غيره، وهذا يمررها أيضًا إلى غيره لكي يصيب الهدف.. المهم أن الفريق هو الذي ينتصر، وليس المهم بواسطة من! هنا إنكار الذات الذي هي عكس محبة المديح. أما الذي يركز على نفسه، ويتجاهل دور غيره، فإن يتجاهل عمل النعمة معه، ومعونة الله له أيضًا. ففي كل عمل حسن يعمله، ينسب كل شيء إلى نفسه، ولا يذكر اسم الله إطلاقًا، بعكس يوحنا المعمدان الذي كان يخفي ذاته ليظهر الرب، وبعكس قول المزمور: "ليس لنا يا رب، ليس لنا، لكن لاسمك أعط مجدًا" (مز115: 1). يقينا أن كل عمل فاضل قد عملناه، لم نعمله وحدنا بدون معونة إلهية! فهوذا الكتاب يقول: "إن لم يبن الرب البيت فباطلًا يتعب البناءون" (مز127: 1). إن نجاح أي عمل، لا يتوقف على عاملة فقط، فقد تكون هناك ظروف خارجية كثيرة ساعدت على ذلك، ويد الله التي أعانت أو التي مهدت هذه الظروف.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الافتخار الباطل |
استخدام مجففات الأيدي في الحمامات العامة |
اهرب من استجداء المديح |
اهرب من استجداء العطف وشراء المديح |
الافتخار...! |