الغش الجماعي
السيد / ممدوح وديع غالي
شارع الشرفا – شبين القناطر – قليوبية
كان والدي – وهو موجه في وزارة التربية والتعليم – رئيسا للجنة امتحان في قرية مجاورةز وكان معروفا أن الغش في تلك البلدة يحدث جماعيا، وقد لاحظ أهلها أن والدي مصمم منذ البداية علي التصدي لهذه الظاهرة غير الأخلاقية، فحاولوا الضغط عليه بوسائل شتي من بينها التهديد باستخدام العنف.
ومضت أيام الأمتحان يوما أثر يوم دون حالة غش واحدة، وفي اليوم الأخير تجمهر بعض الأفراد خارج المدرسة يحملون العصي وبعض الأسلحة النارية محاولين اختطاف أوراق الأجابة .
كما فوجيء والدي بالناظر يفتعل مشادة لإثارة المتجمهرين، ولإتاحة الفرصة للهجوم علي المدرسة ،ولم تكن هناك من حراسة سوي جندي واحد،لاينزل الرهبة في قلب أحد، فلم يكن مسلحا إلا بعصاة في يده، وقد انصرف إلي حال سبيله مؤثرا السلامة .
كان الموقف متأزما وليس من مغيث، فاتجه والدي إلي الله بطلبة حارة وان كانت قصيرة، طالبا عونا سريعا منه بشفاعة مارمينا الشهيد البطل، والبابا كيرلس، وكان يقرأ كتابا عنه قبلها بيوم واحد.
ولم تمض سوي دقائق حتي تحقق من استجابة الله السريعة ... وبصورة غير متوقعة لقد زجر ذلك الناظر ... ومن الذي زجره ؟ .. ليس مديرا أو مفتشا، أو رجل أمن من ذوي الرتب الكبيرة ... لا، بل من أشقائه الذين لاموه وعنفوه، وفرقوا الجماعة المتجمهرة، ثم أحاطوا بوالدي وزميله، وهما يحملان أوراق الأجابة حتي السيارة التي أقلتهما، ثم رافقوهما علي الطريق حتي غادروا البلدة بسلام.