|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مضار استبقاء الفكر قلنا إن الفكر إذا لم يطرده الإنسان بسرعة، يتقوى عليه، ويصبح داخله ويصل إلى القلب وإلى الإرادة، ويتعب النفس، ويصبح مادة لأفكار أخري ولخطايا أخري... وحتى إن أمكن للإنسان أن ينتصر بعد كفاح مرير، فإن الحرب لابد ستطول. وطول هذه الحرب الروحية ينهك الإنسان، الذي ربما يصبح قريبًا من اليأس والاستسلام، لأنه يكون قد بدأ يشعر بضعفه أمام الفكر. وطول فترة القتال مع الفكر، قد يثبته في العقل الباطن. ويضيف إلي ذاكره الإنسان صورًا ما كان يود أن تضاف إلى ذاكرته، لئلا تصبح في المستقبل مصدرًا لأفكار أخري ولشهوات وأحلام وظنون. وحتى إن انتصر الإنسان أخيرًا، يكون عقله قد اتسخ أثناء القتال. إذ أتيح للفكر أن يصب فيه قتالات وتأثيرات ومشاعر، كما أن الفكر في فترة بقائه يكون قد دغدغ الحواس وترك تأثيره على القلب وعلى الجسد أيضًا. وكمثال للتأثير على الجسد: إنسان ذكره العدو بمشاجرة بينه وبين شخص آخر، فتهاون في طرد الفكر، حتى بدأ يتذكر تفاصيل المشاجرة كلها، في ذلك يجد نفسه قد عاد إلى الغضب، يجد جسده قد سخن، اندفعت الدماء إلى عروقه، واحمرت عيناه، واكفهرت ملامحه، وبدأ يفكر كيف ينتقم لنفسه. انظر إلى داود النبي يحكى ضغطات الأفكار فيقول: " إلى متى يا رب تنساني، إلى الانقضاء؟ حتى متى تحجب وجهك عني إلى متي أردد هذه المشورات في نفسي، وهذه الأوجاع في قلبي النهار كله؟ إلى متى يرتفع عدوي على... أنر عيني لئلا أنام نوم الوفاة، لئلا يقول عدوي قد قويت عليه" (مز12). إذن اهرب من الفكر ولا تسبقيه، فأنت لا تعرف إلى أين يقودك، وإلى أين ينتهي... والهروب أيضًا فيه أتضاع قلب، والاتضاع هو أكبر سلاح لهزيمة الشيطان، أما الذي يعتد بقوته، وبقدرته على قتال الأفكار، فقد تتخلي عنه النعمة قليلًا، حتى إذا ما دخل في الحرب الروحية وعنفها حينئذ لا يدعي القوة مرة أخري، ويعتمد على الله أكثر مما يعتمد على إرادته الخاصة وصمودها وقوتها. لهذا كثيرًا ما يسمح الله بالحروب، لكي يقتني الإنسان الاتضاع. لا شيء يغيظ الشيطان، قدر رفضك للتفاوض معه.. لقد كان تفاوض حواء مع الحية، هو أول خطوة في السقوط، واستطاع الشيطان في حديثه معها، أن يتولي توجيه فكرها وحواسها، وصارت لعبة في يديه وتحت قيادته وتأثيره. إنك بالتفاوض مع الفكر الشرير إنما تدخل نفسك في دائرته. على الأقل يشعر أنه لا مانع لديك من التفاهم معه، وكم من علاقة خاطئة بدأت بالجدل أو بالمقاومة، وانتهت إلى الاستسلام، أما رفض التفاهم مع الفكر، فهو طرد صريح له من بادئ الأمر، وعدم إعطائه فرصة لتجربة تأثيره. أنت قد تدخل الفكر إليك، ثم لا تعرف كيف تخرجه... لذلك فإن رفضه، وعدم معايشته، هو حل سليم لا نقاش فيه. ذلك أن استبقاء الفكر، قد يؤدي إلى سيطرته، وإذا استمر فترة طويلة فقد يؤدى إلى حالة من العبودية. |
24 - 01 - 2014, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: مضار استبقاء الفكر
شكرا ربنا يبارك خدمتك
|
||||
25 - 01 - 2014, 09:59 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مضار استبقاء الفكر
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من كتاب ثمر الروح الله - مضار عدم طول الأناة |
مضار ومنافع زيت الخروع على المرأة الحامل |
مضار الهرطقات ومنافعها |
مضار الماكياج |
مضار استبقاء الفكر |