|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 3 - تفسير سفر المزامير يرتل كل من يصلي صلاة باكر هذا المزمور ويبدأ بقوله "لماذا كثر الذين يحزنونني"(سبعينية) فيذكر مضايقيه من أهل العالم ويذكر الخطايا التي تضايقه وربما يسقط فيها، ولكن سرعان ما تتحول الصلاة إلى إنشودة خلاص تملأ النفس سلاماً خلال التمتع بروح النصرة وروح القيامة في صلوات داود. ونرى الرب منتصراً على كل أعدائنا حتى أقوى الأعداء وهو الموت. يبدأ المزمور بصيغة الفرد ثم ينتهي بالبركة على كل شعوب الرب. ونلاحظ في عنوان المزمور أن داود وضع المزمور في ضيقته وهو هارب من أمام إبشالوم ابنه. وهناك ملحوظة هامة جداً:- أنه بينما كانت المشكلة موجودة ومازال داود مطروداً من عرشه وإبنه يقود ضده ثورة ويريد قتله فهو وضع محزن مبكي بلاشك حتى لمن يسمعه ولكننا نجد داود يسبح الله على خلاصه والخلاص لم يتم بعد، وهذا ما يحدث مع كل من يصلي متعلماً من المزامير، فيصلي في ضيقته فيجد المسيح يحمل ألامه ويشترك معه في صليبه ويعزيه ومازالت المشكلة بلا حل، لكن حدث تغيير واضح في قلب الذي يصلي فهو بدأ صلاته حاملاً همومه وأنهاها وهو في حالة سلام داخلي. بل شعر أنه في أمان طالما هو تحت الحماية الإلهية. هذا عمل الروح القدس فى الصلاة. آية (1): "يا رب ما أكثر مضايقي. كثيرون قائمون عليّ." كَثِيرُونَ قَائِمُونَ عَلَيَّ = فداود قام عليه ابنه إبشالوم ومشيره أخيتوفل والجيش بل ومعظم الشعب (كان هذا نتيجة لخطية داود). وبالمثل قام على المسيح الرومان وملوكهم واليهود ورؤساء كهنتهم بل والشعب ويهوذا تلميذه (كانت نهاية يهوذا كنهاية أخيتوفل) فكلاهما كانا أصحاب مشورة شريرة. لقد كتب داود هذا المزمور لضيقه مما حدث من إبشالوم. وبروح النبوة إنطبق المزمور بالأكثر على المسيح وكأن المسيح أيضاً يتساءل لماذا كثر مضايقو الكنيسة جسده. آية (2): "كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه.سلاه." كَثِيرُونَ يَقُولُونَ.. لَيْسَ لَهُ خَلاَصٌ بِإِلهِهِ = صوت التشكيك هذا كثيراً ما نسمعه في ضيقاتنا فنتصور أن الله تخلى عنا. ومن اجتمع حول الصليب قال "قد إتكل على اللهفلينقذه" (مت43:27). إن أخطر ضربة يوجهها إبليس لنا هي ضربة اليأس وهي إنكار إمكانية عمل الله الخلاصي. وخلال اليأس تتسلل كل خطية إلى حياتنا. سِلاَهْ = هي أضيفت بعد ذلك لتسكت الموسيقى فترة ويسكت المرنمين وتستمر الموسيقي ليتأمل المرنمين والسامعين في هذا الكلام الخطر الذي قيل "هل ليس خلاص بالله؟!" آية (3): "أما أنت يا رب فترس لي. مجدي ورافع رأسي." أَنْتَ يَا رَبُّ فَتُرْسٌ لِي = بالاختبار عرف داود أن الله كما أنقذه في حادثة الدب وفي حادثة الأسد ثم مع جليات سينقذه الآن، "كما كان وهكذا يكون من جيل إلى جيل" وفي (عب8:13) "يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد".وَرَافِعُ رَأْسِي = هكذا رفع الله رأس داود وهزم أعدائه ، ومع المسيح - فلقد نزل المسيح بعد موته إلى الجحيم لينجي عبيده منه. ثم قام من الأموات ظافراً وصار موضوع مجدنا وترتفع رؤوسنا به. وحتى إن حملنا الصليب فترة من الزمن سنشعر أننا في هذا نشبه المسيح ولابد من أن نقوم معه ظافرين. لقد كانت الجماهير والجيش هما قوة إبشالوم، ولكننا نسمع هنا أن الله هو ترس وقوة داود. هكذا قال الله لإبراهيم "أنا ترس لك" (تك15 : 1) . مَجْدِي = داود في ملكه كان في مجد عظيم ، فهو الذي أسس المملكة وتوحدت الأسباط تحت ملكه ، وأخضع كل أعدائه . والآن لقد سقط تاجه وهرب أمام أعداؤه وشتمه شمعي بن جيرا . وإكتشف داود الحقيقة ...أن كل ما في العالم زائل وباطل. وتوصل لهذه الحقيقة أن العالم لايوجد فيه مجد ، بل أن المجد الحقيقي هو في وجوده مع الله وعبادته لله ، مجده الحقيقي هو الله، وهو القادر أن يرفع رأسه ويرد له كرامته. والله سيعطينا مجداً في السماء. وهذا ما سمعناه من الله ..."أكون مجداً في وسطها" ( زك 2 : 5 ) آية (4): "بصوتي إلى الرب أصرخ فيجيبني من جبل قدسه. سلاه." ليس معنى الصراخ هو ارتفاع الصوت ولكن معناه الصلاة من القلب بعمق. جبل قدسه = هو ملكوت الله السماوي. من هناك نسمع استجابة الله، نسمعها في قوة، فداود محروم الآن من أورشليم الأرضية لكنه على اتصال بأورشليم السماوية. والمسيح صرخ على صليبه لحسابنا فاستجاب له الله، هو صرخ كممثل عن البشرية فاستجاب له الله وخلصنا (عب7:5). الآيات (5، 6): "أنا اضطجعت ونمت. استيقظت لأن الرب يعضدني. لا أخاف من ربوات الشعوب المصطفين علىَّ من حولي." أَنَا اضْطَجَعْتُ وَنِمْتُ. اسْتَيْقَظْتُ = هي نبوة عن موت المسيح وقيامته بعد أن أحاط به الأعداء الذين تكلم عنهم في الآيات (1،2). وقوله أنا إضطجعت تشير لموت المسيح بإرادته (يو17:10 ، 18). وعن داود نقول أنه بعد صلاته زالت عنه حالة الإضطراب من كثرة الأعداء ونام "فالرب يعطي لأحبائه نوماً" وعجيب أن نرى داود نائماً في هدوء وأعدائه محيطين به، ولكن هذا هو "سلام الله الذي يفوق كل عقل" (في7:4). ويقول داود في (مز132) "لا أعطى لعينيَّ نوماً.. حتى أجد موضعاً للرب". فهو حين صلي وأعطى لله موضعاً في قلبه نال سلاماً عجيباً فنام. ومع كل منا يمكن أن يحدث هذا. بل في كل مرة نصاب بفتور روحي ونشابه النائمين روحياً علينا أن نستيقظ (أف14:5 + 1تس6:5 ، 7) فالنوم أي الكسل يؤدي للسقوط. فالسقوط موت والتوبة هي قيامة مع المسيح الذي إنتصر على الخطية وعلى الموت. ولو أعطانا الله حالة السلام نقول مع داود لاَ أَخَافُ مِنْ رِبْوَاتِ الشُّعُوب.. ولماذا لا يخاف، فالله أعطاه ثقة بوجوده وحمايته له = لأَنَّ الرَّبَّ يَعْضُدُنِي. وبسبب هذه الآيات الواضحة عن المسيح نرتل هذا المزمور في ختام صلوات يوم الجمعة العظيمة ولكننا نتوقف عند قوله "أنا اضطجعت ونمت" ولا نكمل فكلمة استيقظت تشير للقيامة التي حدثت فجر الأحد. فهذا المزمور يُعتبر:
الآيات (7، 8): "قم يا رب. خلصني يا إلهي. لأنك ضربت كل أعدائي على الفك. هشمت أسنان الأشرار. للرب الخلاص. على شعبك بركتك. سلاه." هي طلبة داود ومن يصلي مع داود قُمْ يَا رَبُّ = أيقظ جبروتك وهلم لخلاصنا، كما أيقظ التلاميذ الرب في السفينة. هذه علامة القوة في الصلاة واللجاجة. وتؤكد عمق إيمان المرتل واختباراته في الرب الذي يعطيه الخلاص ويعطي البركة له ولكل شعبه. ونلاحظ قول داود عَلَى شَعْبِكَ = فهو الملك ولكنه لا يقول شعبي فهو يفهم أن الشعب هو شعب الله بينما هو كملك يرعى شعب الله. ونلاحظ أن المزمور يبدأ بالصراخ وينتهي بالخلاص والبركة وهزيمة الأعداء، هو صورة رائعة لصلاة الإنسان الساقط في ضيقة أو تجربة"، وكيف يخرجه الرب بهذه القوة هذه هي نتيجة الصلاة القوية، هي تملأ النفس تعزية ولا تنتهي سوى بالبركة والخلاص. أَسْنَانَ الخطاةِ = يشبه المتمردون ضد داود بالحيوانات الضارية التي تريد أن تلتهمه ولكن الرب ينزع أسلحتهم، فذراع الله لا تقصر عن أن تخلص. لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ = فلا فضل للإنسان نفسه، إنما الفضل للرب الذي وحده يخلصنا من موت الخطية ويتمجد فينا. ونلاحظ أن المزمور الأول يتكلم عن المسيح البار الكامل . والمزمور الثانى عن أنه سيتجسد ليملك على العالم . والثالث يظهر أنه سيملك بالصليب . ونرتل هذا المزمور في باكر كل يوم لنذكر قيامة الرب وانتصاره على كل من قام ضده. ونذكر بركة الرب لشعبه ونتسلح في بداية يومنا بهذا الإيمان القوي. |
|