إخضاع الجسد
لعل من أهم الآيات وأخطرها في إخضاع الجسد، هو قول القديس بولس الرسول "بل اقمع جسدي وأستعبده. حتى بعد ما كرزت لآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (اكو27:9).. إنها عبارة مرعبة يقولها هذا الذي صعد إلى السماء الثالثة (1كو2:12). والذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 10:15).. لكي يرينا بهذا خطورة الجسد، وأهمية إخضاعه، وقمعه واستعباده..
ومن الأقوال البارزة أيضًا في إخضاع الجسد، هي قول الرسول "ولكن الذين هم المسيح، قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل24:5). أي أن كل شهوة للجسد ضد السلوك بالروح، يدقون فيها مسمارًا ويصلبونها فلا تتحرك فيهم فيما بعد.
ومن الوسائل الهامة لإخضاع الجسد، فضيلة الصوم.
سواء من جهة إخضاع الجسد بالامتناع عن الطعام، وبتحمل الجوع، أو بالامتناع عما تشتهيه من الأطعمة،كما قال دانيال النبي في صومه" لم آكل طعامًا شهيًا، ولم يدخل فمي لحم ولا خمر" (دا3:10). وإن لم تستطع الامتناع الكامل. فلتقلل.
وكما تمنع جسدك من الأكل، تمنعه عن الشهوات الأخرى.
ومن وسائل إخضاع الجسد، ضبط الحواس، واللسان.
ضبط النظر، والشم، واللمس.. وكما قال الرب في العظة على الجبل "إن كانت عينك اليمنى تعثرك، فاقلعها والقها عنك.. وإن كان يدك اليمنى تعثرك، فاقطعها والقها عنك" (مت29:5،30).. على الأقل تقطع شهواتها..
من وسائل ضبط الجسد أيضًا السهر.
ونقصد به السهر في الصلاة والعبادة. كما قال الرب "اسهروا وصلوا، لئلا تدخلوا في تجربة" (مت41:26)،وكما قال أحد الآباء "اغصب نفسك في صلاة الليل، وزدها مزامير"..
ومن وسائل ضبط الجسد: الزهد والنسك.
على الأقل البعد عن الترفيهات والكماليات، وعن المبالغة في الزينة العالمية، فقد ركز الرسول على "زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو قدام الله كثير الثمن" (1بط4:3). المهم هو أن تتزين الروح بالفضائل. كما يقول عنها النشيد" معطرة بالمر واللبان وكل أذرة التاجر" (نش6:3).
وليعرف الإنسان أن الجسد ليس للمتعة والترفيه.
بل هو لتمجيد الله، كما قال الرسول "مجدوا الله في أجسادكم وفى أرواحكم التي هي لله" (1كو20:6).