|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نسيان جزاء الخطايا | بركة الألم وأمجاده | التسليم بالخير (12) أحيانا نحن لا نشكر، لأننا ننسى خطايانا، وما تستحقه من جزاء. ولو ذكرنا خطايانا، لكنا نشكر لأن الله (لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا بحسب آثامنا) (مز 103) بل حتى لو نلنا جزاء، لكان يجب أن نشكر أننا نتألم هنا على الأرض، بدلا من أن ننال العذاب الأبدي في العالم الآخر (متى 25: 46) مثل لعازر المسكين الذي استوفى بلاياه على الأرض (لو 16: 19). ولو أدركنا ثقل خطايانا، لكنا نشكر حتى في الآلام المريرة، شاعرين أنها أقل بكثير مما نستحق. وأنها -أي الآلام- قد سمح الله بها لتقودنا إلى التوبة.. (13) ونحن قد لا نشكر -وبخاصة في الألم- لأننا لم ندرك بعد بركة الألم وأمجاده.. إن الألم هبة تستحق الشكر. ولهذا قال الرسول (قد وهب لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضا أن تتألموا لأجله) (فى 1: 29) هو إذن هبة، وأيضا معه مجد. ولذلك قال الرسول (ان كنا نتألم معه، فلكي نتمجد أيضا معه) (رو 8: 17) ومادام الألم طريقا للمجد، فهو للمجد، فهو يستحق الشكر إذن.. لذلك لم يمنع الله الألم عن أحبائه: إن بولس الرسول تعب أكثر من جميع الرسل في الكرازة والتعليم (1كو 15: 10). ومع ذلك لاقى اضطهادات وآلاما أكثر من الكل، شرحها في (2 كو 11) وقال ضمن ذلك (في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، في الميتات مرارا كثيرة) (2كو11: 23) والرب لم يمنع عنه كل هذه الآلام، بل فال عندما أختاره لخدمة الرسولية (سأريه كم ينبغي أن يتألم لأجل اسمي) (أع 9: 16). وما نقوله عن بولس الرسول، نقوله أيضا عن القديس أثناسيوس بطل الإيمان. الذي نفى عن كرسيه أربع مرات، ودبرت ضده تهم ومؤامرات، قيل له: (العالم كله ضدك يا أثناسيوس) وسمح الله له بكل هذا، لأن في الألم مجدًا، وله أكاليل وهو تعبير عن الحب. العذراء نفسها تحملت آلاما كثيرة، وهى أقدس إنسانة في الوجود. فان تحملت ألما من أجل الله، أشكره من أعماقك. لأنه قد حسبك أهلا أن تهان لأجل اسمه (أع 5: 41) أشكره لأنه أرشدك إلى الباب الضيق الذي يؤدى إلى الملكوت والى الحياة (متى 7: 14). (14) أقول أخيرًا إننا أحيانًا لا نشكر، لأننا نحسب الخير الذي نحن فيه أمرا عاديا لا يحتاج إلى شكر! خيرات كثيرة أنت فيها ولا تشكر عليها، كالصحة والستر، لأنك تحسبها أمورا عادية،ولكن المحرومين منها يشعرون بقيمتها. وان حصلوا عليها يشكرون من العمق وأقول لكم كمثال: ربما أنت لا تشكرون الآن على النور أثناء محاضرتنا. ولكن إن أنقطع النور لأي سبب، حينئذ تدركون أنكم كنتم في نعمة لا تشعرون بها، ولذلك لم تشكروا عليها، إذ حسبتموها شيئًا عاديًا. ما أكثر الأمور العادية في حياتنا التي تحتاج إلى شكر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 117| بركة لكل الأمم |
وإن تركت الألم، فنعمتك تكفيني |
أن هذه الأمم المطرودة تشير إلى الخطايا الثمانية العظمى |
إبرام بركة الأمم |
بركة غفران الخطايا |