|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وسائل الاتضاع وعلاماته (6) 33 الإنسان المتواضع يظهر اتضاعه الروحي في اتضاع جسده أيضًا. يظهر اتضاعه في ملامح وجهه، وفي نبرات صوته، وفي نظرات عينيه. فهو ينظر إلى الناس في وداعة. ليست له النظرات المُتعالية، ولا ينظر إلى الناس من فوق. وصوته هادئ: يتكلم بلطف، لا بسلطان. لا يحتد على أحد، ولا يتكلم بشدة ولا بنبرات متكبرة، ولا بصوت عالٍ، ولا باحتقار أو استصغار لأحد في عدم رد.. إنَّما بلطف يتحدث مع كل أحد.. ويظهر اتضاعه أيضًا في طريقة مشيه. فلا يمشى في زهو أو في خيلاء. وفي جلوسه أيضًا يجلس في أدب، لا ينتفخ في مظهره.. ويبعد عن العظمة في مستوى ملابسه وأدواته وأثاثاته وحياة الترف. لا يُشعر الناس في منظره ومظهره أنَّه في مستوى عالٍ، أو مستوى أعلى منهم. ولغته تدل عليه: فهو لا يتغنَّى بأعمال قام بها، ولا يفتخر. ولا يعقد مقارنات بينه وبين الآخرين، تدل على تفوقه ومقدار ارتفاعه عليهم وإدراكه ما لا يُدركون. 34 والمتضع يظهر اتضاعه أيضًا في أسلوب عبادته وصلواته. فهو يدخل إلى الكنيسة في خشوع. حسبما قال داود النبي "أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلى بيتك. وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك" (مز7:5). ويقف في مهابة تليق بالصلاة وبالوجود في حضرة الله. كما قيل عن الشاروبيم والسارافيم إنَّهم وقوف قدامه: بجناحين يُغطون وجوههم، وبجناحين يُغطون أرجلهم (أش6). يحفظ حواسه جيدًا، ولا ينشغل عن الصلاة بشيء. ولا يُزاحم غيره في وقت التناول من الأسرار المقدسة. بل يتقدم إليها كغير مستحق.. ولا يجلس في الوقت الذي ينبغي فيه الوقوف. لذلك عند مباركة الطعام في مائدة بيته، لا يُصلى وهو جالس.. بل هو في كل مناسبة، يحتفظ بمهابة الصلاة. كذلك يحتفظ المتواضع بخشوعه في فترة صومه. لأنَّها فترة تذلل أمام الله، والتذلل يليق به الاتضاع. ولِنَتَذكَّر في هذه المناسبة ما قيل عن صوم أهل نينوى إنَّهم "نادوا بصوم، ولبسوا مسوحًا من كبيرهم إلى صغيرهم. وبلغ الأمر ملك نينوى. فقام عن كرسيه، وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح. وجلس على الرماد" (يون6، 5:3). 35 والمتواضع إذا أخطأ، وانكشف له ذلك، فإنَّه يعترف بخطئه. ما أصعب الاعتراف بالخطأ على إنسان متكبر! يشعر أنَّ ذلك يُقلّل من قدره ومن كرامته أمام الآخرين. أمَّا المتواضع، فإنَّه لا يحاول أنْ يتهرب من مسئولية أخطائه أو يُغطى عليها، أو يُبرر ذاته بالأعذار،.ولا مانع عنده من أنْ يقول "أخطأت في هذا الأمر". يقول "أخطأت" أمام الله، وأمام الناس، وفي أعماق نفسه، بكل اقتناع. إنَّ نفسه ليست معصومة في نظره. المتواضع ليس "بارًا في عيني نفسه" (أى1:32). فهو بعيد كل البعد عن البر الذاتي. ويعرف عن أخطائه أكثر مما يعرفه الناس عنه. 36 من الوسائل التي تساعد على الاتضاع: حياة التوبة الحقيقية، وما يصحبها من فضائل. فالإنسان التائب هو إنسان شاعر بِثِقَلْ خطاياه، وخطيته أمامه في كل حين (مز50)، يذكرها متذللًا أمام نفسه وأمام الله، شاعرًا أنَّه غير مستحق لشيء. وهو باستمرار يلوم نفسه ويُبكِتها على سقطاتها وضعفاتها ونقائصها. وهو في كل ذلك يطلب صلوات وبركة كل أحد.. لذلك يسلك باتضاع، ولا يتكبر على أحد. لأنَّ تذكار ضعفاته يُخزيه من الداخل، ويمنع عنه الكبرياء من الخارج.. وكلما بَعُدَ الإنسان عن مشاعر التوبة وحرارتها ودموعها، أصبح في خطر أنْ يفقد اتضاعه.. ولذلك سعيد مَنْ يحيا في التوبة على الدوام. لا يعتبر أنَّها مجرد مرحلة من مراحل حياته وقد عَبَرَتْ. بل هو في كل يوم من أيام حياته يُخطئ. وكما قال القديس يوحنا الرسول "إنْ قلنا إنَّه ليس لنا خطية، نُضل أنفسنا وليس الحق فينا" (1يو8:1). |
25 - 09 - 2014, 06:24 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: وسائل الاتضاع وعلاماته (6)
مشاركة جميلة
ربنا يبارك خدمتك |
||||
25 - 09 - 2014, 07:14 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وسائل الاتضاع وعلاماته (6)
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وسائل الاتضاع وعلاماته (2) |
وسائل الاتضاع وعلاماته (3) |
وسائل الاتضاع وعلاماته (4) |
وسائل الاتضاع وعلاماته (5) |
وسائل الاتضاع وعلاماته (7) |