في ثاني يوم عيد الميلاد.. الله أم العالم؟

[tito227]

في ثاني يوم عيد الميلاد.. الله أم العالم؟



الاربعاء 08 يناير 2014
القمص يوسف حنا - كاهن كنيسة الشهيد العظيم ابى سيفين بالمهندسين

جاء الله في الجسد ليشاركنا في كل شئ في اللحم والدم.. فهل نتشارك نحن مع ذاك الذي أحبنا؟
هناك من يريد أن يعيش مع الله في ناحية ويعيش مع العالم في كفه أخرى.. يريد أن يمسك الله والعالم – السماء والأرض -


وهذا الأمر يجعل القلب منقسم.. الله يريد القلب كامل – أن تترك كل شئ وتتبعه كما فعل التلاميذ..
السطحي في علاقته بالله يريد أن يودع أهل بيته.. فهذا مرفوض ، وهناك من يريد أن ينتظر لحين يدفن أبوه.. وهذا مرفوض، وهناك من يريد أن يتمسك بالجرة كالسامرية.. وهذا أيضا مرفوض.. ولكن السامرية حينما تركت جرتها سارت كارزة بالمسيح..
عزيزي إن أردت أن تدخل في عمق الشركة مع الله عليك أن تبيع الكل من أجل أن تربح الواحد الوحيد.. تترك الكل – عليك أن تتخلى عن الكل وتتفرغ للواحد الوحيد – كانت مرثا تهتم وتضطرب لأجل أمور كثيرة، لكن الحاجة إلى واحد.. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها إلى الأبد..
ولذلك عاش إبراهيم أب الأباء حياة التجرد والطاعة مع الله – جرده الله من أهله "أترك أهلك وعشيرتك".. فأطاع، "أطرد الجارية وابنها".. فأطاع، "قدم ابنك اسحق ذبيحة".. فأطاع، وهكذا نجح إبراهيم في الامتحان.. آمن إبراهيم بالله وصدقه وأطاعه فحسب له برا.
السطحية في حياتك مع الله.. تعيش كعلاقة عبد بسيده.. أما المتعمق فيدرك تماما أنه ابن وحيد منقوش على كف الله وشعر رأسه محصى، دليل محبة الله وعنايته بكل فرد من الخليقة على حدى وأنه أي إنسان عاقل يدرك أنه مخلةق للسماء ومهيأ له الملكوت منذ تأسيس العالم.. أما السطحي في علاقته مع الله فيشعر أنه مخلوق من ضمن خلائق الله العديدة ويشعر أنه شئ.. وربما يردد "إلى متى يا رب تنساني يا رب إلى الإنقضاء وحتى متى تصرف وجهك عني" ويهرب من الله بقوله "سمعت صوتك فخشيت لأني عريان فاختبأت."
ومن صفات الإله أنه الخالق والحي والدائم ولا يسود عليه الموت.. وهذه الصفات لا تنطبق على أى من البشر إلا السيد المسيح والذي هو الله في صورة إنسان.. فالله ابدي أزلي والسيد المسيح قال: "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" – "وها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر" – فإن كان الله يملأ كل مكان ولا يخلو منه مكان.. فالسيد المسيح قال: "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بإسمي هناك أكون في وسطهم"
الله هو الخالق والسيد المسيح خلق للأعمى عينين والمفلوج 38 سنة أعصاب.
الله حي وواهب الحياة والسيد المسيح قال: "أنا هو الحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا ومن كان حيا وآمن بي فلن يرى الموت إلى الأبد" وهو الذي أقام ابن الأرملة وابنة يايرس وألعازر بعد أربعة أيام من القبر وأقام نفسه من الموت مرددا: "أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية"
الله وحده في أيده مفاتيح الهاوية والفردوس.. والسيد المسيح على جبل التجلي تلاقى مع إيليا الذي صعد إلى السماء حيا.. وموسى الذي مات ولم يعلم قبره إلى اليوم..
نعم ظن نبوخذنصر أنه إله لكنه مات.. وكانوا يظنون أن أرطاميس نازلة من السماء لكنها اتضح انها صناعة محلية (لا راحت ولا جت)
أسوأ شئ أن ينخدع الإنسان في نفسه.. فلذلك يقولون "أن النفس أمارة بالسوء" لكن إبراهيم اكتشف الحقيقة وقال عن نفسه "أنا تراب ورماد".. وأيوب يقول عن الإنسان رمه (رميم) (أى 25).. ويقول عنه سليمان "يعود الجسد إلى التراب الذي أخذ منه".. وهيرودس ضربه ملاك الرب بالدود فصار يأكله وهو حي.. أما بولس الرسول فأدرك الحقيقة وقال: "أنا ما أنا لكن نعمة الله العاملة في."

[Ramez5]

ميرسى كتير على مشاركتك الجميلة
ربنا يبارك خدمتك

[Mary Naeem]

مشاركة جميلة جدا

ربنا يباركك