|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كل البلدان وإن كانَ بنسب متفاوتة، تعمّها الرذيلة والشرور.. وهذا ما تؤكده كلمة الرب: " الجميع زاغوا وفسدوا معًا، ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد " (رومية 3 : 12). وهناك إثنان على وجه الأرض يمكنهما الصراخ للرب بسبب ذلك: - الشيطان من خلال الصك الذي يحمله ضد الخطأة وما يرتكبونه، مُطالبًا بمعاقبتهم.. - المؤمنون الذين أقامهم الرب، لكي يشفعوا بالخطأة.. ويصرخوا للرب من أجلهم: رحمة.. رحمة.. رحمة.. والسؤالان المحوريان في هذا التأمُّل، هما: 1 - من يصرخ أكثر للرب.. الشيطان أم المؤمنين؟ 2 - وإلى من يستمع الرب؟ في بلدنا.. وفي التاريخ ليس بالبعيد.. ولنأخذ العام 1975 تاريخ بداية الحرب الأهلية في لبنان، الشيطان كان يصرخ أكثر من المؤمنين للرب.. حاملاً بيده صك كبير من الخطايا والشرور.. مُطالبًا بتنفيذ عقاب الله على تلكَ الخطايا والشرور.. ولذلك.. ودون أدنى شك.. عصفت الحرب والويلات والمآسي والكوارث في بلدنا.. أمَّا اليوم.. وبالرغم من الوضع الدقيق والخطير الذي نعيشه.. الأمور بدأت تتغيَّر.. والمعادلة تغيَّرت.. هناك كنيسة تصرخ للرب من أجل شعب لبنان.. لكن هل أصبحت الأمور والأوضاع كما نرغب أن نراها؟ أو كما يرغب الرب أن يراها؟ بالطبع لا.. لذا دعونا نتأمل معًا بهذا الأمر الهام.. لا سيَّما في هذه الأيام المصيرية.. ليسَ على الصعيد السياسي والأمني فحسب.. بل على صعيد تحقيق رؤية الكنيسة.. والمهمة التي أوكلها الرب لنا.. لجهة ٱمتداد ملكوت الله في بلدنا.. ربح النفوس.. النهضة الروحية.. زمن للمعجزات والعجائب.. نمو عمل الله في بلدنا.. وٱنطلاقنا إلى محيطنا لنقل بشارة الإنجيل.. أحبائي: ٱنتبهوا جيِّدًا إلى هذه الحقيقة الهامة.. الرب لن يفعل أي شيء على هذه الأرض.. إلاَّ من خلال كنيسته.. جسده.. وهذا الكلام واضح ودقيق في كلمة الله.. نحن جنود الله الذين سيحقق مشيئته من خلالهم على هذه الأرض.. نحن من سيستخدمهم الرب لامتداد ملكوته.. لربح النفوس.. للتشفُّع من أجل الخطأة.. لحماية بلدنا.. لإحلال السلام فيه.. لجعله مكان راحة وبحبوحة.. لاستئصال الفساد والإرهاب وأعمال الشر.. لجعل العتاة يبيدون.. والمستهزئون يفنون.. والساهرين على الإثم ينقطعون.. لفتح عيون العمي وآذان الصم.. لشفاء المرضى.. لتعزية الحزانى.. لنشر رائحة المسيح الذكيَّة.. لنقض أعمال الشيطان.. لتقويض مملكة الظلمة.. لتغيير الظروف والأوقات والأزمنة.. لتغيير قرارات دول.. لتغيير قلوب ملوك وحكَّام... وتستطيع أن تضيف عبارات أُخرى كثيرة في هذا السياق.. والشيطان في الوقت نفسه.. سيعمل جاهدًا لكي يقف ضد كل ما ذكرناه.. وللأسف فهوَ يقوم بعمله على أكمل وجه.. يعمل 24 ساعة على 24 ساعة يوميًا.. وسبعة أيام في الأسبوع.. ودعني أؤكِّد لكَ ما أقوله من خلال كلمة الله: " فأطلب أول كل شيء أن تُقام طلبات وصلوات وٱبتهالات وتشكُّرات لأجل جميع الناس، لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب، لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار، لأنَّ هذا حسن ومقبول لدى مخلّصنا الله، الذي يريد أنَّ جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ". (تيموثاوس الأولى 2 : 1 – 4). هذا من ناحية قصد الله الواضح، أن نصلي ونتشفَّع من أجل الجميع دون ٱستثناء.. ومن أجل الملوك والذين هُم في منصب لكي نعيش حياة هادئة ومطمئنة.. ومن أجل خلاص الجميع.. " ها إنَّ يد الرب لم تُقصِّر عن أن تُخلّص، ولم تثقل أُذنه عن أن تسمع، بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع، لأنَّ أيديكم قد تنجست بالدم، وأصابعكم بالإثم، شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر، ليس من يدعو بالعدل، وليس من يُحاكم بالحق، يتكلون على الباطل ويتكلمون بالكذب... أرجلهم إلى الشر تجري وتُسرع إلى سفك الدم الزكي، أفكارهم أفكار إثم، في طرقهم ٱغتصاب وسحق، طريق السلام لم يعرفوه، وليس في مسالكهم عدل، جعلوا لأنفسهم سبلاً معوجة... من أجل ذلك ٱبتعد الحق عنا ولم يُدركنا العدل، ننتظر نورًا فإذا ظلام... ننتظر عدلاً وليس هوَ، وخلاصًا فيبتعد عنَّا، لأنَّ معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينا... فـرأى الـرب وسـاء فـي عينيـه أنَّهُ ليـس عـدل، فـرأى أنَّهُ ليـس إنسـان، وتحيَّرَ من أنَّهُ ليس شفيع... " (إشعياء 59 : 1 – 16). كلام يستحق الدرس بعناية.. - مشيئة الرب الخلاص.. والسلام.. والطمأنينة.. - يده تستطيع أن تفعل ذلك.. ولم تُقصِّر عن الخلاص.. وأُذنيه لم تثقل عن السمع.. - لكن ما يقف حاجزًا أمام تحقيق مشيئة الله.. كانَ ما أورده لنا هذا المقطع من خطايا وشرور ٱرتكبها ذلكَ الشعب، ويرتكبها شعبنا اليوم بكل تأكيد.. - لا عدل ولا بر ولا سلوك جيد، يشفعون بتلكَ الأُمَّة حتَّى لا يعاقبها الله.. - وبقيَ حل آخر.. وهوَ أن يقوم من بين الشعب شفيع يقف بينهم وبين الله، لكن ذلكَ الشفيع أيضًا لم يوجد، وتقول الكلمة: أنَّ الله تحيَّر من أنَّهُ ليس شفيع.. - سقطت كل الحلول التي يُمكنها أن ترفع العقاب عن الشعب، والنتيجة كانت ما قرأناه: " ننتظر نورًا فإذا ظلام.. ننتظر عدلاً وليس هوَ.. وخلاصًا فيبتعد عنَّا ". هل هذا هوَ وضع بلدنا اليوم؟ على ما أعتقد نعم.. وهل يُنقذ تشفُّعنا هذا البلد من العقاب؟ لنقرأ ما تقوله كلمة الله: " فقال بإهلاكهم، لولا موسى مختاره وقف في الثغر قدامه، ليصرف غضبه عن إتلافهم " (مزمور 106 : 23). " ... طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها " (يعقوب 5 : 16). كلام واضح للغاية.. قرَّرَ إهلاكهم، لكن وقوف موسى في الثغر وتشفعه صرفا غضب الله.. ويعقوب يقول لنا أن طلبة البار تقتدر في فعلها كثيرًا، والنبي حزقيال يقول لنا: " وطلبت من بينهم رجلاً يبني جدارًا، ويقف في الثغر أمامي عن الأرض لكي لا أخربها، فلم أجد " (حزقيال 22 : 30). بما معناه.. أنَّهُ لو وجدَ الرب من يقف في الثغر ويتشفَّع من أجل تلكَ الأمَّة والأرض لما عاقبها.. والرب قال لإبراهيم عندما كان مُزمعًا أن يعاقب سدوم وعمورة، أنَّهُ لو وجدَ عشرة أبرار في تلكَ المدينتين لما عاقبهما، وسفر الأمثال يقول: " البر يرفع شأن الأمَّة، وعار الشعوب الخطيئة " (أمثال 14 : 34). إلى أين نريد أن نصل من خلال كلامنا هذا؟ نريد أن نصل إلى معادلة واضحة.. الرب يفتش عن شفيع.. ويتحيَّر إن لم يجد.. الرب يفتش عن كنيسة متشفِّعة.. كنيسة مُحاربة.. كنيسة تقف في الثغر وتبني جدارًا بين الشعب الخاطئ والله.. كنيسة تقف في وجه خطط إبليس.. تربط القوي وتنهب أمتعته.. كنيسة لا تهدأ ولا تدع الرب يهدأ قبل أن يُثبِّت دعائم لبنان ويُحل السلام فيه.. كنيسة تصرخ للرب رحمة.. رحمة.. رحمة.. أكثر بكثير مما يصرخ إبليس لله دينونة.. دينونة.. دينونة.. على الخطأة وعلى بلدنا، متسلحًا بصك كبير من الخطايا والشرور.. كنيسة لديها الإيمان والثقة أنَّ الرب يستمع إليها بكل تأكيد أكثر ممَّا يستمع للشيطان.. أحبائي: عندما هاجم عماليق شعب الله، لم يستغث موسى بملوك ودول كما فعل من جاءَ بعده من ملوك ذلكَ الشعب، بل هوَ ذهبَ إلى ملك الملوك القادر وحدهُ على نصرته.. صعد إلى التلَّة برفقة هارون وحور، وأرسلَ يشوع لكي يُحارب مع باقي الشعب عماليق، ورفع موسى عصاه نحو السماء، وكان يشوع يغلب على الأرض، وعندما كانت العصا تنخفض بٱتجاه الأرض.. بٱتجاه الاتكال على البشر والدول وٱستحقاق الشعب، كانَ يشوع ينهزم.. وعندما ثبَّت موسى عصاه بٱتجاه السماء.. عرش النعمة.. الإله المحب.. الحنَّان.. الرحوم.. هزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف، وقال الرب لموسى حينها: ٱكتب هذا تذكارًا في الكتاب، وضعه في مسامع يشوع، فإنِّي سوف أمحو ذكر عماليق من تحت السماء، فبنى موسى مذبحًا ودعا ٱسمه يهوه نسّي، أي الرب معجزتي أو الرب رايتي " (خروج 17 : 8 – 15). أحبائي: هل حقًّا نريد أن نُنقذ بلدنا؟ هل نريد أن نُحقِّق مشيئة الله للبنان؟ هل نريد أن نعيش حياة مطمئنة وهادئة؟ هل نريد أن نُعيد السلام إلى ربوع لبنان؟ هل نريد أن يُبرئ الرب أرضنا ويعفو عنها؟ هل نريد أن ننقض أعمال مملكة الظلمة؟ هل نُريد أن نُخلِّص النفوس؟ هل نريد أن نُحقِّق الوعود والنبوءَات التي أعطانا إياها الرب؟ هل نُريد كما يُريد إلهنا أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون؟ هل نُريد أن نُحارب عماليق ونهزمه بحد السيف، ونسمع الرب يقول لنا: سأمحو ذكر عماليق وما يرمز إليه من لبنان؟ وهل نُريد أن نكتب ذلكَ تذكارًا لمن سيأتي بعدنا؟ إذًا.. فلنقف في الثغر.. فلنصرخ للرب أكثر ممَّا يصرخ إبليس.. فلنتشفَّع من أجل بلدنا.. ولنصرخ للرب رحمة.. رحمة.. رحمة.. ولنقف في وجه الشيطان ومخططاته، نقيده ونطرده بعيدًا عنَّا.. ولندر عيوننا عن كل ذراع بشر.. وعن كل ٱستحقاق فينا، ولنصعد إلى التلَّة.. ولنرفع عيوننا وعصانا إلى ملك الملوك الذي لم ولن تُقصِّر يداه عن نجدتنا ونصرتنا.. القادر والقدير والكبير والذي لا يعسر عليه أمر أبدًا.. لا تضلُّوا.. ولا تسمحوا لأكاذيب الشيطان أن تنطلي عليكم.. لا يوجد حل لهذا البلد سوى الرب يسوع المسيح.. والرب يسوع المسيح لن يتحرك إلاَّ من خلالنا نحن.. فلنتحمَّل مسؤوليتنا ولنقم بدورنا على أكمل وجه.. ولنمحو ذكر عماليق من تحت سماء لبنان.. ولتذكرنا الأجيال القادمة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله فقط هو من يستمع لك |
يستمع الي صرخاتنا |
يستمع لك ويستمتع بك |
ما رأيك؟ |
ما رأيك؟! |