|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقديس روح الله للإنسان 11 وإذا سكن روح الله في إنسان فإنه يقدسه. يقدسه بالكلية، يقدس قلبه وفكره وجسده وروحه ونفسه، ويقدس الحياة التي يحياها ... كما يقول الرسول " وإله السلام يقدسكم بالتمام، وليحتفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم..." (1تس5: 23). إنه تقديس من الناحيتين: الإيجابية والسلبية. الإيجابية: من جهة الحياة التي تحياها، وثمر الروح فيها. ومن الناحية السلبية: لا تكون لك شركة في أعمال الظلمة، مادمت قد دخلت في شركة الروح القدس . فالرسل يتعجب قائلًا آية شركة للنور مع الظلمة؟!" (2كو6: 14). ويقول أيضًا " لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة، بل بالحرى بكتوها" (أف5: 11). فإن كنت تشترك في عمل من أعمال الظلمة، فلا يكون روح الله يعمل فيك... في حالة اشتراكك في عمل الظلمة، تكون قد فصلت نفسك عن عمل الروح فيك. انفصلت عن الروح، ولو انفصالًا موقتًا... انفصالًا في العمل والتصرف، وفي الإرادة والمشيئة. ومن الجائز أن الروح لا ينفصل عن طريق آخر غير الطريق الروحي، تسلكه أو تشتهيه... من أجمل تلك العبارة التي قيلت عن شمشون الجبار في بدء حياته الروحية " وابتدأ روح الرب يحركه في محله دان..." (قض13: 25) . فهل أنت مثله: روح الرب يحركك؟ أم أنت تتحرك من ذاتك؟ أم تحركك مشاعر خاطئة وفكر خاطئ، أم تحركك إرادة أخرى غير إرادتك من قريب أو صديق أو موجهة أو مرشد؟! وإن كان يحركك مرشد، فهل هذا المرشد يحركه روح الله، يسلك بالروح؟ هذا السلوك يقول عنه القديس بولس الرسول "إذن لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد، بل حسب الروح" (رو8: 1). ويقيم مقارنة خطيرة بين السلوك بالروح، والسلوك بالجسد. فيقول: "لأن الذين هم حسب الجسد، فبما للجسد يهتمون. ولكن الذين حسب الروح . فبما للروح، لأن اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله... فالذين هم في الجسد، لا يستطيعون أن يرضوا الله". "وأما أنتم فلستم في الجسد، بل في الروح، إن كان روح الله ساكنًا فيكم". "فإذن أيها الأخوة: نحن مديونون وليس حسب الجسد، لنعيش حسب الجسد. لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تمتون أعمال الجسد فستحيون" (رو8: 5 13). إذن هناك صراع بين الروح والجسد، يقول عنه الرسول: "اسلكوا بالروح، فلا تكلموا شهوة الجسد". "لأن الجسد ينتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد". "وهذان يقاوم أحدهما الآخر..." (غل 5: 16، 17). فهل يظل الإنسان في هذا الصراع طوال حياته على الأرض، يشكو من الجسد ومن شهوات الجسد، ويصرخ قائلًا " إني أعلم أنه ليس ساكنًا في، أي في جسدي، شيء صالح" "ويحي أنا الإنسان الشقي. من ينقذني من الجسد هذا الموت؟" (رو7: 18، 24). أم تراه صراعًا في بدء الحياة الروحية؟ إلى أن يتم استلام الجسد للعمل الروحي. وخلال هذا الصراع، يقول إنسان الله " أقمع جسدي وأستعبده. حتى بعد ما كرزت للآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1كو9: 27). ومتى تقدس الجسد بالتمام، وخضع للروح، بل اشترك معها في العمل الإلهي، العمل الروحي، حينئذ لا يكون بينهما صراع، بل يتعاونان معًا. |
|