|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" رنمي يا سماء وابتهجي يا أرض، ويا أيتها الجبال اهتفي ! لأنَّ الرب سيعزي شعبهُ ويرحمهُ مُشفقاً على بؤسه. قالـت صهيون: " تركني الرب ! تركني ونسيني السيد ". فأجابَ الرب: " أتنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ثمرة بطنها ؟ لكن ولو أنها نسيت، فأنا لا أنساك يا أورشليم. ها على كفي رسمتك وأسوارك أمامي كلَّ حين. بُناتك أسرع من هادميك ومخربوك يخرجون منك. تطلعي وانظري حولك ! بنوك اجتمعوا كلهم وعادوا... أرضك الآن خراب ودمار، تضيق على العائدين إليك. ومع أن الذين يحتلونك يخرجون، فسيقول الذين ولدتهم في السبي: ضاقَ عنا المكان فاتسعي لنسكن. فتقولين في قلبك: من ولد لي هؤلاء ؟ كنتُ ثكلى وعاقراً، كنتُ مطرودة ومنفية، من رباهم لي ؟ كنتُ متروكة وحدي، فمن أين يا ترى جاؤوا ؟ وقالَ السيد الرب: " ها أنا أشير بيدي إلى الأمم وأرفع رايتي، فيجيئون ببنيك في أحضانهم ويحملون بناتك على الأكتاف... فتعلمين أني أنا الرب، والذين ينتظرونه لا يخيبون ". أتؤخذ الغنيمة من الجبَّار ؟ أو يُنقذ الأسير من يد الطاغية ؟ نعم، فهذا ما قالَ الرب: " سآخذ الأسير من يد الجبار، وانقذ الغنيمة من يد الطاغية. أنا الرب أخاصم الذين يُخاصمونك وأنجي بنيك من بين أيديهم " (إشعياء 49 : 13 – 25). أجيال جديدة... وسمك كثير !! بكل إيمان.. وبكل جرأة.. أسمح لنفسي أن أقول اليوم لكنيسة يسوع المُخلِّص.. هذا ما يقولهُ الرب لكم اليوم... ليسَ سهلاً أن نقول: هذا ما يقولهُ الرب اليوم.. لكن هكذا تكلم قبلنا رجالات الله، عندما أعطاهم الرب رسائل للشعب، وهكذا تحققت وعود الرب في حياتهم.. لقد كلمني الرب بهذه الرسالة عدة مرات، وكلما تريثت بالمشاركة بها، ازداد إلحاح الروح القدس عليَّ، وها أنا أنقل لكم هذه الرسالة. لا تسمح لإبليس أن يسرق منكَ هذه الرسالة، ولا تسمح لهُ أن يُشير إلى ضعفك وسقطاتك. كلنا نخطىء، كلنا نقصِّر، كلنا لدينا ضعفات، كلنا مرت علينا أيام وربما شهور، فترَتْ فينا الدعوة، وأهملنا عمل الرب لفترة، وقد تمر علينا أيام أخرى مماثلة، وسوف نبقى ما دمنا في هذا الجسد، وعلى هذه الأرض، نتعرض للسقطات وللضعفات وللخطايا، ولن نكون يوماً كاملين قبل عودة الرب الثانية وافتداء أجسادنا التي لم تفدَ بعد، وكلنا مررنا ونمر بأوقات، نردد فيها العبارات التي رددها الشعب في سفر إشعياء 49، والذي أدرجنا منهُ مقطع تأملنا لهذا الصباح: " تركنا الرب ونسينا... نحنُ عاقرين ومطرودين ومنفيين ومتروكين لوحدنا... باطلاً تعبنا وعبثاً أتلفنا قوتنا... ولا يوجد ثمر، ولا يوجد سمك، أو ربما نردد ما قالهُ بطرس للرب: تعبنا الليل كلهُ، يا معلم، وما اصطدنا شيئاً ". لكــــن... أنا أدعوك في هذا الصباح، أن ترفع عينيك عن كل هذه الضعفات، وتعلم أنهُ بالرغم من كل ضعفاتنا وخطايانا ودوافعنا أحياناً، فنحنُ جميعاً عملنا من أجل الرب ومن أجل الملكوت، وكلنا صلينا وحاربنا وتشفعنا، وبكينا وصمنا، وسقينا كأس ماء بارد لأحد ما، وكلنا بشرنا أشخاصاً معينين، وكلنا صلينا لمرضى، وكلنا رمينا خبزاً على وجه المياه، وكلنا خدمنا في ما طلب منا، وكلنا جاهدنا وتعبنا وسهرنا ليالٍ من أجل عمل الله... نعم، إن كانت هذه معاناتك في هذا الصباح، وإن كنتَ تردد ما ردده الشعب في سفر إشعياء - وربما في العيان هذا حق - فالثمر قليل، والسمك شبه مفقود، لكـــــن... اسمع ما يقوله الرب لكَ في هذا الصباح: " لا تخف من ضعفك يا شعب كنيسة الحازمية، ومن عددك القليل، أنا نصيرك يقول الرب، أنا قدوس إسرائيل فاديــك. سأجعـــل منــكَ نورجاً جديداً ويكون مُحدداً بأسنان، فتدوس الجبال وتسحقها (إشعياء 41 : 14 – 15)، أنا لستُ بظالم حتى أنسى ما عملتمـوه ومـا أظهرتم مــن المحبـة مـن أجـل اسمي ... " (عبرانيين 6 : 10)، ولا بدَّ يا أبنائي من آخرة ومكافأة، ورجاؤكم وتوقعكــم لا يُنكـــران عليكم " (أمثال 23 : 18)، أنا عليمٌ بما بكم، وها دموعكم أمامي. وهيَ في حسابي " (مزمور 56 : 9)، لا تيأسوا في عمل الخير، فإن كنتم لا تتراخون جاءَ الحصاد في أوانه " (غلاطية 6 : 9)، كل خبز رميتموه على وجه المياه، ستجدونه (جامعة 11 : 1)، لن أنساكم وإن نسيت المرأة رضيعها... بناة كنيستكم سيكونون أسرع من هادميها ... تتطلعوا وانظروا من حولكم، بنوكم اجتمعوا كلهم وهم في طريق العودة. أرضكم خراب ودمار ؟ ستضيق على العائدين، ، ولا تتساءلوا من ولدَ لنا هؤلاء ؟ كنا ثكالى وعاقرين ومنفيين ومطرودين ومتروكين فمن رباهم لنا ؟ لأنني أشير بيدي وأرفع رايتي فيجيئون ببنيكم في أحضانكم ويحملون لكم بناتكم على الأكتاف، فتلعمون أني أنا الرب، والذين ينتظرونني لا يخيبــون (إشعياء 49)، أنا لم أنسى دمعة ذرفتها عيونكم من أجل اسمي وخدمتي، لم أنسى صلاة واحدة، لم أنسى سهركم وتعبكم وصومكم وتواضعكم، لم أنسى كأس ماء بارد قدمتموه من أجل اسمي، لم أنسى المرضى الذين زرتموهم، لم أنسى حملاتكم التبشيرية، لم أنسى النبذ التي وزعتموها، لم أنسى العجز والأيتام الذين خدمتموهم، لم أنسى خبزة واحدة رميتموها على وجه المياه... جاء وقت الحصاد، أكملوا السعي، ولا تخر نفوسكم، ولا تتراخوا لكي تحصدوا الكثير، قربت وفائي بالوعد فلا يبعد ويـــوم النصـــر فـــلا يتأخـــــر (إشعياء 46 : 13)، سآخذ الأسير من يد الجبار، وأنقذ الغنيمة من يد الطاغية، أنا الرب أخاصم الذين يخاصمونكم وأنجـــي بنيكـــم مـن بين أيديهم (إشعياء 49)، تعب الليل كلهُ لم يذهب سدىً، سأرشدكم أين وكيف تلقون الشباك لتصطادوا السمك الكثير الذي طالما انتظرتموه. ذريتكم ستعبدني، وأجياكلــم الآتية ستخب عني (مزمور 22 : 31)، شريعتي سيصونها بنيكم، وستعرفها الأجيال الآتية (مزمور 78 : 5 – 6)، ثقوا بي، وبكلمتي وثقوا أنكم سترون أجيال جديدة... وسمك كثير !!!، أنا الرب تكلمت وسأفعل ما سُرَّت به نفسي ". إنهــا كلمة الله الصادقة لنا في هذه الأيام !!! إنها كلمة الله التي تخرج من فمه، ولا ترجع إليه فارغة، بل تعمل ما شاء الرب أن تعملهُ وتنجح فــي مــا أرسلهــا من أجله (إشعياء 55 : 11). رجاء.. رجاء.. رجاء.. جميعنا مدعوين في هذا الصباح أن نؤمن بهذه الرسالة وهذه الكلمة، لكي نرى هذه الوعود وهذه الرسالة تتحقق !!! أجيال جديدة... وسمك كثير !! متلقياً هذه الرسالة من الرب، فأنا لي ملء الجرأة أن أقول لكم ، بأن الكثيرين بيننا سوف يتفاجأون عندما سيرون، أشخاصاً كثر ممن سبقَ لهم وبشروهم، أو صلوا من أجلهم، أو زاروهم، لكن شيئاً لم يحصل أو يتغير حينها، وقد نسوا أنهم فعلوا ذلكَ، لكنَّ الرب لم ينسى، إنتظرهم لتراهم قريباً في وسطنا، أكانوا من أهلك أو أقربائك أو معارفك أو أي أشخاص آخرين، وخدمات كثيرة ستشتعل بالنار في الأيام القادمة (خدمة الرحمة، مدرسة الأحد، خدمة الشبيبة، التبشير، التسبيح، الرعاية، توزيع النبذ، التدبير ...) وعبارة واحدة تختصر كل أمور كنيستنا في الأيام القادمة: أجيال جديدة... وسمك كثير !! وطلبي إليكم في هذا الصباح، أينما كنتم الآن، إن كانت قواكم قد خارت وتعبت، أو إن كنتم ما زلتم تحاربون وتصلون وتجاهدون: " انهضوا من جديد، اشتعلوا بنار الروح القدس، تمسكوا بهذا الوعد وبهذه الرسالة، وكونوا مثل داود ومثل دانيال، فبين الوعد وأرض الموعد أراضٍ ينبغي امتلاكها وحروباً ينبغي خوضها، لكـــن... هذه المرة من موقع جديد، موفع نمسك فيه بأيدينا وعد الرب الجديد لنا في هذا الصباح، موقع نرى منهُ بأعيننا الروحية، رب الجنود يحارب عنا، يدفع أعدائنا، يخاصم من يخاصمنا، يحوّل كل لعنة أطلقت ضدنا إلى بركة، يأخذ الأسير من يد الجبار، وينقذ الغنيمة من يد الطاغية ". والآن اسمع معي وعد الرب لداود على لسان النبي ناثان: " فقل لعبدي داود: هذا ما يقول الرب القدير: أنا أخذتك من الحظيرة، من وراء الغنم، لتكون رئيساً على شعبي بني إسرائيل، وكنتُ معك حيثما سرت، وأبدتُ جميع أعدائك وسأقيم لكَ اسماً عظيماً كأسماء العظماء في الأرض... وأنا الرب أخبرك أني سأقيم لك ذرية. وإذا انتهت أيامك ورقدتَ مع آبائك، أقمتُ خلفاً لكَ من نسلك... " (2 صموئيل 7 : 8 – 13). لقد تلقى داود وعداً من الرب، كما نتلقى نحن في هذا الصباح، فماذا فعلَ ؟ اسمع ماذا فعلَ داود بعد الوعد مباشرة: " من أنا يا سيدي الرب، وما بيتي الذي أنتسب إليه حتى أوصلتني إلى هنا. وكانَ هذا كله قليلاً في عينيك يا سيدي الرب، فدعوتني أيضاً، أنا عبدك، أن يدوم نسلي إلى زمان طويل، وهذا خلافاً لسنة البشر أيها السيد الرب... فمن أجل وعدك ومحبة قلبك فعلتَ هذا الأمر العظيم وأعلمتني به... والآن يا رب أقم إلى الأبد وعدك الذي وعدتني أنا ونسلي. وافعل كما قلت ليعظم اسمك إلى الأبد... وليكن بيت عبدك داود ثابتاً أمامك، لأنكَ أنتَ، أيها الرب القدير إله إسرائيل، أعلنتَ ذلكَ على مسمعي... لذلكَ تشجع قلبي، أنا عبدك أن أصلي إليكَ هذه الصلاة... فالآن تحنن وبارك نسلي ليكون أمامك على الدوام، لأنكَ أنتَ يا سيدي الرب تكلمت، ومن بركتك يتبارك نسلُ عبدك داود إلى الأبد، وبعدَ ذلكَ تغلب داود على الفلسطيين، وأذلهم، وأخذ السلطة من أيديهم. وتغلب على الموآبيين ومدَّدَ أسراهم... وصاروا عبيداً لهُ. وتغلب داود على هــددعزر... وتغلــب داود علــى الآرامييــن وصــاروا عبيــداً لــه... وزاد داود شهرة... ونصرهُ الرب حيثما توجه " ( 2 صموئيل 7 : 18 – 29 + 8 : 1 – 14). لنتعلم من داود: سمع الوعد، تواضع تحتَ يد الرب المقتدرة، آمنَ به، صلى لكي يتحقق هذا الوعد بالرغم من أنهُ سمعهُ من فم النبي، حارب، أخضع أعداؤه، انتصر حيثما توجه. فلنفعل مثلهُ بدءًا من هذا الصباح وصاعداً: نستلم الوعـــد مــن يــد الله، نؤمن به، نصلي لكي يتحقق، نحارب ونخضع أعدائنا، وننتصر حيثما توجهنا، والرب معنا يؤيدنا بالقوة والآيات والعجائب، فنرى: أجيال جديدة... وسمك كثير !! وهذا ما فعلهُ دانيال أيضاً، صلى للرب، سمع الرب صلاته وقرر أن يستجيب لهُ، وأرسلَ لهُ الملاك لكي يخبرهُ بذلك، لكن دانيال لم يتوقف عن الصلاة والصوم والحرب، مما جعل الملاك يتخطى كل العوائق في العالم الروحي الذي جابههُ فيها إبليس، فوصلَ إلى دانيال وتحقق الوعد، لأن ملكوت السماوات يغتصب اغتصاباً، فلنفعل كما فعل داود ودانيال، ولنثق أننا سنرى وقريباً أجيال جديدة... وسمك كثير!!! فالسيد الرب يقول، وكما شارك راعي الكنيسة سابقاً: " لكن ما لنا ولذكر ما مضى، وللقديم والتفكير فيه. ها أنا صانــعٌ جديـداً فينشأ الآن، أفلا تعرفونه ؟ في الصحراء أشقُّ طريقاً وفي القفر أجري الأنهار. وحوش البرية تمجدني: الذئاب وبنات النعــام، لأنـــي أجريــت مياهــاً فــي الصحــراء لأسقــي شعبي المختار، الشعب الذي صيَّرتهُ لي، فيُحدِّث ويُهلل لي " (إشعياء 43 : 18 – 21). نعم، أمراً جديداً سيصنعهُ الرب معنا، فلننسى ما وراء ونمتد إلى الأمام، ننسى القفر، والجفاف، والصحراء، والفشل، والثمر القليل و... ولننتظر الأجيال الجديدة... والسمك الكثير !!! وأخيراً: رجاء.. رجاء.. رجاء.. لا نستخف برسالة الرب لنا في هذا الصباح، إنها كلمتهُُ لنا، فلنمسك بها، فلنمسك بهذا الوعد، نتواضع تحت يد الرب المقتدرة، نصدق هذا الوعد بكل قلوبنا، نصلي ونطالب الرب بأن يُحققه لنا، نحارب معاً، نخضع أعدائنا، نمتلك الأراضي الجديدة، نستقبل بنينا الذي ولدناهم، نوسع تخومنا، نفتح الأبواب ونستقبل: الأجيال الجديدة... والسمك الكثير !!! |
|