المقطع الأول: سفر عزرا 8 : 21 – 23، 31 – 32.
" وناديت عند نهر أهوا بصوم لنتذلل أمام إلهنا ليشملنا برعايته نحن وأطفالنا وأموالنا في أثناء رحلتنا، لأنني خجلت أن أطلب من الملك أن ينجدنا بجيش وفرسان لحمايتنا في الطريق من الأعداء لأننا كنا قد قلنا للملك: أن يد إلهنا ترعى طالبيه للخير، وينصبّْ سخطه العظيم على كل من يتركه. وبعد أن صمنا وابتهلنا إلى الهنا استجاب لنا... ثم ارتحلنا من عند نهر أهوا في اليوم الثاني عشر من الشهر الأول لنذهب إلى أورشليم، فكانت عناية الرب ترعانا فأنقذتنا من يد العدو المترصد لنا على الطريق، إلى أن وصلنا أورشليم وأقمنا هناك ثلاثة أيام ".
المقطع الثاني: سفر أخبار الأيام الثاني 16 : 7 – 9، 11 - 12.
" وفي ذلك الوقت جاء حناني النبي إلى آسا ملك يهوذا وقال له: " لأنك اعتمدت على ملك آرام، ولم تتكل على الرب إلهك، فإن جيش ملك آرام قد نجا من يدك. ألم يزحف عليك الكوشيون واللوبيون بجيش عظيم ومركبات وفرسان، فأظفرك الرب بهم لأنك اتكلت عليه ؟ إن عيني الرب تجولان في الأرض قاطبةً ليقوِّي ذوي القلوب المخلصة له، أمَّا أنت فقد تصرفت بحماقة في هذا الأمر لهذا تثور ضدك حروب ... في السنة التاسعة والثلاثين من ملكه، أصابه مرض شديد في رجليه، ومع ذلك لم يستغث بالرب، بل لجأ إلى الأطباء، ثم مات آسا في السنة الحادية والاربعين من ملكه ".
مقطعين من كلمة الله، دونهما لنا الروح القدس لنتعلم منهما.
وأنت تتأمل في المقطع الأول، لا يمكنك أبداً، إلا أن تتوقف أمام هذا الإيمان العظيم الذي كان في قلب عزرا، ولا يمكنك إلا أن تتوقف أمام هذه الثقة العظيمة في إلهه.
ما أجمل هذا الكلام المدوَّن لنا لكي نتعلم منه، يقول عزرا: " خجلت " أن أطلب من الملك أن ينجدنا بجيش، لماذا ؟؟؟
يُكمل عزرا ويقول: لأننا كنا قد قلنا للملك " أن يد إلهنا ترعى طالبيه للخير ".
لم يكن إيمان عزرا إيماناً نظرياً، أو مجرد كلام يردده من مرة إلى أخرى، ولم يكن إيمانه هشّاً يسقط أمام أول تهديد بالخطر أو بالخوف، لقد سبق وأخبر الملك أن إلهه يرعى طالبيه، فكيف له أن يطلب منه الحماية، فبالرغم من كل المخاطر التي ستصادفه أثناء رحلته الطويلة إلى أورشليم، قرر أن يخوض معركة الإيمان، مخاطراً بحياته، لكي يبقى أميناً لإلهه، ولكي يبقى اسم الرب مرتفعاً وعالياً وممجداً في عيون الملك.
وماذا كانت النتيجة ؟
1 – إنتصار ونجاة من يد الأعداء في الطريق كما تذكر لنا الكلمة: " فكانت عناية الرب ترعانا فأنقذتنا من يد العدو المترصد لنا على الطريق، إلى أن وصلنا أورشليم ".
2 – حياة عزرا كانت مؤثرة في الملك، مما أعطى الفرصة للرب أن يتمجد في عيون هذا الملك، لأنك لو قرأت في الفصل السابع من سفر عزرا نص الرسالة التي كتبها الملك وسلمها إلى عزرا وما يقول فيها عن إله عزرا، لأدركتَ جيداً كم كان الملك يحترم إله عزرا.
والآن قارن معي المقطع الذي تأملنا فيه من سفر عزرا مع المقطع الثاني الذي اخترناه من سفر أخبار الأيام الثاني:
آسا الملك، يطلب المعونة من ملك آرام وليس من الرب بالرغم من كل الإنتصارات التي منحه إياها الرب لكي ينتصر على الملايين من أعدائه سابقاً، كما تذكر لنا الكلمة.
لم نقرأ في سفر عزرا أي اختبار سابق لعزرا بإنتصارات حققها له الرب على أعدائه، وبالرغم من ذلك وثق في إلهه، وسافر إلى أورشليم متكلاً على حمايته فقط ونجح في ذلك.
أمَّا الملك آسا، وبالرغم من الإنتصارات الكبيرة التي منحه إياها الرب، لم يتكل عليه، بل على ملك آرام، وماذا كانت النتيجة ؟
1 – نجا جيش ملك آرام من يده.
2 – ثارت ضده الحروب.
3 – أصابه مرض شديد في رجليه أدّى فيما بعد إلى وفاته.
أحبائي:
اتكلوا على الرب وحده، وليس على ذراع بشر.
لتكن حياتنا شاهدة للرب، وليس كلامنا فقط !!!
لا تقبل أن يكون إيمانك نظري، بل عملي كإيمان عزرا.
الناس من حولنا ولاسيما في محيطنا يراقبوننا، ويراقبون تصرفاتنا، لا سيما عندما تعترضنا المشاكل، فهم سيراقبوننا عن قرب، كيف سنتصرف، هل سنتصرف مثلهم، ننهار أمام التجارب، والمصاعب والأمراض، والضيقات ؟ ونلجأ مثلهم إلى حلول من صنع افكارنا ؟ أم نحن مختلفون عنهم ؟
أن لم يروا شيئاً مختلفاً في حياتك، فلن يحبوا أن يحيوا هذه الحياة، ولن يفتشوا عن إلهك !!!
كن إذاً كنت مختلفاً عنهم، سيسألونك عن السبب، ويعطونك الفرصة أن تشهد لهم عن إلهك، وستكون شهادتك مؤثرة.
ثق فيه، أعطه فرصة لكي يتمجد في عيون الناس والمجتمع الذي تعيش فيه.
لا تخف لن يخذلك.
لأنه إله قادر وأمين، ويكرم الذين يكرمونه.