|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخادم الناري الإنسان العادي قد يركز كل اهتمامه في خلاص نفسه. أما الإنسان الروحي الذي التهب قلبه بالنار المقدسة، لأنه يهتم بخلاص كل من يدفعه الله إلى طريقة. يلتهب قلبه بمحبة الله وملكوته. وعندما يصلى قائلًا "ليأت ملكوتك"، إنما يقولها من كل قلبه وعمق مشاعره. ولا يصلى فقط من أجل الملكوت، وإنما يعمل أيضًا بكل جهده من أجل هذا الغرض الروحي المسيطر عليه. ويبدأ في أن يعطى للخدمة كل وقت فراغه. ثم تندرج به حرارته في الخدمة نحو التكريس. إنه في حرارة الروح، يريد أن يعطى الله كل وقته وكل عمره. متأكدًا في أعماقه أن كل وقت يقضيه خارج الخدمة يحسب بلا شك. ومن أجل التهاب قلبه نحو خلاص الناس، يفضلهم على نفسه، قائلًا مع القديس بولس الرسول "إن لي حزنًا عظيمًا، ورجعًا في قلبي لا ينقطع. فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح، لأجل أخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رو9: 2، 3). يهتم أولًا بمن يريد التوبة، ثم يهتم بمن لا يريد. بكل حماس روحي يتعامل مع الحالات التي تصل إليه من الخاطئين، لكي يقودهم إلى الإيمان وإلى التوبة. ثم يتدرج إلى البحث عن الضالين الذين لا يهتمون بأنفسهم ، والذين لا يهتم بهم أحد. يجول باحثًا عن النفوس الضالة بكل تعب وجهد، وبكل حرارة وحب. وهذه الحرارة في الخدمة، تقوده إلى الحرارة في الصلاة، لأجل الخدمة. شاعرًا انه بدون معونة من الروح القدس، لا يستطيع أن يخدم. فيسكب نفسه أمام الله، ليعطيه القوة التي يخدم بها، والحكمة التي يخدم بها، والكلمة التي يقولها. ويصلى أيضًا لكي يعمل روح الله في قلوب. ويعطيها استعدادًا لقبول الكلمة. فينخس الروح قلوبهم من الداخل، في الوقت الذي تنخس فيه الكلمة آذانهم من الخارج. وهكذا ينتقل من حرارة إلى حرارة أخرى. حرارة محبة والناس، تنقله إلى حرارة الخدمة. وحرارة المحبة تنقله إلى الحرارة في التكريس. وتنقله إلى حرارة الصلاة. وهذه تنقله إلى حرارة الإيمان... فكلما يصلى بحرارة قلب، ويرى عمل الله معه في الخدمة، تحل في قلبه حرارة الإيمان، ويثق أن الله الذي عمل معه في الحالات السابقة، سيعمل معه في الحالات المقبلة أيضًا. والله الذي بارك في ذلك الزمان، سيبارك أيضًا الآن وكل أوان. وكلما تقابله مشكلة في الخدمة، يقول في قلبه وللناس، بكل إيمان، إن الله لابد سيحل هذه المشكلة. أنا واثق بذلك من كل قلبي. والحرارة في الخدمة، تدفعه إلى مزيد من الجهد والتعب. كلما ازدادت حرارته، يعتبر الراحة كسلًا. ويقول مع داود النبي "... إني لا أدخل إلى مسكن بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطي موضعًا ومسكنًا لإله يعقوب" (مز132: 3-5). ويقصد بهذا موضعًا للرب في قلب كل أحد... والشخص الذي فيه الروح الناري، إذا بدأ خدمة، لا يهدأ حتى يتممها على أكمل وضع. وهنا أتذكر ما قلته نعمى لراعوث عن بوعز "إن الرجل لا يهدأ، حتى يتمم الأمر اليوم" (را3: 18). وفعلًا لم يهدأ بوعز حتى قضى حق الولي لراعوث. لأنه اقتنع بالأمر، ووافق ضميره. فلم يكسل أبدًا حتى تممه... وكان حارًا في عمله... حقًا إن كثيرين يخدمون. ولكن من منهم حار في خدمته. من منهم تخرج عن حدود الرسميات والشكليات والروتين، إلى حرارة الحب، وحرارة العمل، وحرارة الروح. وقلب الكل تكون الخدمة بشركة الروح القدس... كم من الخدام يخرج من نطاق مواعيده المحددة للخدمة، إل الحرارة الروحية التي تخدم في كل وقت، ومع كل أحد. كالشمعة التي تضئ باستمرار لكل أحد وتظل تضئ وتضئ حتى تذوب تمامًا... ألسنا جميعًا نتكلم في عظاتنا بكلمى الرب؟ ولكن هل نحن نتكلم بألسنة نارية؟ وهل تخرج كلماتنا من قلوب ملتهبة، فتلتهب السامعين؟ وهكذا ينخسون في قلوبهم (أع2: 37). وتقودهم إلى التوبة؟... هذا هو المقياس الذي نقيس به خدمتنا ومدى تأثيرها في الناس. نعم، هل أخذنا نار الخمسين وخبأناها في قلوبنا؟ كما كان شعب الله يحتفظ بالنار المقدسة، ويحرص عليها... |
|