أبونا ميخائيل: رجل الرحمة، حبيب الفقراء والمحتاجين
لا يرد أحدًا:
1- لم يكن يقصده أي شخص لطلب المساعدة ورده خائبًا. بل كان يقدم المساعدة حسبما تيسر له.
وطالما سأله أفراد الشعب قائلين: هل يصح تقديم المساعدة لكل من يطلب، حتى وأن كانت حالته الصحية تمكنه من الاشتغال بأي عمل، فإن تقديم المساعدة في هذه الحالة قد تشجعه على التمادي في الكسل اعتمادًا على عطف الناس؟
فكان رده بصفة دائمة مستمدًا من قول الرب: "من طلب منك، فلا ترده".
2- كانت تأتيه مبالغ كثيرة من أبنائه المهاجرين ومن غيرهم. فكان يسلم الجزء الأكبر منا لقسم الخدمة الاجتماعية بالكنيسة، والباقي يقدمه للكنيسة دون أن يحتفظ بقرش واحد لنفسه.
يعطى أفضل ما عنده:
3- في بعض الأحيان كان يأتيه فقير معدم، ثيابه رثه وممزقة. فكان يعطيه، لا من ملابسه المستعملة، بل من ملابسه الجديدة. معتبرًا أنه لا يقدم المساعدة لأحد أخوة المسيح فحسب، بل من ملابسه الجديدة. معتبرًا أنه لا يقدم المساعدة لأحد أخوة المسيح فحسب، بل للمسيح نفسه الذي قال: "بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر نعم فبي قد فعلتم" (مت 25: 40).
القمص مرقس داود
في إحدى المرات قلت له: [هناك أفراد واخدين منى سلفة. فكيف أطلبها؟] فقال لي: [عندما يطلب منك شخص سلفية، لا تفكر في أن تطلبها منه، إن لم يدفعها من نفسه. وأنت تدفع، ضع أمامك أنها ليست ملكًا لك لحين ردها إليك. وإن لم يردها، فاتركها].
[لأنه في الوقت الذي تطلبها منه، من الجائز أن يكون غير مستعد، فيكون إحراجا لك وله]..
المهندس زاهر فرح
يعطى في الخفاء:
ذهبت لاعترف عنده. وفى منزله قال لي: [خذ هذا الطرد، واذهب إلى الفجالة بهذا العنوان. واخبط على الباب. وسلم الطرد لفلان الفلاني. وإن قال لك: "مين اللي باعته؟ "قل له: "يسوع "ولا تذكر أسم أحد].
وعندما ذهبت إلى العنوان، قال لي الرجل: [ما فيش غير أبونا ميخائيل غبراهم، هو إللي بيعمل كده].. وفتح الطرد أمامي. وكان بهد قمصان جديدة، وفانلات جديدة، وغيارات جديدة، بكميات وأعداد وفيرة..
وعدت إلى أبينا القمص ميخائيل، فقال لي: [إيه إللى خلاك تفضل لحد ما يفتح الطرد؟! الله يسامحك]. ولم أكن طبعًا قد قلت له شيئًا.
القس أنسطاسي شفيق
عطاياه في الأعياد:
+ كان من عادته في الأعياد أن تكون له: "ذبيحة خاصة"، يجتمع حولها أفراد أسرته جميعًا. ولم يكن ينسى بقية الأسرة من إخوة المسيح الذي يعرفهم شخصيًا. فكان يقوم بتوزيع قسط كبير من الذبيحة عليهم.
+وكان يهتم بإخوة المسيح في بلدته (كفر عبده)، ويقوم بتدبير المال والأقمشة وتوزيعها عليهم في الأعياد،وذلك كجزء من اهتماماته بتدبير الكنيسة في تلك القرية.
+ وكم كان منشغلًا بأمور مكتب الخدمة الاجتماعية بكنيسة مارمرقس متفحصًا كل نشاط هذه الخدمة. وما أكثر القصص والذكريات التي يرويها خدام الخدمة الاجتماعية عن الحب العميق الذي كان في قلبه نحو إخوة المسيح.
القس اسطفانوس عازر
الفقراء إخوته:
عرف عنه الفقراء -وهو علماني- أنه رجل بار عطوف، فكانوا يترددون على منزله، فيقابلهم بترحاب، ويقدم لهم الطعام، ويحسن عليهم، ويأويهم في منزله، فيبيتون فيه.
وكثيرًا ما كانوا يتركون الأغطية متسخة جدًا وعليها حشرات، مما يتعب السيدة زوجته في في تكرار الغسيل يوميًا.
ولما زاد العبء عليها من قذارة هؤلاء الغرباء الوافدين وحشراتهم، طلبت إليه أن يبتوا في حجرة الضيافة بالكنيسة. ولذلك لما طرقه أحد الفقراء بعد ذلك، أخذه، وأخذ معه اللحاف واللمبة، وذهب بع إلى أن أراحه، واطمئن أنه نام، وغطاه، ورجع إلى منزله. وكانت زوجته قد نامت. فرقد هو بملابسه على الأرض، على الكليم الموجود بصالة الشقة. فلما استيقظت زوجته، ورأته راقدًا على الأرض ظنت أنه وقع على الأرض مريضًا أو متعبًا، فسألته تطمئن عليه فأجابها: [زى ما أخويا الفقير نايم في البرد، أنا انثي كمان نايم زيه]..!
كامل عبد الملك
لا يرد أحدًا مهما كان مزعجًا:
رأيته لا يرد سائلًا مهما كان طلبه، ومهما تكرر هذا الطلب. فكان لا يتضجر ولا يتململ من أحد، حتى لو وصل الأمر بأحد السائلين إلى حد إزعاجه في البيت، وفى وقت راحته الخاصة، وفى شدة مرضه..
فكان يعطيه بلا تذمر.. ثم يتصل بى تليفونيًا بمكتب الخدمة الاجتماعية بالكنيسة. ويقول لي: [أراضي الأخ فلان، ربنا يرضيني ويرضيك يا حبيبي]. فعندما كنت أوضح له الأمر، وأقول لقدسه إن مكتب الخدمة الاجتماعية قدم له ما يريد، كان يرد يرد على: [إرضية تانى يا سيدي صبري، وربنا يرضينا جميعًا].
صبري عزيز مرجان
اهتمامه بالغرباء
كان محبًا للغرباء، حتى أنه كان يقوم بتنظيف ملابسهم بيده، ويعمل على إراحتهم، ويستقبلهم بصدر رحب، ويستضيفهم في كل حين، ويضحى براحته من أجل راحتهم.
شقيق إبراهيم يوسف
حضر أبونا ميخائيل مرة إلى مكتب الخدمة الاجتماعية، وقال لنا: عاملوه بطول البال، يكفيهم قسوة الزمن.. ثم طلب منا أن نتحمل ضعفهم، وقبل رؤوسنا وقال: [نشكر الله، الذي أعطانا أن نخدم إخوته].
د. جورج عطاالله
تضحياته في محبته للفقراء:
في مرة، اشترى كيلتين حبوب وأرسلهما للمنزل لعملها خبزًا.. في المساء جاء إليه أحد الفقراء يقول له: أريد ثمن كيلة حبوب لعمل الخبز اللازم لأولادي، وليس عندنا ما يسد الرمق. فأعطاه الكيلتين، وترك منزله دون خبز.
شفيق إبراهيم يوسف
احتياجات الطلبة والعائلات المستورة:
حدث هذا منذ 15 عامًا، جاءني أبونا ميخائيل يومًا في حجرة الخدمة الاجتماعية، وأغلق الباب، وقال لي: [نقف نصلى يا سيدي جورج]. وصلى بهدوئه المعهود. وبعد الصلاة قال لي: [هات دفتر الايصالات، واستخرج إيصالات بالمبالغ الآتية، وسلمني مبلغًا بحوالي ثمانين جنيها للطلبة الفقراء.. وكانت هذه الهدية تتكرر شهريًا، وتتزايد باستمرار. وكانت وصيته لي في كل مرة:
اهتم بالطلبة المحتاجين، وأعطهم كل احتياجاتهم. وكل ما تريده من نقود لهم، ربنا هايبعته لهم. وكانت هناك بعض هناك يغض العائلات الفقيرة، التي كانت غير معروفة لنا، ورفض أن يعلن عن عنا وينها. وكان يعطيها دون علم أحد.
وكان دائمًا يأخذ لهم قماش العيد، ليسلمه لهم بنفسه. وكانت هذه العائلات في حدود 12 عائلة، مسجلة في دفتر الخدمة الاجتماعية على أنها (عائلات أبونا ميخائيل).
د. جورج عطاالله
يدفع للفقراء، ثم يقترض:
كان معتادًا أن يرسل لي خطابًا مسجلًا به حِوالة بريدية بمبلغ خمسة جنيهات كل شهر، لتوزيعها على بعض العائلات في البلد.
وفى أحد الشهور أرسل خطابًا مسجلًا، به المبلغ المعتاد توزيعه. وقال لي وزعه ثم قال لي: [أرسل لي خمسة جنيهات لأنها لازمة له للضرورة].. فأخذتني الدهشة: لماذا لم يرسل لي أن أدفع المبلغ للفقراء ثم أحاسبه، ويوفر مصاريف تسجيل ورسم الحوالات؟ وبعد مدة عرفت أنه يعطى عطاياه من تعبه في حينها ولا يؤجل. وكانت هذه الحادثة درسًا لي.
شفيق إبراهيم يوسف