الطاعة حباً
في رحاب تاريخ البشرية يدور الصراع بين النور والظلمة. بين الخير والشر. بين الحياة والموت. الطاعة وعدم الطاعة. فلنتعلم من الخلائق التي خُلقت بكلمته. كن فكانت الطبيعة بفصولها ومواسمها، وهي تعطي ثمارها في أوانها.
تعالوا نتعلم كيف تكون الطاعة فنتذكر الحوت الذي أطاع ليكون قلاية صلاة ليونان الهارب من وجه الرب، والغراب الذي يلتقط الطعام من أمام فراخه كان يطيع ويقدم الخبز واللحم صباحاً مساءً ليعيل إيليا في زمن المجاعة. والأسود الجائعة أطاعت، ودانيال يقف بسلام في وسطها. والديك كان جرس الإنذار لبطرس أثناء نكرانه لمعرفة الرب.
لنذكّر أنفسنا ونتأمل بعمل الرب فينا ومن أجلنا. فقد أذاقنا أول حب عرفته البشرية حين أخذ حفنة تراب من الأرض بيديه، وجبلنا جبلة واحدة، وترك عليها بصمته: ارجعوا إليّ أرجع إليكم. وسكب عليها من فيض حبه وحنانه، وقال بفمه المبارك: لذاتي مع بني آدم، ونفخ فيها من روحه نسمة خلود ليدعونا إلى حياة بلا فناء. وأحبّنا بمقدار حبّه لابنه لذلك فدانا بابنه الوحيد لنبقى مطيعين بحب متبادل، بقبولنا خلاصه في حياتنا وطاعته لنعيش برفقة روحه القدوس، فنحن نعيش في عصر النعمة بقوة روحه الذي يعلّمنا ويرشدنا ويقودنا عكس تيار روح هذا العالم المظلم بعصيانه.
إذاً لنطيع ونصغي لصوت الرب الذي يدعونا في زمن الحب الالهي بنعمته ولمجد اسمه، فميراثنا ومستقبلنا الأبدي مع الرب يسوع له كل المجد، وروعة حياتنا معه، فلنتقدم إليه بالطاعة حباً، ولتكن دموع التوبة في عيوننا كمطافئ لنار جهنم، ولننطلق نحو السماء محمولين على ذراعي المصلوب، ولندخل ملكوته مختومين بدمه، واثقين بوعده، حاملين قيثارات الفرح والترنيم. آمين.