لازلتُ بتولًا!
"لا... ولكن!"، هذه كلمات نطقت بها فتاة أمريكية في سن المراهقة، أثناء صراعها من أجل رفض ممارسة العلاقات الجنسية قبل الزواج، بالرغم من الضغوط الشديدة التي عانت منها، إذ قالت:
"أشكر الله أنني كنت قادرة على القول: "لا"،
فإنني لا زلت بتولًا،
ولكن أدرك كيف قاربت جدًا نحو القبول!
كم كان من الصعب عليّ أن أقول: "لا"،
فإن الشهوة عنيفة في حربها (1)".
يكشف لنا هذا التعليق بطريق أو آخر عن الشوق الداخلي للشباب في كل العالم نحو الحياة النامية المتعلقة والمتجهة نحو النضوج، لكنهم كثيرًا ما يستسلمون، بسبب الضغوط العنيفة المتزايدة... هذا ما يدفعني للكتابة -في شيء من الصراحة- إلى الشباب وإلى من يتعامل معهم.
مع مرور الزمن يلتهب قلبي شوقًا نحو الالتقاء بشبابنا في مصر أو الخارج، راغبًا في الدخول إلى أعماق فكرهم، والتلامس مع حياتهم الداخلية وأحاسيسهم ومشاعرهم، كما مع سلوكهم الظاهر، والتلامس مع حياتهم الداخلية وأحاسيسهم ومشاعرهم، كما مع سلوكهم الظاهر، واقتحام عالمهم الخاص، من أجل مصادقتهم في الرب.
إنني أحس بالحاجة الملحة إلي ضرورة التلاقي بين الشباب والقيادات الفكرية والروحية كالوالدين والكهنة وخدام التربية الكنسية وعلماء النفس الخ... على صعيد انفتاح القلب بالحب وأتساع الذهن بالمعرفة الصادقة الملتحمة بالخبرة العملية مع الاحترام المتبادل،
.يتعرف البالغون على عالم الشباب في واقعة الحق، وليس خلال نظرتهم المتحيزة التشاؤمية، كما يتفهم الشباب عالم البالغين بنظرة متعلقة حكيمة.
أقول بصدق، إننا كثيرًا ما نخطئ في حق شبابنا، فهم متعطشون إلى من ينصت إليهم بالحب ويصارحهم ويشاركهم مشاعرهم بروح الحكمة والفهم، إلى من يدخل عالمهم الخاص بهم من باب الحب والتقدير عوض الاستخفاف والنقد اللاذع.
صرخة شبابية: كتاب دعوني أنمو! لمسات واقعية في عالم الشباب - القمص تادرس يعقوب ملطي