نور الشريف: أنا ضد الصدام مع التيار الإسلامى وسأطبع كتب علاقة البنا بالفن على نفقتى
May 31st, 2012 11:53 am
الطريق إلى استوديو المسلمى كان أشبه بساعة من العذاب وسط طرقات متعرجة مليئة بالمطبات الصناعية، وهناك حيث يصور بعض مشاهده فى المسلسل الجديد «عرفة البحر» كانت تقلبات الحظ هى المسيطرة، فتأخر التصوير ساعتين أربك حساباته وجعل الحوار يتأخر كثيرًا، لكن نور الشريف سارع بالاعتذار عن التأخير، وأوضح أنه خارج عن إرادته، كما أجل المشهد الثالث الذى كان مقررا أن يقوم بتصويره حتى يجرى حواره مع «التحرير»، وكانت البداية مع مسلسله «عرفة البحر»، حيث قال الشريف إن المسلسل كان مقررا عرضه فى توقيت خارج رمضان، حيث كان من المفترض أن يقوم المنتج أمير شوقى بتقديم عملين له، أحدهما يعرض فى رمضان، والثانى يعرض فى توقيت آخر من العام، وهى الخطوة التى رأى فيها الشريف فرصة لفتح موسم منافسة آخر -حسب تصريحاته- ولكن التأخر فى الانتهاء من كتابة «عرفة البحر» جعلته رهان الشريف فى رمضان، وهو من تأليف محمد الصفتى وإخراج أحمد مدحت، وكلاهما يتعاون معه الشريف للمرة الأولى، فهو يفضل دوما الانحياز للشباب ويحب طعم التجارب الأولى، كان يجب أن يتذكر هنا عام 1980، حيث فيلمه الشهير «ضربة شمس»، فوقتها كان الإخراج الأول لمحمد خان، وكذلك «دائرة الانتقام» كان أول سيناريو لإبراهيم الموجى وأول إخراج لسمير سيف، وأيضا وليد يوسف حينما اختاره ليكتب «الدالى»، وكذلك عبد الرحيم كمال وحسنى صالح فى «الرحايا»، ووصف سيناريو «عرفة البحر» بأنه رؤية سحرية للسلوك الإنسانى ستجعل المشاهد نفسه ينظر إليها من جهة مختلفة. وعن تقديم الوجوه الجديدة فى المسلسل (يتجاوز عددهم التسعة وجوه جديدة)، فقد اعتبر الشريف أن السوق تحتمل وجود وجوه جديدة كثيرة، والدليل على ذلك وجود ممثل داخل أكثر من عمل فى مسلسلات رمضان، كما أن تقديمه للوجوه الجديدة أصبح واجبا عليه، وله ميزة أخرى فى رأيه، حيث يبعد الغرور عن النجم عندما يرى مواهب شابة.
«الموهبة وحدها لا تكفى».. ملخص رؤية نور الشريف، فهو يشدد على أن الإخراج وجهة نظر، وهذه النقطة جعلت الدراما السورية تفرق عن الدراما المصرية، لأن لديهم عددا كبيرا من المخرجين درسوا الإخراج السينمائى، وهو ما جعل لديهم وجهة نظر. وأضاف «لأن الفن يقوم بتوعية الناس فهذا يجعله ضد السلطة دائما». نور الشريف الذى لم تكن ابتسامته تفارقه خلال الحوار، خصوصا عندما ينتبه مساعدوه إلى آرائه، ويبدؤون فى التركيز مع ما يقول، تحدث عن منافسة رمضان معتبرا أن نجاح مسلسله فى علم الغيب مع وجود هذا الكم الكبير من المسلسلات، والأمر متروك للقدر، قائلا باقتناع «إنت وبختك»، كما أنه من الممكن أن يكون أبطال مسلسل مجموعة من الشباب ويتفوق على النجوم الكبار، مستشهدا بـ«المواطن إكس» فى العام الماضى.
نور الشريف اعتبر أن قدرته تتحمل مشاهدة 6 مسلسلات فى رمضان لا أكثر، على رأسها أعمال لشوقى الماجرى وحاتم على وباسل الخطيب، معتبرا أن اسم المخرج أهم من اسم النجم فى البداية، وأيضا مسلسلات الشباب. الرجل يتابع بقوة تفاصيل ما يصنعه زملاؤه، وتمنى عدم عرض مسلسل «ذات» المأخوذ عن رواية صنع الله إبراهيم خلال رمضان، حتى يأخذ حقه، لأنه ليس من الأعمال التى توضع لملء الفراغ، كما أنه لا يمانع فى مشاركة زملائه من نجوم التليفزيون، كالفخرانى والسعدنى فى أعمال بالتليفزيون، لكنه كان أكثر صراحة حينما أكد أن هذا ليس ضمانا للنجاح، مستشهدا بفيلم «لا أنام» الذى حقق قدرًا كبيرا برغم نجومه، أيضا لا يرى أن التعرض للثورة من خلال الأعمال الفنية فى الوقت الحالى يعتبر شيئا منصفا، حيث قال صاحب «لن أعيش فى جلباب أبى» و«ماتخافوش» إنه من الظلم التعرض للثورة فى الوقت الحالى، خصوصا أنها سرقت، وقفز عليها عواجيز السياسة، واستشهد نور الشريف بأعمال الروائى الكبير بهاء طاهر الذى كتب عن المظاهرات التى حدثت فى عهد عبد الناصر بعد حدوثها بفترة طويلة، وهو ما أتاح له الفرصة لقراءتها، وكذلك معرفة ردود أفعالها. وأرجع الشريف سبب تردى الأوضاع الحالية إلى انقسام الثوار إلى أكثر من ائتلاف، ووصف ما يحدث بأنه «مزاد كلام وتخوين وتهديد».
لا يجد نور الشريف أن هناك داعيا للقلق من التيارات الدينية فى مصر، رغم صعودها ورغم أن بعضا من المتشددين بها وضعوا عادل إمام مؤخرا فى مأزق بعد اتهامه بازدراء الأديان. هنا رفض أى صدام مع التيار الإسلامى، مستشهدا بالتجربة الإيرانية وكذلك التركية، وتمنى أن نصل إلى ما وصلت إليه تركيا، التى تعبر عن مجتمع إسلامى متحرر، وهو يرى أن إيران هى النموذج الأكثر قسوة، التى توقف الفن بها حينما جاء الخمينى لسنتين. كان هذا هو الموعد المناسب ليتحدث عن زيارته الشيخ يوسف القرضاوى، مؤكدا أنه اكتشف أن القرضاوى تربطه به علاقة نسب لم يكن يعلم بها مسبقا. وأشار إلى أنه كان يحصل على نصائحه بخصوص شخصية تاريخية دينية سيقوم بتقديمها، مؤكدا أنه دائما ما يقوم باستشارة أهل الدين قبل تقديم الشخصيات الدينية. كما أكد حصوله على كتب عن علاقة الإمام حسن البنا بالفن، وكذلك الفن فى الإسلام، وسيقوم بإعادة طبعها على نفقته الخاصة، حينما يستأذن المسؤولين عن حقوق نشرها. بخلاف ذلك طالب نور الشريف بضرورة أن يتقبل المجتمع طرح جميع وجهات النظر حتى المنحلة منها، على أن يقوم الجمهور نفسه برفضها. السياسة حاضرة فى حياة الرجل بقوة، حيث أوضح أنه فى حالة اعتزاله الفن سيعمل بالشأن السياسى بشكل مباشر، كاشفا عن رفضه عروضا بالانضمام لكثير من الأحزاب، وذلك لكونه لن يسكت عن الأخطاء التى بداخل الحزب، وإن سكت عنها فسيخون أمانة الشعب الذى يرى فيه القدوة والرمز. أسدل الستار على مهرجان كان منذ أيام، وخرج الفيلم المصرى «بعد الموقعة» بلا جوائز لكن نور الشريف أبدى سعادته بمشاركته فى المسابقة الرسمية بالمهرجان، معتبرا أن هذه المرة مختلفة تماما عن مشاركة فيلم «المصير» الذى حل بديلا لفيلم إيرانى قبل 15 عاما. وبابتسامة أنهى الشريف حواره مع «التحرير»، ثم ذكّر جمهوره «على فكرة، متعتى بعيدا عن الفن هى مشاهدة مباريات كرة القدم الأوروبية والقراءة».