حادثة عشية الميلاد
(رمز إلى أعجوبة تجسد ابن الله)
"إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه"
(يوحنا ١: ١١و١٢).
لم يحتفل أهل لندن في سنة ١٩٤٠ بعيد الميلاد، لأن الأيام كانت رهيبة، والطيران الحربي الألماني يقذف العاصمة البريطانية بالقنابل ليلاً بعد ليل. ويتبين في الصباح مدى الدمار والخراب. وكان اهتمام الجميع محصوراً بكيفية حفظ الحياة. إلا أن النشاطات اللازمة كانت تمنع الآباء والأمهات من مغادرة العاصمة، فأرسلوا أولادهم إلى مناطق ريفية بعيدة وإلى القرى. ولكون بعض الأطفال صغاراً رافقهم موظفون من وزارة الشؤون الاجتماعية.
هكذا في عشية الميلاد غادرت قافلة مؤلفة من ٢٥ طفلا، تتراوح أعمارهم من الواحدة الى الخامسة ومعهم مساعدات تاركين "لندن". ووصلوا الى قرية من انكلترا الوسطى، حيث كانت أمهات نائبات تطوعن للاعتناء بهؤلاء الأطفال والموظف المسؤول رحب بالأطفال ومن كان يرافقهم في قاعة كنيسة، وقدم لهم الحليب وشراب الكاكاو لدفء أجسامهم المرتجفة. تم تقدمت الأمهات النائبات، وأخذت كل واحدة تختار طفلها، الربيب. وفي نهاية الأمر لم يبق في القاعة سوى طفل صغير- زنجي اسمه” كني" وهو يبكي في غربته، كأنه يقول وهو لا يتكلم "لا أحد يريدني". وظل معه الموظف الملتزم ومساعده. فقال الموظف المسؤول:
"هناك سيدة اسمها ماغي مورلند، لم تأت الليلة. صحيح أن بيتها مزدحم بالأولاد، ولكن صدرها واسع وقلبها لطيف، وقد تجد مكاناً "لكني". فذهب الى بيت السيدة وقرع على الباب. فلما أدركت "ماغي" معنى الطلب أجابت :
"يكفي. لديَّ أكثر مما أستطيع أن أقوم به".
ولكنها عادت إلى القاعة مع الملتزم، وحين شاهدت دموع" كني" وشعره الأسود المجعد، ما كان في وسعها أن ترفضه، فقالت
"إنني لا أظن أنه سيحتل مكانا كبيراً إذ أنه صغير جداً".
فحملته وحضنته في صدرها الحميم.
وبعدما نام أولادها ملأت الحوض بماء دافئ وبدأت تخلع ملابس كني لتحمّمه. ويا للغرابة كان هناك مغلف مشبك بدبوس إلى قميصه الداخلي ومكتوب على المغلف
"هذه للسيدة التي تتكرم أن تقبل طفلي في بيتها".
ووجدت في داخل المغلف ورقة نقدية بقيمة خمسين جنيهاً أسترلينياً. فانفجرت "ماغي" بكاءً لأنها لم تحصل مبلغاً كبيراً كهذا إلى ذلك اليوم. ولما شاع الخبر قالت كل واحدة من تلك الأمهات النائبات:
"يا ليتني اخترت "كني".
وهذا ما كنا فعلناه نحن أيضاً لو عرفنا ما يوجد في ثياب كني من كنز. أما السيدة "ماغي" فقد حصلت على أكبر هدية مالية في حياتها.
هل تتذكر قصة الميلاد، وكيف أن أهل بيت لحم لم يرحبوا بالطفل المولود، ملك الملوك ورب الأرباب، ولم يعرفوه. فترتب على ذلك عدم اهتدائهم إلى الحق ؟!
وحين كان يتقدم في القامة والنعمة رفضته الأكثرية. أما الأقلية أي الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه.
هل تعرفت على يسوع وعرفته كما هو في الحق؟
لأن الذين يقبلونه ويعرفونه لهم ثواب عظيم، هو الحياة الأبدية، لأنه هو الطريق والحق والحياة.
أعاد الله هذه المناسبة الكريمة علينا جميعاً باليُمن والبركات ، عيدكم مبروك وكل عام وأنتم بخير.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك