|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ضفر الفعل "ضَفَرَ" أو "ضَفَّرَ" braiding أو plaiting له عدة معان مختلفة: فنقول: ضَفَرَ الرجل الحبل، أي فتله؛ فالضفير هو حبل من الألياف أو الشعر المضفور. ونقول أيضًا: ضَفَرَت المرأة شعرها، أي نسجت بعضه على بعض فجعلته ضفيرة عريضة، أو جعلت كل خُصلة مما ضُفِر على حدها، أي جعلت شعرها ضفائر. وفي اللغة العربية نقول أيضًا: ضَفَر البناء أي بناه بحجارة بلا كلس ولا طين. ونقول: ضَفَّر الرجلُ أي وثب في عَدْوِهِ. وكذلك: ضَفَرَ الدابة أي ألقى اللجام فيها. وكان على صدر رئيس الكهنة في العهد القديم سلاسل مضفورة من الذهب النقي (خر 27: 22، 24؛ 39: 15؛ 1 مل 7: 17). أما رئيس كهنة العهد الجديد ربنا يسوع المسيح فقد ضَفَّرَ له العسكر إكليلًا من شوك ووضعوه على رأسه (متى 27: 29؛ مر 15: 17؛ يو 19: 5). والشعر الطويل المضفور هو أحد علامات الجمال عند النساء خاصة. وقد نهى الرسولان بولس وبطرس النساء المسيحيات عن ذلك، لكي لا تكون زينة المرأة هي الزينة الخارجية بل زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن (1 تيمو 2: 9؛ 1 بط 3: 3، 4). أما من الوجهة الطقسية فاعتادت الكنائس على اختلاف تقاليدها أن يمارس الأطفال -بل أحيانًا الكبار أيضًا- ضفر الخوص وتزيينه بالصلبان في ليلة وباكر عيد الشعانين، عيد دخول السيد المسيح إلى أورشليم. وكم تكون فرحة الأطفال بذلك. ولكن من المهم الإشارة إلى أنه عند بدء تقديم الحمل في صلوات القداس الإلهي، ينتهي الانشغال بضفر الخوص للانتباه للصلاة. وفي الكنيسة القبطية تنتهي دورة الشعانين في أرجاء الكنيسة بالصليب المزيَّن بسعف النخيل والشموع في صلاة رفع بخور باكر لهذا العيد. ثم يوضع الصليب المزين بسعف النخيل المجدول وأغصان الزيتون والشموع عند حجابالهيكل الرئيسي مرفوعًا على قاعدته حتى نهاية القداس في ذلك اليوم. كما تجدر الإشارة إلى أنه في حالة ضفر صليب من سعف النخيل ليحمله الكاهن في يديه أثناء الصلوات الليتورجية، يلزم أن يكون ملتصقًا بصليب المذبح وليس معزولًا عنه، لأن صليب المذبح هو صليب واحد فقط تُتَمَّم كل أمور الخدمة الطقسية المُتبادلة بين الكاهن والشماس. وهذه ممارسة طقسية ذات معنى، لأن وحدة الليتورجيا هي أهم أحد أساسياتها، فالأسقف واحد، والكنيسة واحدة، والمعمودية واحدة، والإيمان واحد، والإفخارستيا واحدة، والصليب واحد. |