سياسيون يحللون التغير فى لهجة أمريكا تجاه مصر بعد تصريحات كيرى.. نافعة: يجب أن تترجم لواقع وتوقف حظر توريد الأسلحة.. هاشم ربيع: المصالح من تضبط اتجاهات بوصلة واشنطن.. الحفناوى: جاءت بعد التوجه لروسيا
"المصالح هى من تحكم بوصلة العلاقات الأمريكية" هكذا أكد عدد من المحللين السياسيين، وذلك تعليقا على التغير فى لهجة خطاب واشنطن بشأن جماعة الإخوان المسلمين، والتى تجلت فى ما قاله جون كيرى وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اتهم فيها جماعة الإخوان بسرقة الثورة، وأن الجيش أعاد الديمقراطية، وذلك بعد تحركات مصر الدولية وتقاربها مع موسكو.
من جانبه أكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، بالرغم من أنها جيدة إلا أنها جاءت متأخرة، ويجب ألا تتوقف عند حدود التصريحات الإعلامية، وتمتد إلى أن تترجم بخطوات فعلية على أرض الواقع، وإلغاء حظر توريد الأسلحة الذى فرضته واشنطن على مصر مسبقا، لأن حديث كيرى الآن شهادة على أن ما حدث فى مصر هى ثورة شعبية، وليست بالانقلاب العسكرى.
وأضاف نافعة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن عدم ترجمة عبارات كيرى بخطوات فعلية على الأرض سيكون مجرد رسالة موجهة لأطراف بعينها، لكنها فى مجملها توحى بتصحيح الموقف الأمريكى، وقلق الولايات المتحدة من التوجهات المصرية الجديدة فى مجال السياسة الدولية، مما جعلها تعيد حساباتها مجددا.
وبدوره أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن تصريحات وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيرى، تدل على أن بوصلة العلاقات الأمريكية تبنى على المصالح، وتخليهم عن الإخوان يأتى بعدما تأكدوا أن المصالح المشتركة بينهم انتهت، وأن الجماعة المنظمة التى اعتمدوا عليها قد ضعفت.
وأضاف هاشم ربيع فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن التحركات المصرية نحو موسكو أثارت تخوفات لدى الولايات المتحدة الأمريكة، وكانت أحد أسباب تغير موقف واشنطن وتأيدها للإرادة الشعبية، لافتا إلى أن المصالح دائما تكون الحاكمة لتوجهات أمريكا.
فى حين قال وحيد عبد المجيد القيادى بجبهة الإنقاذ، إن الموقف الأمريكى الذى يصدر عن الإدارة الأمريكية، هو محصلة اتجاهات متعددة لمؤسسات صنع القرار الخارجية، ومنها "البيت الأبيض، ومجلس النواب ومجلس الشيوخ وجماعات الضغط والمصالح"، مؤكدا أن قرار الإدارة الأمريكية يكون محصلة كل هذه التوازنات.
وأوضح عبد المجيد فى تصريحات لــ"اليوم السابع" أنه فى كثير من القضايا، يكون موقف إحدى المؤسسات فى أمريكا مختلف عن مؤسسة أخرى، وهذا ما يوضح موقف كيرى تجاه مصر المختلف منذ ثورة 30 يونيه، مضيفا أن كيرى منذ ثورة يونيو، يرى أن ما حدث فى مصر رد فعل طبيعى على سياسات "مرسى"، كاشفا عن قيام كيرى بالاتصال ببعض قيادات جبهة الإنقاذ مثل "البرادعى وموسى" قبل ثورة يونيه، وتعبيره عن قلقه الشديد من انغلاق جماعة الإخوان ورفضها لأى حل صحيح للأزمة السياسية.
وبدورها قالت كريمة الحفناوى أمين عام الحزب الاشتراكى المصرى، إنه لا يجب أن ننخدع بمواقف أمريكا، خاصة أنها منذ ثورة 25 يناير حتى الآن "تمسك العصا من المنتصف"، مشيرة إلى أن أمريكا قالت عن ثورة 30 يونيه انقلابا، لأنها اتفقت مع الإخوان على تقسيم مصر، وليس لإيمانها بفكر الجماعة وما تدعيه، بل كان مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذى يخدم المصالح الأمريكية.
وأكدت الحفناوى فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إن أمريكا اختلفت مواقفها منذ أن رأت مصر تتحرك ناحية روسيا، لتنويع مصادر السلاح، موضحة أن التغير جاء بضغط من شركات السلاح الأمريكية، لخوفهم من توجه مصر لشراء السلاح من روسيا ودول أخرى، خاصة أن الشركات الأمريكية كانت تبيع السلاح القديم لمصر، لكى تتخلص منه وتحرمنا من الأسلحة المتطورة.
واستطردت قائلة: إن توجه مصر ناحية روسيا ودول أخرى يؤثر على وضع أمريكا كدولة أحادية القطبية، ويثير مخاوف لدى المؤسسات الأمريكية لوجود أقطاب أخرى فى العالم تنافس أمريكا وتتساوى بها.
اليوم السابع