منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 11 - 2013, 06:53 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915




"طبيعةٌ واحدةٌ لله الكلمةِ المُتجسِّد"

ليست الأرثذوكسيَّة هي اللفظ في حد ذاته بل هي الإيمان الذي به تشرح و تفهم اللفظ، إذ نجد في تاريخ الكنيسة القدِّيس كيرلُّس الأورشليمي يرفض لفظة "هومووسيوس" التي أقرها مجمع نيقيه بينما لم يُنكر أحد عليه أرثذوكسيّته، و القدِّيس غريغوريوس النزيانزي يستخدم تعبير إندماج الطبائع [1] بمفهوم أرثذوكسيّ و أيضاً لم يُدن بسبب ذلك لأن المقياس هو فهم التعبير و ليس لفظ التعبير. لست هنا لأضع يديَّ في جانب الكنيسة المطعون بحربة الشقاق و الإنقسام بل لكي أُقدِّم الشرح الأرثذوكسي -بحسب ضعفي- للتعبير السكندريّ "طبيعة واحدة لله الكلمة"، و لا أكتب كي أُهاجم تعبير مجمع خلقيدونيا بأن "المسيح في طبيعتين بدون إنفصال ولا إمتزاج ولا تغيير"، بل أقبل كلاهما -كما فعل القدِّيس كيرلُّس الإسكندريّ في وثيقة الوحدة- و أرى أن كلا التعبيرين يمثل مدرسة لاهوتيَّة لها بريقها و دورها في دحض هرطقتي نسطوريوس و أُوطاخي و أستخدم كلاهما كتعبيرين أرثذوكسيين مستقيمين، و إيماناً منِّي بأن تعبير الطبيعة الواحدة هو تعبير أرثذوكسي خريستولوجي مستقيم أقدم هذا الشرح بحسب كتابات القدِّيس كيرلُّس.


التعبير بحسب القدِّيس كيرلُّس الإسكندريّ :

Μία φύσις του Θεού Λόγου σεσαρκωμένη

يشرح القدّيس كيرلُّس هذا التعبير في رسالته الثانية إلى سوكينسوس فيقول :

«الذي يقول هذا فهو بأي حال أو بأية طريقة لا يعني إمتزاجاً أو إختلاطاً أو أي شيء آخر من مثل هذا، ولن ينتج هذا عن ضرورة منطقية بأية حال. لأنه حتى وان كنا نحن نقول إن إبن الله الوحيد الجنس هو واحد، متجسد ومتأنس، فهو ليس ممتزجاً بسبب هذا كما يبدو لهم. فطبيعة الكلمة لم يتحول إلى طبيعة الجسد. ولا طبيعة الجسد تحولت إلى طبيعة الكلمة، بل كل منهما ظلت كما هي في ذاتيتها بحسب طبيعة كل منهما، وتعتبران متحدتان بطريقة تفوق الفهم والشرح، وقد ظهر لنا من هذا طبيعة الإبن الواحدة، ولكن - كما قلت - متجسدة [2]».

كما أن الطبيعة الإنسانيَّة (البشريَّة) هي من طبيعتين هما الجسد و الروح، تتحدان معاً بلا إنفصال و بدون أن يصير الجسد روحاً ولا الروح جسداً و لا أن تندمج صفات الروح و الجسد معاً، بل حينما أتكلم عن نفسي أقول "أكلت" و "فرحت"، لست محتاجاً أن أقول "أكلت بجسدي فقط" أو "فرحت بروحي فقط". فالإنسان هو واحد من إثنين بلا إنفصال و لا إمتزاجٍ ولا تغيير، و ليس هناك حاجه لتقسيم أفعاله إلى ما يختص بطبيعة الجسد فقط و طبيعة الروح فقط، إذ هو إنسانٌ واحدٌ.

يستكمل القدِّيس كيرلُّس شرح التعبير في نفس الرسالة فيقول :



«لأننا نعرف أن هناك طبيعتين في هذا الإنسان، إحدهما للنفس والأخرى للجسد. ولكن حينما نقسمه ذهنياً وندرك الإختلاف في تأملات عالية، أو تصورات عقلية، فنحن لا نضع الطبيعتين منفصلتين الواحدة عن الأخرى، ولا ننسب إليهما بالمرة في الحقيقة وجوداً فعلياً بواسطة الإنقسام، بل نحن ندركهما كطبيعتي إنسان واحد حتى أن الإثنتين لا تعودا بعد إثنتين بل ينتج مهما معاً كائن حي واحد. وتبعاً لذلك، حتى لو تكلموا عن الطبيعة الإنسانية والطبيعة الإلهية في عمانوئيل، فالإنسانية صارت خاصة الكلمة، و إبن واحد يدرك مع ناسوته [3]».

و بحسب تعبير القدِّيس كيرلُّس نجد أنه يذكر طبيعة مُتجسِّدة للكلمة، مما يبعد و يدحض تماماً أي شبهة تعليم عن غياب الطبيعة البشريَّة. و هذا ما أكَّد عليه في نفس الرسالة الثانية إلى سوكينسوس :


«لو كنا قد قلنا طبيعة واحدة للكلمة و صمتنا بعدم ذكر "متجسدة"، كما لو كنا قد وضعنا جانباً تدبير تجسده، فبلا شك فان قولهم يكون مقبولاً بالنسبة لهم، كما يتظاهرون أن يسألوا قائلين:" أين هو الكمال في البشرية أو كيف صار الجوهر المماثل لنا قائماً ؟". ولكن حيث أن كمال بشريته والدليل على جوهر مماثل لنا قد قدمناه بقولنا "متجسدة"، فليكفوا عن أن يستندوا على قضيب من القصب. لأن كل من أسقط التدبير و أنكر التجسد فينبغي أن يتهم بحق أن سلب الإبن من بشريته الكاملة. و لكن كما قلت، إن كان في القول عنه أنه قد صار جسداً، يوجد إعتراف واضح و غير متلبس بأنه صار إنساناً، فلم يعد هناك شيء يعوق المعنى بأنه: حيث إنه هو الإبن و المسيح الواحد و الوحيد، فهو إله و إنسان، و كما أنه كامل في لاهوته هكذا هو أيضاً في ناسوته [4]».

مما سبق نفهم أن :

1- الكلمة المُتجسِّد طبيعة من طبيعتين بلا إنفصال ولا إمتزاجٍ ولا تغيير.
2- لم يُبتلع ناسوت المسيح في لاهوته، و بذلك تسقُط تُهمة الأوطاخيَّة عن التعبير.
3- لا مانع من إستخدام تعبيرات توضيحيَّة للشرح ذهنياً بدون أن تُعتبر إنفصال فعلي حقيقي.


لم يصر اللاهوت جسداً ولا الجسد لاهوتاً بل أن الإتحاد لم يعد بعد قابلاً للإنفصال، و صار كُل ما يعمله المسيح يُنسب لشخصه الواحد، أي أن الكلمة المُتجسِّد وُلد من العذراء و إزداد في النعمة و صام و تألَّم بالجسد و مات و قام من الأموات. و على ما يبدو أن العهد الجديد نفسه قد إستخدم كلا التعبيرين، فنجد القدِّيس بولس يقول "كنيسة الله التي إقتناها بدمه (أعمال 20 : 28)" ناسباً الدم لله بينما هو دم ناسوت الرَّب يسوع، و في موضع آخر يقول القدِّيس بطرس "قد تالم المسيح لاجلنا بالجسد (1 بطرس 4 : 1)" ناسباً الألم للناسوت بشكل مُباشر، بل أيضاً تعبير "والدة الإله" يُفهم بوضوح من خلال تعبير الطبيعة الواحدة و إلا تطلَّب الأمر أن نقول "والدة ناسوت الله الكلمة"، و لكن لم يتطلَّب الأمر هذا إذ كان الأمر واضحاً في الفكر الآبائي.


كلا التعبيرين ضروريّ ضد التعليم الهرطوقي, فتعبير الطبيعة الواحدة جاء رداً على تجاديف نسطور إذ إدَّعى أن للمسيح طبيعتين مُتلازمتين -غير مُتحدتين لأن الله لا يتحد بالمادة- و لهذا جاء رد القدّيس كيرلُّس بأن المسيح في طبيعة واحد من طبيعتين بلا إنفصالٍ ولا إمتزاجٍ ولا تغيير لكي يدحض تعبير نسطور عن إنفصال الطبائع، و تعبيره مُتفقاً بشكل رائع من اللاهوت السَّكندريّ. أما التعبير الخلقيدوني فجاء رادعاً للتعليم الضال بأن اللاهوت قد إبتلع الناسوت و بأن ناسوت المسيح قد تلاشى, فجاء التشديد على وجود طبيعتين للمسيح مُتحدتين بلا إنفصال ولا إمتزاجٍ ولا تغيير، و علينا أن ندع كلا التقليدين يسير متوازياً مع الآخر بدون أن نُصِّر على تصادمهما، خصوصاً إن تعلَّق الصدام بالأمور السياسيَّة التي طالما أخَّرت الكنيسة في كل عصورها.


لنطلب من الله وفاقاً و قُرباً لأعضاء الكنيسة الواحدة، و لننبذ عنا التعنت و التشدد و التحزُّب في الرأي و نكف عن وصم بعضنا بعضاً بالهرطقة و لنطلب من الرَّب أن يهبنا عقولاً تشخص إليه قبل أن تشخص للحروف.




صلُّوا لأجل سلام الواحدة الوحيدة المُقدَّسة الجامعة الرسوليَّة الأرثذوكسيَّة.





رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دعوى قضائية لحل "الحرية والعدالة" و"النور" و"الوطن" و"البناء والتنمية" و"الأصالة"
"الجماعة.. تصلح ما أفسده "بديع" و"الشاطر" ببيان الـ "18 مبررًا".. "الإخوان": لم نترك شباب الثورة يقت
"قنديل" وقيادات "الإخوان" يلتقون "آشتون".. و"بشر" يؤكد: سنطالبها بزيارة "مرسي" ودعم عالمي
مؤسس "اخوان بلا عنف" يكشف مخطط بديع لإغتيال "السيسي" وتمرد "العريان"وعدد "المنشقين"وقرار "بديع"
"مينا" و"باسم" اتفقا مع "مارادونا" و"الصعيدى" و"القليوبى" فى قتل رجل أعمال بالسلام


الساعة الآن 10:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024