منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 11 - 2013, 06:49 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

انتحار الإخوان


انتحار الإخوان


1.التجربة الإخوانية والفشل المركَّب
لم تحن الفرصة العظيمة فى الوصول إلى السلطة كما حانت للإخوان فى مصر، لكن الجماعة التى تنتظر منذ 80 عامًا هذه اللحظة الفارقة، التهمت الطبق المسموم، فأصيب جسدها الذى يعانى من الشيخوخة بالعطب، ففقدتها بعد عام واحد فقط، والأدهى أنها لم تعترف أن هناك عوامل أدت إلى هزيمتها السياسية أمام جماهير الشعب المصرى التى أعادت إنتاج ثورة يناير المصرية فى عام 2011 من خلال الجيش الوطنى، وهذا مثال صارخ على ضحالة قادتها الفكرية والسياسية، الذين لم يراجعوا الأسباب والعوامل التى أدت إلى ذلك، والأخطاء السياسية التى ارتكبوها، وراحوا يحشدون شبابهم للتظاهر، فى الشوارع، معاندين صيرورة الواقع، دون رؤية، أو تمهل، ودراسة الوقائع.



الأسباب الواضحة، فى استجابة العقل الإخوانى، وقيادته إلى العناد، هو الغلو التنظيمى، والتطرف العاطفى، فى النظر إلى «الجماعة»، وشخصيتها الاعتبارية فى المحيط الاجتماعى والدينى والسياسى، وأنها جماعة المسلمين لا جماعة من المسلمين، وهذا ما جعل القيادة طوال الوقت فى صراع دائم من أجل بقاء التنظيم، وأن يكون هو فى كل الحالات أفضل من الدولة، والحفاظ عليه أهم من الحفاظ عليها.
الأسباب فى ذلك أن الجماعة كمشروع، أعلن نفسه أنه تحديثى باسم الدين، لكنه كان ينظر إلى الدولة أنها فاقدة للشرعية، وأن استقلالية الحركة، نابعة من مشروع سياسى يهدف فى المقام الأول إلى إقامة دولة على أركانها، فنشأ صراع الحاكمية، وصراع الجماعة مع الدولة المصرية، ومحاولة السيطرة عليها والاستحواذ على أركانها، وأخونة كل ما يستطيعون الوصول إليه، وكان ذلك الذى جعلهم يدفعون كوادرهم إلى المناصب الرئيسية، ويغفلون عن الإجابة عن أسئلة الدولة الملحة، مثل الاقتصاد، وقضايا الأمن القومى، لأنهم قرؤوا لحظة وصولهم إلى السلطة بطريقة خاطئة، ولم يستطيعوا التحول من المعارضة، إلى حركة تدير مصر، وهذا ما عبر عنه أردوغان فى قوله لمرسى «أنت تقضم أكثر مما تهضم».
لم يدرك الإخوان أن وصولهم إلى هرم السلطة لا يعنى نجاحهم فى التمكين بقدر ما يحمل خطورة كبيرة، فى فقد الجماعة رأسمالها الحقيقى من الدعوة الإسلامية، وتحولها من حركة سياسية دينية، قادرة على حشد الجماهير إسلاميًّا، إلى حركة تتوغل فى السلطة فتفقد بريقها، وتصبح كيانًا إسلاميًّا مشوهًا، لا هى معارضة، ولا هى حركة إسلامية تحقق أهداف مريديها، مما جعل الدولة تبتلع المشروع الإخوانى، وتلقيه فى غياهب الأفول لمدة 20 عامًا مقبلة على الأقل.
هكذا كانت الخطورة الحقيقية فى وصول الإخوان إلى السلطة، لأن الجماعة من البداية مشروع معارضة، والتحول من المعارضة إلى السلطة فجأة قد يؤدى إما إلى سلطة قاهرة، وإما إلى سلطة موظفة لدى الدولة لتنفيذ السياسات المجتمعية، فتصبح الجماعة مرادفًا للدولة وجزءًا من جهازها البيروقراطى، وفى النهاية تتحول إلى حركة تأكل ذاتها أو تأكلها الدولة، وهذا ما جرى بالضبط.
وطفحت خطايا الجماعة الداخلية، على الدولة التى وصلت الإخوان إلى قمتها، كآلية اختيار القيادة، و«ظاهرة الفساد المالى والإدارى والأخلاقى» عند بعض المقربين من القيادات الوسيطة، وانعدام قنوات الحوار الجاد داخلها، وإفراغ ساحتها الداخلية لمن يقدمون الولاء العاطفى الساذج، الأمر الذى أتاح الفرصة للانتهازيين كى يكونوا فى «مراكز القرار»، وهذا ما أدى إلى إقصاء الناجحين داخل التنظيم، وتعداه إلى إقصاء كل القوى السياسية خارج الجماعة.
فى نفس الإطار كان الأداء المرتبك للرئاسة، وصناعة القرار التى كانت عشوائية، بسبب الخلط بين الجماعة، وحزب الحرية والعدالة، والرئاسة، وغابت الرؤية عن محددات السياسة الداخلية والخارجية، ما أدى إلى إخفاق اقتصادى كبير، وفشل أخلاقى أكبر، فالتفسير الفكرى لا يفسر كل شىء، فهنالك عنصر أخلاقى وقيمى، وهو الذى كسبوا من خلاله أصوات الجماهير، وهو تطبيق الإسلام، والدعوة لتمكين القيم، الذى خالفته الجماعة فى أبسط الأمور وهو التصريح للكازينوهات بـ«3 أعوام»، رغم أن نظام مبارك كان يصرح له بعام واحد فقط قابلة للتجديد.
وكانت الفجوة بين فكر الجماعة والتنظيم واضحة، فبينما الأفكار تتحدث عن العدالة الاجتماعية، والدعوة، كانت الجماعة أشبه بالقبيلة التى يوجد بها الصراعات، وأمراض التنظيمات، وإن نجح خطابها الفكرى إلى حد ما فى إخفاء ذلك، إذ إن له طبيعة جماهيرية، وأخرى موجهة إلى علماء الدين، وثالثة إلى الخاصة، ورابعة إلى المفكرين، وخامسة إلى الغرب.. إلخ.
كان ما سبق هو أهم الأسباب التى أدت إلى سقوط الإخوان، التى لم تدرك أن هناك فرقًا بين فقه الجماعة، وفقه إدارة الدولة، ولم يستطع أتباعها الإجابة عن السؤال: «هل هم جماعة دعوية؟ أم حركة سياسية؟ أم هم الدولة؟»، ولم يستوعبوا الآخرين، وغابت عنهم روح المؤسساتية، «فمن ضاق بأخيه عادى ابن عمه».
وهكذا لم تنجح تجربة إسلامية على مستوى الحركة كما نجحت التجربة الإخوانية فى مصر من حيث الانتشار والقوة، ولم تخفق تجربة إسلامية على مستوى إدارة الدولة كما فشلت نفس التجربة.
2.العنف والانتحار الإخوانى


الفشل الإخوانى فى السلطة، خلق ألوانًا من العنف على أرض الواقع، ما يرجح أن مصر ستشهد موجة جديدة ودورة تستمر على الأقل لمدة عامين مقبلين، من قبل الجماعات المسلحة الصغيرة، بعد انتهاء عصر الجماعات الكبرى ومنها الإخوان وحليفتها الجماعة الإسلامية.
جماعة الإخوان أخطأت خلال الفترة الماضية، أنها استخدمت كل أشكال العنف اللفظى والسلوكى والسياسى ضد معارضيها، وعلى مسرح اعتصام رابعة، ولم يبقَ لها غير العنف الجنائى الذى وقعت فيه من حيث لا تدرى عندما قامت جماعات حليفة به فحسب عليها.
كما وفرت جماعة الإخوان غطاءً لهذه التيارات التى استخدمت العنف ردًّا على عزل مرسى، من منصبه عندما أصرت على التظاهر فى الشوارع، ولعل تصريح القيادى الإخوانى، محمد البلتاجى، يوضح جزءًا من الصورة، عندما ربط بين ما يجرى من إرهاب على يد الجماعات الإسلامية فى سيناء وبين عودته إلى الرئاسة .
واستضاف الإخوان كل التيارات الجهادية فى اعتصام رابعة العدوية، وسمحوا لهم باعتلاء المنصة يهددون ويتوعدون ويمارسون كل أشكال العنف اللفظى، الذى شحن كثيرًا من المعتصمين، فوقعوا أسرى الشحن واستخدم بعضهم السلاح ضد قوات الأمن والمعارضين.
والعجيب أنّ جماعة الإخوان تبنت خطاب التيارات الجهادية التى كانت تنتقدهم فى كل مناسبة وتعلن تبرئها من أفعالهم وتبرئ الإسلام من فهمهم للدين الذى يختصرونه فى البندقية والدماء.
الأخطر أن هذا الغطاء الإخوانى أوجد سريين، وسلاسل عنقودية لجماعات تكفيرية وجهادية جديدة، ظهرت على السطح، وهى المرشح الأول لممارسة العنف فى خلال العامين المقبلين.
لن يكون الإخوان هم السبب الأوحد فى العمليات المقبلة، إذ إن لجماعات سيناء والمجموعات التكفيرية أسبابها الخاصة، فى منطقة هى بيئة حاضنة للإرهاب، وتضاربت مصالح بعض قبائلها معها، فضلًا عن وجود الأنفاق مع غزة، ووجود مصالح مشتركة بين حماس وهذه الجماعات، والتماهى بين مجموعات مسلحة غزاوية من السلفية الجهادية وهذه الجماعات.
السبب الأهم فى وجهة نظرى هو ترهل الجهاز الأمنى المصرى عقب ثورة يناير، بعد المطالبات بتفكيك الأمن الوطنى، وتسريح ضباط التطرف الدينى، ما أعطى فرصة للتجنيد والتوغل لها، بل وخلق جماعات أخرى لم تكن على السطح، فى وقت اهتم فيه الجميع بالجماعات الكبرى مثل الإخوان والجهاد والجماعة الإسلامية.
وفى رابعة العدوية وميدان النهضة، رفع الإسلاميون الشعارات القديمة، التى كانوا يرفعونها فترة التسعينيات، وأهمها «الإسلام أو الدمار»، ولعلنا فى ما سبق نتذكر كيف أن حركة «أنصار الشريعة» التى يقودها أحمد عشوش، وهى أخطر مجموعات السلفية الجهادية فى مصر، أصدرت وثيقة أكدت فيها أن الطليعة مهمتها هى إقامة الخلافة الإسلامية، ودعم جماعات المجاهدين، والقضايا الإسلامية، وتحقيق التوحيد الخالص، وأكدت عبر موقعها على وثيقة «نصرة الإسلام» التى أصدرها أيمن الظواهرى، التى دعا فيها إلى تحرير ديار المسلمين، والدعوة إلى التحاكم للشريعة، والعمل على إقامة الخلافة.
ويرفض أغلب الجهاديين فكرة العمل السياسى أساسًا باعتبار أنها ستوقعهم فى محظورات شرعية، كالإقرار بالديمقراطية وإخضاع أحكام الشرع لصندوق الانتخابات ويستحضرون زخم العصر البائد بالقول، بأن هذه الأشياء «المشاركة فى العمل السياسى» لن تجدى نفعًا، ورغم تلك القناعة فإنهم أيضا وصلوا إلى قناعة أخرى أن العمل السياسى لن يوصل إلى السلطة، وإن وصلوا لها سيجبرون على تركها، كما حدث مع الإخوان، التى نجحت فى تصدير تلك الفكرة لهم.
ستكون دورة العنف فى النهاية، هى الحبل الذى يلتف على رقبة الجماعة، وتكون الصورة النهائية هى انتحار سياسى لأنصار الإخوان، إلا إذا تراجعت وبدأت مراجعات حقيقية لأول مرة فى تاريخها.
3.جيل ثالث من الإخوان


بالطبع فإن المراجعات التى حدثت داخل جماعة الإخوان شحيحة، إذ إنها ذات طابع فردى، والإجابة عن سؤال كيف لم تنجح التجربة الإخوانية، فى المقاربة بين النموذج الإسلامى الراشد فى الحكم الذى كانت تصدع به رؤوس المجتمع؟ سيوصلنا إلى نتيجة حتمية، مفادها أنه لا بد أن تراجع الجماعة ذاتها.
تأخرت مراجعات الإخوان 80 عامًا، بسبب أن الجماعة نجحت فى صناعة فضاء تنظيمى يحوى أطيافًا فكرية متنوعة، تقترب إلى حد المرونة، فضلًا عن أن الفكرة الرئيسية، لنشأة الجماعة ووجوب استمرارها يكتنفها لدى أغلب الأفراد غموض كبير، إضافة إلى تركيز سلطة الجماعة فى يد مجموعة تعد على أصابع اليد الواحدة.
المراجعة الإخوانية مقبلة بلا شك، سواء أبت القيادة القطبية، أم جاء ذلك رغم عن أنفها، وذلك لأن رسوب الرئيس الإخوانى، وفشل الجماعة فى السلطة والحفاظ عليها، وما أعقب ذلك من حملات الاعتقال للقيادات، خلخل بنية الجماعة التنظيمية، وأدى إلى ارتباك مسارها السياسى، وتعميق عزلتها، وهذا ما يمكن أن يقسم الجماعة نصفين، إن لم تتم مراجعة الأخطاء والخطايا.
ستتأخر المراجعة الإخوانية فى هذا التوقيت، لأنها لن تحدث فى زمن الهزيمة والإحباط، الذى أصبحت فيه الجماعة ليست على هامش الدولة فحسب، بل على هامش الشعب، الذى عاشت عمرها كلها تحتمى فيه، وتحديدا لأنه فى زمن التوتر، يحدث التماسك التنظيمى.
ولن تنجح مراجعات جماعة الإخوان، إذا قصرتها على تجربتها فى الحكم، فلا بد أن تكون فى اتجاه «المراجعات الهيكلية»، للتنظيم، والقانون الأساسى للجماعة، وراديكالية الفكر، كالعزلة الشعورية، ونظرية الاستعلاء، ومبدأ تغيير المجتمع بقوة السلطة، والعلاقة بين الدولة والحركة، وأثر الدولة على الجماعة، والسمع والطاعة، والعمل من خلال جماعة، ولماذا لم تتمكن، على الرغم من إرثها الضخم، فى العمل التنظيمى، التوفيق بين القيادة السياسية للدولة التى يتولاها أحد أفرادها، وبين باقى القوى الأخرى.
وحين توجد القيادة الواعية التى تستطيع أن تمسك المشرط بقوة وتمرره على جسد الجماعة المنهك، من أجل اكتشاف أصل الداء، وتحقيق المقاربات الممكنة بين الواقع والمثال، سنظل منتظرين ومتوقعين.
لكننا سنظل نؤكد أن الأمل فى التراجع سيكون من نصيب جيل ثالث جديد من الشباب، بعد أن استعلى الكبار على تجارب الآخرين، وانحاز تيار العمل العام، بشكل نهائى إلى تيار التنظيم، مؤكدًا أنه لا يوجد فرق داخلها بين إصلاحى أو قطبى.
جيل الإخوان الثالث، سيكون من الشباب هذه المرة، من تلك الطبقة الوسطى، الريفية، التى نشأت فى مجتمع شديد الدنيوية والرأسمالية، وبعد فشل هو أكبر فى تاريخ الجماعة منذ نشأتها.
ونظرا لأن النظام المصرى لن يتحمل استئصال الجماعة نهائيا، فكعادته دائمًا سيعطيها شرعية منقوصة، وقد يظل شكل العمل الحركى الإخوانى إلى فترة طويلة كعادته غارقًا فى السرية، إلا أن التيار القطبى سيتراجع، بعد تغييرات محتملة، ليفسح المجال للجيل الثالث الجديد، حيث تتراجع فكرة تغيير المجتمع عن طريق قوة السلطة، ويظل الإخوانيون أكثر انفتاحًا فى عملهم مع الجماهير والقوى المختلفة، ليستكملوا ما بدأه تيار العمل العام داخل الجماعة، وهذا كله مرهون بمدى تواصل هذا الجيل مع المجتمع، والديناصورات السياسية الأخرى التى نشأت فى مصر الثورة، ومرهون كذلك فى قدرة هذا الجيل على إدارة الجماعة فى زمن أفولها الجديد.


التحرير


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
برهامي: هجوم الإخوان على منزلي "انتحار".. ولن ننجر للاعتداء على نسائهم
عضو بالدعوة السلفية لـ الإخوان توقفوا عن هجومكم على الجيش.. وما تفعلوه هو انتحار جماعى
عضو بالدعوة السلفية لـ"الإخوان: ما تفعلوه "انتحار جماعى"
انتحار
حبيب:دمج كوادر الإخوان داخل جهاز الدولة انتحار تاريخى للجماعة


الساعة الآن 05:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024