|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
و متى جاء ذاك (الروح القدس) يبكت العالم على خطية.... أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بى (يو 16: 8و9) الجمعة 01 نوفمبر 2013 القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي كان المسيح فى هذه الأشياء يتحدث لتلاميذه بوصاياه الأخيرة لهم قبل بداية أحداث الصليب، أى قبل أن يتركهم بالجسد، و كان يتحدث كثيراً لهم عن الروح القدس الذى كانوا مزمعين أن يقبلوه و الذى كان سيمكث معهم و بواسطته لن يكون المسيح ساكناً معهم فقط بل ساكناً فيهم "و الكلمة صار جسداً وحل فينا" (يو 1) و حلول المسيح فينا لا يكون إلا بواسطة الروح القدس كما يصلى القديس بولس الرسول لأهل أفسس أن يتأيدوا بالقوة بروحه فى الإنسان الباطن ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبهم ( أفسس 3). و هكذا يتضح أن المسيح كان سيتركهم بالجسد كما قال أن بعد قليل لا تبصروننى و أنى ذاهب إلى أبى فى هذه الإصحاحات و لكنه كان يطمئنهم أنه لن يتركهم لأنه سوف يحل شخصياً فى كل منهم بواسطة الروح القدس و على أساس الإيمان يحل المسيح فى القلوب لكى يقدس الإنسان و يوحده مع أخيه الإنسانو كذلك مع شخصه. و لهذا فقد صرح المسيح أن الروح القدس يبكت العالم على خطية و أما خطية العالم فإنها عدم الإيمان به، و كلمة يبكت ليس معناها ينتهر أو يعنف كما يظنها البعض و إنما معناها أن يوضح و يكشف و لهذا نجد أن المعنى فى الترجمة الإنجليزية إما Demonstrate أو Expose و هكذا فالروح القدس يقوم بكشف الحق الإلهى أمام الإنسان، و من أهم ما يكشف الروح القدس هو أن خطية العالم هى عدم الإيمان بالمسيح مخلص العالم. لقد كانت هذه الخطية سبب سقوط الإنسان فهو إنحاز لكذب إبليس و لم يصدق تحذير الله أن معرفة الشر ستؤدى إلى موته و هلاك و فساد الطبيعة، و عدم إيمان الإنسان هو ما كان قد أسقطه و لكن المسيح دبر خلاص البشرية من خلال تجسده و صلبه لكى يرد الإنسان مرة أخرى إلى رتبته الأولى و يضع الإختيار أمامه مرة ثانية فإما أن يؤمن الإنسان بخلاص المسيح المجانى أو ينحاز مرة أخرى لأكاذيب إبليس التى لايهمها شىء إلا أن يتبعد الإنسان عن الإيمان و التصديق فى الحياة الحقيقية التى له فى المسيح. و هكذا يحيا الإنسان إما بالإيمان بالمسيح فينجو من خطاياه أو ألا يؤمن بالمسيح فيهلك "إن لم تؤمنوا أنى أنا هو تموتون فى خطاياكم" (يو 8: 24) و لذلك يقول الكتاب أن" بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه"(عب11: 6 ) فالله لا يريد من الإنسان إلا أن يؤمن به فالإيمان فقط هو الذى ينجى الإنسان من الهلاك. و لكى أصور الأمر بصورة أوضح فأى أب سَوِى له ثلاثة أولاد يحيون فى بيته مهما عملوا و مهما كان حالهم لن يفرق الأب بينهم فى الأكل أو الشرب أو المعيشة أو التعليم أو أى من عطاياه لهم و لن يُخرج أياً منهم من المنزل ليبيت فى الخارج مهما حدث، و هكذا فالله يريدنا أن نؤمن بمحبته لنا و بقبوله لنا مهما كانت خطيتنا و فى الحقيقة أن قداسة الإنسان تأتى كنتيجة لإيمانه بخلاص الله و رؤية الله له كإبن محبوب و مقبول مهما كان حاله و وضعه و لذلك فتبكيت روح الله دائماً تبكيت إيجابى للإنسان يرفع ثقته بمحبة الله و بالتالى ثقته فى نفسه و كذلك يحسن الصورة الذاتية للإنسان حيث يرى و يدرك الإنسان أنه صار عضواً فى جسد المسيح المقدس رغم خطيته و هكذا يكون التبكيت الإلهى الإيجابى المشجع هو ما يصلح سلوك الإنسان و يغيره ليصير مشابهاً لصورة المسيح النقية و فى أثناء حياته و جهاده يكون الإنسان مقدساً مطهراً بواسطة وجوده فى جسد المسيح و إتحاده به و رش دم المسيح الذى يطهر الإنسان من خطيته. و بينما يسعى الله لذلك لكى يخلص الإنسان يسعى عدو الخير لعرض كل ما هو غير حقيقى ليحاول جذب الإنسان بأكاذيبه بمحاربات وإقناعه أن السعادة مصدرها المال أو القوة أو الدراسة و العلم و إما علاقات تسبى الإنسان لإدمان أو ممارسات إدمانية أو أفكار سلبية كاليأس و الإحباط و الخوف. لذلك يا أحبائى فكما يقول القديس بولس الرسول فى رومية أن البار بالإيمان يحيا و أن حياته هى منإيمان لإيمان أى أن الإيمان هو السمة التى يتسم بها الشخص الحى و أن الشخص الحى يحيا فى إيمان ينمو إلى إيمان أعمق و هكذا تكون إختبارات الإنسان الإيجابية فى حياته علامة حياته الحقيقية فىالمسيح. و هذا هو عمل الروح القدس فالإيمان أحد ثمار الروح (غلاطية 5) و لكن يتطلب ذلك إختيار الإنسان و إتاحة الفرصة و طلبة أن يحل و يعمل فيه روح الله لكى ينمو الإنسان فى هذا الإيمان و بذلك كون له حياة حقيقية فى المسيح. |
|