«رحل عن الحكم، لكنه سيظل محتفظًا بملامح شخصيته المثيرة للجدل المحبة للثرثرة متمسكًا بالظهور رغم عزله في الثالث من يوليو الماضي».. إنه الرئيس المعزول محمد مرسي والذي تمسك بالدفاع عن نفسه أمام هيئة المحكمة في الرابع من نوفمبر الجاري، في قضية قتل متظاهري الاتحادية.
«الرئيس المعزول يدافع عن نفسه بنفسه أمام المحكمة في الجلسة المرتقبة.. حضور المحامين سيكون للدفاع عن الشرعية.. مرسي يرفض توقيع توكيلات لأي محامٍ حتى لا يعد ذلك اعترافًا منه بالعزل وشرعية المحاكمة»، كانت هذه كلمات محمد الدماطي وكيل نقابة المحامين، والمتحدث الرسمي باسم هيئة الدفاع عن الرئيس المعزول محمد مرسي ومؤيدي الشرعية.
وفي إطار ذلك، اعتبر الفقيه القانوني والدستوري الدكتور شوقي السيد أنه لا يحق للمتهم الدفاع عن نفسه حتى وإن كان محاميا وبخاصة في القضايا الجنائية، مؤكدًا أهمية حضور محامي للدفاع عنه وفي حالة عدم وجود ذلك تقوم المحكمة بانتداب المحامي الموجود على جدول النقابة للدفاع عنه.
«إذا لم يعترف المتهم بمحام يدافع عنه ستنتدب له المحكمة»، هكذا علق السيد على رفض مرسي حضور أي محام للدفاع عنه، مشيرًا إلى أن المحكمة توجه له التهم وله الحق في أن ينكرها أو يعترف بها وبعد ذلك يحق له أن يستأذن المحكمة في الحديث والدفاع عن نفسه كما يحق لهيئة المحكمة أن ترفض تلبية طلبه أو مقاطعته ومنعه من الحديث بمعنى أن المعزول يجب أن «ينسى أنه رئيس لأن زمن بياناته انتهى».
في حين، رأى اللواء عمر الطاهر وكيل اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس الشعب السابق أن «قانون الإجراءات الجنائية يفصل فيما يفكر فيه مرسي وجماعته، وينص على أنه إذا لم يكن هناك محامٍ يحضر مع المتهم فإن المحكمة تعين محاميا له وإذا رفض المتهم شخص المحامي تعين آخر له، لكن إذا رفضه المتهم مرة أخرى فمن حق المحكمة ألا تستجيب له إلا إذا اقتنعت بأسباب رفضه».
وأضاف أن المحكمة لا يمكن أن تنعقد بدون محامٍ لمرسي، لكن يجوز للمتهم أن يدافع عن نفسه بعد طلب إذن المحكمة، على ألا يتم ذلك أيضًا إلا بوجود محامٍ للدفاع عنه.
بدوره، لفت المحامي نبيه الوحش إلى أن مسألة عدم اعتراف مرسي بالمحاكمة أمر غير ضروري، وكذلك موضوع عدم توقيعه على توكيلات للمحامين من أجل الدفاع عنه، وتحديدًا أن القانون ينص على أن المحبوس ليس له توكيل لأنه مقيد الحرية.
وشدد على أن «الإخوان دخلوا في لعبة عدم توكيل محامي دفاع حتى لا يعترفوا ضمنيا بعزل مرسي، إلا أنهم لا يدركون أن دفاع المعزول عن نفسه أمام هيئة المحكمة سيوصله إلى (حبل المشنقة)، لأنهم لا يدركون أن شخصًا لا يجيد الخطابة لا يمكنه أن يدافع عن نفسه في قضايا مهمة».
واختتم «الوحش» بتأكيد أن «ما يتردد بهذا الشأن مجرد كلام للاستهلاك أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، بهدف إظهار أنهم لا يعترفون بعزل رئيسهم، حيث يهدفون إلى إبطال المحاكمة، لأن القانون يبطل أحكام أي قضية لم يحضر فيها دفاع المتهم، ولكن المحكمة تفوت عليهم فرصة ذلك».
فيتو