|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مروان يونس يكتب: حتى لاتكون المعركة القادمة على الجيش حقيقة كانت الثلاث سنوات الماضية بمثابة الدرس الوطني لكثير من المصريين، تعلمنا فيها آثار الاختيار الانتخابي، آثار الثورات والأخطاء التي تقع فيها الشعوب في إدارتها سواء ثوريا أو بعد ذلك بغرض تحقيق مطالب الثورة، تعلم الشعب المصري ما هو التيار الديني وماذا يحدث عند الارتباط بالسياسة وقوة وبأس المشايخ في ظل الجهل والفقر والمرض... تعلم المصريون كيف يطالبون بحقوقهم وتعلم الكبير قبل الصغير قيمة الحفاظ على الدولة ومؤسساتها السيادية من جيش أو شرطة وأن صلاح أي دولة أو أي حكومة مرتبط بصلاح هذه المؤسسات، تعلم المصريون معنى فصل السلطات ووعى الشعب لقيمة القضاء وأنه لا تدخل فيه، رأينا كيف وقف بجوار الشعب في مطالبه بل بجوار الحق وبجوار الدولة "مصر" وبقاءها، تعلم الشعب المصري الكثير والكثير من الدروس حتى أصبح له من الفراسة السياسية المكتسبة خلال هذه الفترة القصيرة باعا ربما يقارب باع دولا ومجتمعات عريقة الديمقراطية، ولكن ماذا تعلم الإخوان؟؟ فالإخوان والتيارات الدينية العاملة بالسياسية من خلال معبد الأوليمب بالمقطم وآلهتهم هناك هم وأتباعهم المخلصين المنتشرين في بقاع مصر تعلموا الكثير أيضا... فخلال ثلاث سنوات من الثورة وتابعاتها من الفترات الانتقالية، تعلم الإخوان درسا هاما جدا عن المصريين، بل تعرفوا خلال هذا الدرس على شعب مصر لأول مرة وجها لوجه وذلك منذ أن أعلن حسن البنا المرشد الأول عن افتتاح المحفل الماسوني الإخواني وهو جماعة الإخوان المسلمين... تعامل الإخوان من فوق السطح لأول مرة مع شعب مصر وهم خارج وضع التقية، هذا الشعب الذي في ظاهره هو تابع لنظريات علوم اجتماع العالم الثالث وفي باطنه وتحت الجلد حضارة 5000 آلاف عام... كانت المفاجأة الأولى للإخوان أن هذا الشعب رغم ما يوصف به نظريا من بؤس وشقاء وجهل ورغم ابتلاعه الطعم الإخواني في بادئ الأمر والمغلف بالألوهية ولبعض الوقت أيضا، فسرعان ما استفاق ربما قبل أن ينقض عليه الإخوان تماما، ورغم الإغراءات المقدمة من الإخوان وربط الثورة بالأولوهية بالمرشد بمرسي بالخلافة استفاق الشعب ولفظ حكمهم... بل كانت المفاجأة الأكبر أن الشعب المصري والذي يُفترض أنه لن يغامر مجددا بثورة جديدة بعدما فشلت الأولى بيناير ليغير النظام مجددا ولكنه فعلها وفاجأ الجميع، ظهر الشعب المصري بجميع الميادين مجددا مطالبا بإنقاذ الدولة ولو على حساب ممثلي ثوار يناير "قسريا" وهم الإخوان المسلمين، خرج الشعب المصري مجددا عن العُرف وأسقط الإخوان وأسقط رسالتهم ومرشدهم… بل أصبح الشعب المصري من النضج ليحدد وليعرف الخطر الناتج على الدولة من هذه المجموعة ومن ذلك سبح عكس التيار المرتخي سياسيا والمطالب بالمصالحة وأصبح له هدفا واحدا وهو القضاء على التنظيم العرفي الدولي السري الأشبه بالعصابة داخل مصر والقبض على قياداته... ولكن الدرس المستفاد للتنظيم الدولي المحترف للمؤامرات وفي رأيي المتواضع أنه لا رهان مجددا على استغلال وتغييب الشعب بغرض هدم الدولة، فالشعب كشف "ملعوب" فكرة التنظيم الإلهي الإسلامي ولم يعد ممكنا ربط التنظيم بالإسلام، ومن ذلك فلا تغيير ثوري جديد يكون فيه الإخوان جزءا أو كلا منه ولن يلتف الشعب معهم مجددا مقابل أي حملات مهما كانت توجهاتها، فقد اختار الشعب الدولة بل وعرف الإخوان في نفس الوقت، فما هو الدرس المستفاد... فالتنظيم الدولي للاخوان أعتقد أنه لاحظ تغيرات الشعب وأيقن ووضع يده على مكمن القوة وأصل التغيير والعامل الرئيسي في سقوط نظامين متتاليين وهو الجيش... فالجيش قد أبلى بلاء حسنا خلال ثلاث أعوام وحتى ولو اخطأ في حين فقد تدارك خطأه وانتفض وكان أكثر المستفيدين من يناير بل الرابح الأكبر منها فقد طور نفسه وأعاد العلاقات الحميمة مع الشعب وكسب احترام الجميع دوليا ومحليا، وكما كانت له كلمة الفصل في يناير فكانت له أيضا في يونيو... ولذلك لم يكن غريبا من الإخوان أو كما أعتقد أن يعرفوا كما عرف ووعى أغلبية المصريين أن الجيش هو حجر الأساس في الدولة المصرية وأن دولة الخلافة أو حلم الخلافة الماسونية الإسلامية الذي يحلم به التنظيم لن يتحقق طالما كان هذا الجيش قائما، فالدرس المستفاد "الجيش أولا"... فمن الموضوعية السياسية أن ننظر للأمور من وجهة نظر أخرى الآن، فالإخوان تعلموا الكثير ولن يبدأوا في فاعليات ثورة حقيقية قريبا ولكن كل ما يهمهم الآن هو بقاء التنظيم على قيد الحياة سواء عرفيا مختبئا بقياداته داخل الأحزاب المتآمرة أو الإبقاء على الحرية والعدالة والنور كملجأ شرعي للجماعة أو في أفضل السيناريوهات الإبقاء على الجماعة الأم وذلك بالضغط الأمريكي على الدولة المصرية... فإعادة البعث لفكرة "التمكين الفاشية" هذه المرة لن يكون من خلال صناديق انتخاب فقط أو ثورة وثوار وخلافه ولكن لابد أن تكون مستندة إلى مباركة هذا التمكين من الجيش أولا، فالخطة المنطقية الوحيدة في رأيي المتواضع لابد أن تستند على ثلاث محاور: المحور الأول: استمرار التواجد كعنصر فاعل في التركيبة السياسية المصرية وهذا توفره الدولة وحكومتها المرتخية، المحور الثاني: إعادة إنتاج حزب العدالة والتنمية التركي خلال بعض الوقت أو رئيسا إخوانيا في الجوهر و"مش إخوان بس بحترمهم" في المظهر، المحور الثالث: الاستفادة بالوقت المتاح لحين الانقلاب الجديد "الذي يتمنوه" في اختراق الجيش ونشر الأفكار الإخوانية والدينية وربط الإله بالدقن بالجماعة بالمرشد في قالب واحد، ومن خلال النجاح في الثلاث محاور سويا وخلال فترة ليست ببعيدة ربما نجد النسخة الثانية من رجب طيب أوردوجان والذي استطاع إخضاع الجميع سواء بالفكر أو بالأداء أو بالجيش "اللي بيحترمهم"... ولكن يظل طوق النجاة وحجر الأساس في بداية تنفيذ الخطة (ب) للإخوان بغرض إعادة بعث التنظيم وبغرض هدم الدولة المصرية وبناء دولة الخلافة الإخوانية هو عدم التوجه الفعلي للحكومة من خلال إرادة سياسية حقيقية للقضاء على التنظيم واستمرار البحث البائس عن إعادة تعريف الإخوان كفصيل وطني بغرض المصالحة ظاهرا أو "الهدنة" للدقة... للأسف الخطورة على مصر والشعب والدولة وعلى يونيو في ازدياد، فكلما لا تواجه مصر وجيشها ودولتها بحسم هذا التنظيم الفاشي كما واجهته كل الدول التي وقعت في ظروف مماثلة، طالما فتحنا الباب لوضع حجر الأساس في خطتهم الحالية وطالما لم نواجه الفكرة الأساسية والقناعة الأيديولوجية للجماعة والتي تربط الدين بالإسلام بالمرشد لدي الكثير من البسطاء والجهلاء بفكر ديني آخر فلازال الخطر مستمرا، وطالما لم تقوم أجهزة الدولة السيادية بكشف الجرائم والخيانة المقترفة من الجماعة ومن عياطهم للعامة ربما زاد التعاطف مع الوقت لدي البسطاء المخطوفين فكريا بواسطة بعض النخبة مدعية الرحمة... ومن ذلك فعلى الحكومة أن تعترف فعليا وليس اعلاميا أن يونيو ثورة، وليتخذ كل صانعي القرار منهم سواء كان برادعاوي الهوى أو وطني الهوى جميع الإجراءات للتوجه لتحقيق أهداف هذه الثورة التي وضعته في هذا المكان ومن ذلك اتخاذ موقفا وطنيا بالقضاء الفعلي على التنظيم من أجل الإبقاء على الدولة أو ليدخلوا قفص الإتهام معهم كمتضامنين رافعين لنا الأربع أصابع مع رفقاء الميدان، فمصر لن تتحمل معارك جديدة وقد قال الشعب كلمته في 30 يونيو. |
|