|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما اعظم ان تكون مطلوبا ً من الله كان كل طموح زكا العشار وشهوة قلبه أن يسقط نظره حتى من بعيد على المسيح . ركض الرجل القصير ، امسك بذيل ردائه باسنانه وجرى ، جرى بخطواته القصيرة السريعة . وصل الى شجرة الجميز الباسقة المرتفعة على جانب الطريق ، تسلقها بجهد ٍ وعزم . ركب احد فروعها وباعد بين اوراقها واعد لنفسه ِ فتحة ً يستطيع ان يختلس النظر منها . وجاء المسيح محاطا ً بجموع ٍ كثيرة يعوقون سيره ويزحمونه من كل جانب ، ثم وقف ، وقف تحت الجميزة ورفع نظره الى فوق يبحث عنه بين الاوراق والفروع والاغصان ورآه . وجده يختبئ في الشجرة ، ناداه باسمه وقال : " «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ»." (إنجيل لوقا 19: 5 ) وهرول الرجل نازلا ً ، اسرع ونزل وقبله فرحا ً . اعطى نصف امواله ورد ما اخذه اربعة اضعاف ٍ . وقال يسوع : " الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ ..... لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ»." الله يبحث ويطلب ويسعى وينادي ويدعو ويذهب الى الخاطئ لكي ينجيه ويخلّصه وينقذه . يقول الرب بلسان اشعياء النبي : " قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: «هُوَذَا مُخَلِّصُكِ آتٍ. هَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَجِزَاؤُهُ أَمَامَهُ». وَيُسَمُّونَهُمْ: «شَعْبًا مُقَدَّسًا»، «مَفْدِيِّي الرَّبِّ». وَأَنْتِ تُسَمَّيْنَ: «الْمَطْلُوبَةَ»، «الْمَدِينَةَ غَيْرَ الْمَهْجُورَةِ». " (سفر إشعياء 62: 11 ، 12 ) المطلوبة .. الله لا يبحث فقط بل في نعمته يبحث ويطلب ، جاء ليطلب ويخلّص . حين يطلب الباحث عن الذهب ذهبا ً يذهب الى منجمه ويحطم ويجمع الحطام والتراب ، يضعها في صفحته وينبش باصابعه ويفتش ويبحث بعينيه وقلبه يطلب الذهب . عند الغروب والراعي يقود خرافه آخر اليوم الى الحظيرة اكتشف ان خروف ناقصا ً . فعاد عد الخرفان مرة ً أخرى واحد اثنان ثلاثة .... تسعة وتسعين ، تسعة وتسعين خروفا ً فقط ، وما ان اكتشف ان هناك خروفا ً قد ظل حتى ترك التسعة والتسعين خروفا ً ورائه ُ وذهب ، ذهب الى الحقول والجبال ، الى الوديان والكهوف ، الى النهر الى نبع الماء الى البرية . كانت الشمس قد غربت ولف المكان كله ظلام . اخذ ينادي ويدعو ويرفع صوته . كان يطلب الخروف الضال ، ذهب الى كل ظل ٍ حسبه خروفه ، دخل كل كهف ٍ توقع وجوده فيه ، وبعد ان تمزقت اطرافه وتهرأت وجد خروفه الذي كان يطلبه ، ودعا الاصدقاء والجيران وفرحوا معه بعودة الضال . ما اعظم ان تكون مطلوبا ً من الله . |
|