سر متاعب الإنسان

[tito227]

سر متاعب الإنسان




الاربعاء 16 اكتوبر 2013
القمص يوسف حنا كاهن كنيسة الشهيد العظيم ابى سيفين بالمهندسين
أحد أسرار هذه المتاعب هو نصف الكوب الفارغ.. فى حياته.. رجع آخاب الملك إلى بيته حزيناً مهموماً فسألته إيزابيل الملكة ما هو سر متاعبك قال لها أريد حقل نابوت اليزرعيلى لكنه رفض أن يبيعه لى لذلك أنا حزين.. طب ياعم بين البائع والشارى يفتح الله_ وهو البيع بالعافية ثم أنه ماذا يضيف لك هذا الحقل بالنسبة إلى قصرك الضخم.. المشكلة فى الواقع ليست مشكلة الحقل إنما هى أمر نفسى فى حياة آخاب إذ أراد أن يستبعد هذا الشئ.. (نابوت) عن حقله.. ربما لأنه فقير.. أو أنه يسئ إلى كبريائه.. وربما أنه يذكره بماضيه وكيف كان.. ألم يبدأ هيرودس الملك.. حياته بأن كان يعمل فى أسطبل الخيل.. إذ كان ينظف الخيل ويمسح لها عرقها.. كان آخاب لايريد أن يقع نظره على أى شئ يذكره بالماضى.. نعم هو يعيش فى القصر.. ونعم أنه يأكل من أطايب الطعام لكن كيف يستطيع بل ويستحيل أن يغير أو يهرب الإنسان من أصله..
أنها نفس القضية إذ كان الغنى لديه استعدادان يلقى ببقايا طعامه للكلاب ولا يلقى بها لليعازر المسكين.. ولذلك نستطيع أن نفرق بين اثنين من الأغنياء هناك الإنسان أياً كان لونه أو صورته أو حالته.. وهناك الغنى الغبى الذى بالصدفة صار غنياً.. فهو يمثل الإنسان الذى ساعدته الظروف فهرب من فقره.. ومع هذا فالفقر يطارده حينما يرى أى إنسان فقير يذكره بماضيه_ ويبدو أن آخاب كان من هذا النوع لذلك ظل حزينا كلما رأى نابوت يجلس يردد مزامير داود بجوار الساقية التى فى حقله.. ولم يهدأ له بال إلا حينما اجتمعت ايزابيل بحيلها الرديئة وقتلت نابوت وأزيل الحقل.. وظهر مكانها نافورة مياه ترطب حرارة الجو..
نعم لقد هدأ بال آخاب ولكن ثارت السماء ثورة عارمة على هذا الظلم.. وكان إيليا مكلفاً من الله إلى آخاب يهدده ويتوعده_ هل قتلت وورثت فى المكان التى لحست الكلاب دم نابوت تلحس دماءك.
عزيزى آخاب ماذا استفدت.. قطعة أرض لاتساوى شئ أمام غضب السماء المعلن لك.
+ أيضا من سر متاعب الإنسان أنه لا يريد خلاص الآخرين نفسى وبس هذا هو المبدأ الذى يسيطر على خياله لذلك حزن يونان وأغتم لأنه نظر خلاص أهل نينوى مع أنه كان يتمنى هلاكهم وقال فى نفسه موتى خير من حياتى.. ونسى أن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من 99 بار لا يحتاجون إلى توبة.
+ من سر متاعب الإنسان أنه يريد أن يخدمه الآخرين وهو لا يريد أن يتعب لأجل الآخرين.. كذلك الشاب الغنى الذى حينما أشار عليه السيد المسيح بأن يحمل صليبه ويتبع المسيح أغتم ومضى حزيناً لأنه لايريد أن يخدم الآخرين بل ويغسل أقدامهم.
+ من سر متاعب الإنسان أنه يريد أن يكون عظيماً ويسعى إلى العظمة ويريد أن يسمع كلمات المدح من الآخرين وينسى أنه تراب وإلى التراب يعود_ وأن كرامة التراب هى أن يلقى به بعيداً.. ويداس بالأقدام كان هيرودس يهتم بالعظمة وكان يدوس على الحق، كل متاعبه كان صوت يوحنا المعمدان الصارخ لا يحل لك.. ولم يهدأ له بال إلا حينما أسكته بقطع رقبته_ ولكن لا ننسى أن الجنون والقتل كانا ثمرة جناها هيرودس بسبب أعماله الرديئة حتى التلاميذ من حين لآخر كان يساورهم هذا الفكر من هو العظيم فيهم إلى أن نبههم المسيح إلى أن يكونوا كالأطفال.
_ أحياناً يكون سر تعاسة البعض هى العين الشريرة إذ لا ير فى الناس إلا ضعفائهم ويلومهم على ضعفاتهم فأحياناً يكون سمعان الفريسى مغتاظ من المرأة الخاطئة فيدينها.. لأنها خاطئة..
_ وأيضا الأبن الكبير فى مثل الابن الضال لم يرى فى أخيه إلا أنه بدد مال أبيه من الزوانى وحزن كثيرا بسبب عودته.
_ لقد تعب يهوذا كثيرا من المرأة ساكبة الطيب وقال لماذا هذا الاتلاف لأنه كان يمكن أن يباع بثمن كبير ويعطى للمساكين.
_ وهل ننسى هيرودس ومذبحة أطفال بيت لحم بسبب أنه سمع أن هناك ملك لإسرائيل يدعى يسوع قد ولد من سنتين أو أقل..
_كثيراً يكون الخوف هو سر متاعب الإنسان فبطرس خاف فأنكر أنه لا يعرف المسيح وعلاج الخوف هو الإيمان_ لماذا أنتم خائفين يا قليلى الإيمان وكانت الآية أيضا التى تحذر من الخوف إذ قال لا خائفون يرثون الملكوت.
والملاحظ فى هذه الأيام الثورة العارمة من أهل العالم ضد الكنيسة وأولاد الله.. فعلى ماذا يحسدونهم
1. أنها الصراع الدائم بين الخير و الشر.. فالشر لا يهدأ_ ولا يستقر له بال.. إلا حينما ينزع السلام الذى يعيش فيه أولاد الله.. العالم يفتقد إلى هذا الأمر_ والذى ينعم به أولاد الله لأنه التركة التى ورثوها من الله سلامى أترك لكم وسلامى أعطيكم ولا يستطيع العالم أن ينزعه منكم.
أنهم يريدون أن ينزعوا سلامنا كما نزع آخاب حقل نابوت لكن الله صادق فى مواعيده للذين يطيعونه.
من أسباب السلام المنزوع فى حياة البعض الشعور بعدم الرضا.. لماذا بسبب حسد الآخرين.
انظر إلى قايين وهابيل شقيقين لا ثالث لهما ومع هذا لم تتسع الأرض لهما.. فقام قايين وقتل شقيقه_ لماذا هذا الأمر ياقايين: قال أصل شقيقى بيسمع الكلام والوصايا الآلهية.. أما أنا لا.. طب ماهو العلاج.. هل تقتل شقيقك أم تصلح (سلوكياتك)_ فدائماً العقل المختل مفاهيمه غير متزنة.. فإخوة يوسف يكرهون يوسف لماذا لأن أبيهم يحبه.. أيها الإخوة ألم تسألوا أنفسكم لماذا يحب يعقوب ابنه يوسف دون الآخرين_ ربما لأنه مطيع.. مريح.. هادئ_ لايصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته فهناك صفات معينة فى الشخص المحبوب والعلاج هو استبعاد يوسف من حياتهم حتى لا يذكرهم بنقائصهم.. والتى لايريدون أن يغيرونها.. ونفس الأمر تكرر مع رؤساء الكهنة وعلاقتهم بالسيد المسيح إذ عالجوا حب الناس للسيد المسيح بقولهم اصلبه اصلبه الحكمة العالمية تقول عدو عاقل تتعلم منه الحكمة خير من صديق جاهل_ لكن الواقع يقول.. اقتل هذا العدو العاقل.. وعش بجهلك.. قرير العين.. ولا تدع هذا الحكيم بحكمته ينغص حياتك. لذلك قال الجاهل فى قلبه ليس إله.. حتى لا يخضع ذلته للوصية ويشعر بتأنيب الضمير من حين لآخر مشكلة هذا الفريق _ فريق آخاب الشرير أنه إن كانت الحكمة تقول عوض أن تلعن الظلام أضئ شمعة.. لكن هذا الفريق يقول أطفأ الشمعة واقضى بقية حياتك فى الظلام_ النفسى والفكرى والروحى لذلك قالها الكتاب المقدس بصراحة أحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة، أحد أسرار متاعب الإنسان هو التكويش.
تقول فى الصلاة الربانية خبزنا كفافنا أعطينا اليوم_ ويقول بولس الرسول إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما. أما الذى يريد أن يكون لديه مخازن ملآنة.. مع أنه لن يستفيد منها شيئاً.
فالغنى الغبى هدم المخازن ووسع ظناً منه أن الحياة الأرضية (دائمة) لكن لم يدرك أنها زائلة إلا حينما أخذت نفسه منه.
أما جيحزى تلميذ أليشع فظن أن الشهوة هى فى أستحواذ الحرير والذهب من نعمان السريانى ونسى أن هناك متعلقات أخرى مرتبطة بهذه الشهوة وهى المرض لذلك كان البرص من نصيبه ويتساءل السيد المسيح فيقول لهؤلاء أليست الحياة أفضل من اللباس أو المقتنيات أيهما أهم عندك.
يا عزيزى أن يكون لديك ملابس أنيقة آخر الموضة.. أم أن يكون صحتك متناسقة بعضها مع بعض.
أحبائى.. إن سمعتم صوته لا تقسوا القلب ولا تختاروا لأنفسكم بل دع الله يختار لك كما أختار لإبراهيم أب الآباء فكسب كل شئ_ أما لوط الذى أختار لنفسه ففقد كل شئ.