|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة يكون عائقاً للفضيلة إن أهملنا خلاصناً هذا مقدراه في ميلاد السيد المسيح ، نتذكره أنه جاء لخلاصنا . وقال إنه : " جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك "{لو10:9}. ولهذا فإن سمعان الشيخ ، لما رأي في ميلاد الرب تباشير الخلاص ، قال " الآن يارب تطلق عبدك بسلام ، لأن عيني قد ابصرتا خلاصك "{لو30:2}. مع ان الخلاص لم يكن قد تم ، لكنه راي في الميلاد تباشير أو بداية هذا الخلاص . وبهذا الخلاص بشر الملاك الرعاة قائلاً " إنه قد ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب " {لو11:2}. ولهذا في ميلاد المسيح ، دعي إسمه يسوع أي مخلص ، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم {مت21:1}. *** ومع أن السيد المسيح جاء لخلاص العالم كله ، فإن العالم كله لم يخلص ، لأن البعض رفضوا هذا الخلاص !! " إلي خاصته جاء وخاصته لم تقلبه " " أضاء النور في الظلمة والظلمة لم تدركه " {يو1: 11، 5}. إذن أمامنا موضوعان هامان : الخلاص الذي جاء المسيح ليقدمه ، وقبول او رفض هذا الخلاص . " الذين قبلوه اعطاهم سلطاناً أن يصيروا اولاد الله "{يو11:1}. *** وفي نفس الوقت رفض هذا الخلاص من الكتبة والفريسيين والصدوقيين والناموسيين ، والكهنة ورؤساء الشعب وغيرهم. لما سمع هيرودس الملك بميلاد المسيح " اضطرب وجميع أورشليم معه "{مت3:2}. ودبر مؤامرة لقتله ، ولو أدي الأمر أن يقتل كل أطفال بين لحم . أنه لم يفرح بهذا الخلاص الأتي ، ولم يؤمن به !! وهكذا يحذرنا الرسول قائلاً : " كيف ننجو ، إن أهملنا خلاصنا هذا مقدراه ؟!{عب4:2}. هذا الخلاص الذي تنبأ عنه انبياء كثيرون ، ووردت عنه العديد من الرموز ، وانتظرته أجيال طويلة .. حينئذ يقف أمامنا سؤال هام : ما موقفنا من هذا الخلاص ؟ *** لا تقل : هل الله يريدني أن أخلص أم لا ؟ فالله يريد أن الجميع يخاصون ، وإلي معرفة الحق يرجعون "{1تي4:2}. والمهم هو أنك تريد أن تخلص .. كما كان الرب يسأل المريض أحياناً " اتريد أن تبرأ "{يو6:5}. لأن هناك مرضي يحبون المرض ولا يريدون الشفاء ، كما قيل : " أحب الناس الظلمة أكثر من النور ، لأن اعمالهم كانت شريرة "{يو19:3}. الذين يحبون الظلمة ، ولا يحبون أن يخلصوا ، إن أراد الرب أن يخلصهم من خطاياهم ، يرفضون ويتمسكون بها بالأكثر !! *** وهذا يذكرنا ببكاء المسيح علي أورشليم ، وحينما قال لها " يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها ، كم اردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، ولم تريدوا .."{مت27:23}. انظروا ماذا يقول ؟ كم مرة اردت .. ولم تريدوا !! وذلك كانت النتيجة " هوذا بيتكم يترك لكم خراباً " . إنه العتاب الذي عاتب به الرب شعبه منذ القديم ، واشهد عليه السماء والأرض ، وأنشذ له نشيد الكرمة ، وقال " أحكموا بيني وبين كرمي . ماذا يصنع لكرمي ، وأنا لم اصنعه ؟! {أش5: 3، 4}. *** إنها قاعدة يجب أن نعرفها في الخلاص الذي يقدمه الرب . الرب يقدم الخلاص . ولكن لا يرغم أحداً علي قبوله . الله يريد القلب ، يريد الحب ، ولا يجذب أحداً إليه بالعنف إطلاقاً . إنه يترك الأمر لإحتيار البشر ،ويقول " قد جعلت قدامك الحياة والموت ، البركة واللعنة ، فأختر الحياة لكي تحيا "{تث30: 19 ، 15}. الله يرشد وينصح ، وتبقي الإرادة كلها في يدك ، تعمل اولا تعمل ، تقبل أولا تقبل . هو واقف علي الباب يقرع {رؤ20:3}. وأنت حر ، تفتح أو لا تفتح ... وهكذا حدث مع عذراء النشيد ، قرع علي بابها طويلاً ، وأنتظر حتي إمتلأ رأسه من الطل ، وقصصه من ندي الليل ، وخاطبها بأرق العبارات ، ولكنها أعتذرت عن فتح بابها ، وتأخرت ، فكانت النتيجة أنه : تجول وعبر "{نش5: 2- 6}. وهكذا نتيجة حريتها فقدت الحياة مع الله فترة ، ثم عادت بعدها ورجعت إليه . *** إن دم السيد المسيح كفارة غير محدودة ، كاف لمغفرة جميع الخطايا ، لجميع الناس ، في جميع العصور . ومع ذلك لم يخلص الكل , والسبب راجع إليهم هم . النعمة مستعدة أن تعمل مع كل واحد ، ولكن ليس الجميع يستسلمون لعمل النعمة .. الروح القدس مستعد أن يهب القوة للكل ويعمل فيهم ، ولكن ليس الكل يشتركون مع الروح القس في العمل . الخلاص مقدم للجميع . ولكن كثيرون لاهون عن خلاصهم .. فلماذا كل هذا ؟ أول سبب يضيع خلاص الإنسان هو محبته للخطية . محبة الجسد والمادة والأشياء التي في العالم . الناس يهتمون بأجسادهم أكثر مما يهتمون بأروحهم . عقلهم ينشغل بالعالم وليس بالسماويات . فتتعلق قلوبهم بالدنيا وما فيها ، ويركزون فيها رغباتهم . وهكذا لا يصبح القلب لله . وتتدرج علاقتهم بالخطية : وقد تصبح الخطية عادة ، وتسيطر . وقد تصبح شهوة ويستعبد الإنسان لها . *** وبتدرج الإنسان من محبة الخطية إلي العبودية لها . يدخل في حالة من السبي ، حتي أنه يفقد إرادته تماماً . وقد شرح القديس بولس الرسول هذه الحالة فقال " ... الشر الذي أريده ، إياه أفعل .. فلست بعد افعله أنا ، بل الخطية الساكنة في .. أري ناموساً في أعضائي يحارب ناموس ذهني ، ويسبيني إلي ناموس الخطية ..."{رو7: 19- 32}. إذا ليس المهم فقط ، الخلاص من العقوبة . إنما الأصل والأهم هو الخلاص من الخطية . ضع أمامك إذن كيف تخلص من الخطية ، وتصل إلي التوبة ، وإلي النقاوة ، وإلي محبة الله . وهذا ما ينبغي أن تفكر فيه من بداية سنة جديدة ، فتكون لك حياة مع الله .. *** كثيرون يفقدون الخلاص لأن نظرتهم تغيرت . نظرته للروحيان تغيرت ، نظرته إلي الله نفسه تغيرت . لم يعد له الإهتمام الأول ، ولا الحماس السابق . بل لم تعد له لذة في العشرة مه الله . وقد يصلي ، ويقرأ الكتاب ، ويحضر القداسات والإجتماعات . ولكن بغير روح . *** وربما نظرته إلي الخطية أيضاً قد تغيرت : وأصبح الضمير واسعاً ، ويبتلع أشياء كثيرة . وهكذا صار في أعمال عديدة يفقد حرصه وإحتراسه ، ويفقد تدقيقه ، وبالوقت يصل إلي الإستهانة واللامبالاة . اي يرتكب الخطية بلا مبالاة ، ونفس الإستهانة في صلواته وعبادته ... *** وبمرور الوقت تختفي مخافة الله من قلبه . وإذا بعبارات الله حنون محب غفور طيب ، تجعله لا يبالي ، كأنما يستغل محبة الله استغلالاً سيئاً في كسر وصايا الله بدون خوف . وهنا يقف أمامه قول الرسول عن العلاقة بالرب " أم تستهين بغني لطفه وإمهاله وطول أناته ، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلي التوبة "{رو4:2}. *** وهذه الإستهانة تجعله بفقد الجدية في حياته الروحية . لا ينظر إلي وصايا الله في جدية ، ولا يعترف ويتناول في جدية . ويمكن أن يتناول ويخطئ مباشرة ، بلا خجل ، بغير مخافة لله ، ولا هيبة ولا خشية !! وبلا إهتمام .. لا يضع في ذهنه أن الله يراه ، وأن أرواح الملائكة وأرواح معارفه الذين انتقلوا تراه !! يصاب ببرودة في حواسه الروحية ، فتتبلد ! وهذا النوع ربما يسمع العظات فلا يتأثر ، ويقرأ عن لروحيات فلا يتأثر . بل تتحول الروحيات عنده إلي معلومات تزيد معرفه ، وليست إلي مناخس تنخس قلبه وضميره ... *** ويفقده الواعز الداخلي ، تفقد الدوافع الخارجية تأثيرها . لأنها لا تجد في داخله ما يقبلها وينفعل بها ، أو لأنه تعودها . كما يتعود مريض دواء معيناً ، فيفقد الدواء تاثيره عليه . وهكذا تدخل حياته في فتور روحي ، أو في بروده روحية ، وقد يبعد حياة الروح تماماً . ولا يفكر مقطلقا في خلاص نفسه . وإن ناداه الرب ، لا يجد في قلبه صدي ، إذ قد وصل إلي قساوة القلب التي حذر منها الرسول قائلاً : " إن سمعتم صوته ، فلا تقسوا قلوبكم "{عب3: 7، 15}. وحتي هذا الإنسان ، تحاول النعمة ان تجذبه . وقد يسمع صوت الله فيتأثر به ، ويود ان يرجع إلي الحياة مع الله . ولكنه يدخل في صراع داخلي . ويصبح مثل إنسان مشلول يريد أن يقف ، فلا تقوي قدماه علي ذلك . *** وهكذا يبرر رفضه للخلاص بعنصر التاجيل . تماماً مثل فيلكس الوالي ، الذي إرتعب لما سمع بولس الرسول يتحدث عن البر والدينوينة والتعفف . ولكنه قاوم التأثير الروحي بقوله للرسول " اذهب الآن ، ومتي حصلت علي وقت أستدعيك "{أع25:24}. *** بالإضافة إلي كل هذا ، توجد الحروب الخارجية . التي تنتهز الضعف الداخاي ، فتهجم وتضغط . وتفتح أمامه أبواباً واسعة للخطية طالما اشتهاها من قبل وما كان يجدها .. وإن حاول أن يضع أمامه قول الرسول " لا تشاكلوا أهل هذا الدهر ، بل تغيروا عن شكلكم يتجديد اذهانكم "{رو12: 2}. يصور له العدو صعوبة التغير ، وردود الفعل في الوسط الذي يعيش فيه . وماذا يقول الناس عنه ، وقد تعودوا عليه في صورة معينة !! |
12 - 05 - 2012, 07:52 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
موضوع جميل جدا ومشاركة مميزة ربنا يبارك خدمتك الجميله ميرسي كتيييييير |
||||
24 - 08 - 2016, 11:31 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة يكون عائقاً للفضيلة إن أهملنا خلاصناً هذا
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|