|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إستفانوس وسر عظمته حين ندرس حياة إستفانوس نجد التميّز الواضح فيها، فهذا الشاب توافرت فيه بعض الصفات التي حين تجتمع في شخص ما تجعله قريب الشبه بسيده فما هي هذه الصفات والتي اجتمعت في شخص إستفانوس. 1. كان مملوّاًً إيمانا كان إستفانوس عظيماً في إيمانه، ويمكننا أن نرى إيمانه في صور متعددة، كان قد آمن بالسيد المسيح مخلصاً لحياته، على أنه خطى خطوة أعمق في حياة إيمانه فقد آمن بالذي قال "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي" (يوحنا 14 : 12). وتحول هذا الإيمان إلى حقيقة واقعة في حياته فشهدت حياته كيف "كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي الشَّعْبِ" (أعمال 6 : 8). خطوة أخرى في حياة الإيمان عاشها إستفانوس، هي الإيمان الذي يرى ما لا يُرى، لقد فهم إستفانوس معنى أن الإيمان هو " "الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى، وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى" (العبرانيين 11 : 1). عرف أن الإيمان ليس قفزة نحو المجهول، لكنه خطوة واثقة معتمدة على نعمة الله الممنوحة لنا في المسيح، الذي أبطل الموت وأنار لنا الحياة والخلود. (2تيموثاوس1 : 10). نعم لقد كان إيمان إستفانوس يخترق الطبيعة البشرية المحدودة، لقد رأى ما لم يره الكهنة ورجال الدين، فحين رأى الكهنة والشعب أمامهم دفاع إستفانوس وفصاحة أسلوبه المعتمد على الحقائق الكتابية "حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ. وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ" (أعمال 7 : 54 - 56). على أنه في خطوة إيمان أعمق كانت تضحيته بحياته، ذلك الإيمان الذي قاده إلى الموت رجماً، لكنه كان يعلم أن مَن يؤمن بالابن فله حياة أبدية، ولن يهلك إلى الأبد ( يوحنا 34 : 36). كان إستفانوس مؤمناً بمن قال "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" ( يوحنا 11: 25). فحتى إذا تعرض للموت الجسدي فهو لم يعد يخشى من له سلطان أن يُهِلك الجسد. آمن إستفانوس بيسوع الممجد، ومات وهو يرى مجد الله و يسوع قائماً عن يمين الله، نعم لقد رأى ما لم يره أحد غيره. 2. كان مملوّاً من الروح القدس كان إستفانوس إنساناً عرف معنى الامتلاء بالروح القدس، إذ أعطي السيادة الكاملة للرب على حياته، فشهدت حياته ثمر الروح القدس، وشهد له الكتاب المقدس بأنه كان رجلاً مملوّاً بالروح القدس. يؤمن المسيحيون أن الحياة المسيحية حياة خارقة للطبيعة، وهي كما أنها مستحيلة لأي إنسان أن يحياها، إلا أن كل شخص أختبر الحياة مع الله وآمن بالسيد المسيح يستطيع أن يتمتع بهذه الحياة الخارقة من خلال قوة الروح القدس، فحين يرتبط الإنسان بالله ويأتي إليه تائباً نادماً ومعترفاً بخطاياه، ويقبل مُلك المسيح على حياته، فإن الروح القدس يأتي ويجعل من هذا الإنسان هيكلاً لسكناه، يكتب الرسول بولس قائلاً "أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" (1كورنثوس 3 : 16).فسكنى الروح القدس أمر يتمتع به كل مسيحي مولود من الله. لكن رغبة قلب الله ليست هي أن نصبح أولاده، وأن يسكن الروح القدس حياتنا فقط، بل أن نمتلئ بالروح القدس، لذلك تأتي هذه الرغبة في صيغة الأمر "امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ" (أفسس 5 : 18). والملء بالروح القدس يعني الامتلاء بحياة المسيح والتشبه به، الحياة تحت قيادة المسيح وطاعته، يعني الامتلاء بثمر الروح. يستطيع كل مسيحي مولود من الله أن يمتلئ من الروح القدس، وذلك بأن يأتي إلى الله معترفاً له بأي خطية جعلته يبتعد عن قيادة المسيح الكاملة لحياته، ويطلب من الله أن يتربع على عرش الحياة مرة أخرى، وهكذا يمتلئ بالروح القدس الذي يفيض فيه بثمر الروح. ولكي يظل الإنسان ممتلئاً من الروح القدس يجب أن يعطي المسيح السيادة باستمرار على حياته، فمن السهل أن يتحول الإنسان الروحي إلى إنسان جسدي حين لا يعطي السيادة الكاملة للمسيح على عرش حياته، ووقتها تظهر في حياته كل صفات المؤمن الجسدي التي يصفها الرسول بولس قـائلاً: " لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟" (1كورنثوس 3 :1-3). إن حياة الملء حياة فيّاضة، تظهر في تغيير أسلوب الإنسان فعلى المستوى البشري تكون علاقته مع أخوته هي علاقة المحبة والخضوع، وعلى مستوى العلاقة مع الله يظهر التمجيد والشكر لله كل حين، يقول الكتاب المقدس "امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّهِ وَالآبِ. خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ" (أفسس 5: 18 – 21). إن حياة الإنسان الممتلئ تُظهر ثمر الروح الذي هو "مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ" (غلاطية 5 : 22). * عزيزي : هل اختبرت حياة الملء بالروح القدس؟ هل لك هذه الحياة الفيّاضة الممتلئة بثمر الروح؟ إن لم تكن تمتع بهذه الحياة، تعال الأن طائعاً لأمر الله "امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ" (أفسس 5: 18). واثقاً في وعده "وَهَذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئاً حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا. وَإِنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا يَسْمَعُ لَنَا، نَعْلَمُ أَنَّ لَنَا الطِّلْبَاتِ الَّتِي طَلَبْنَاهَا مِنْهُ" (1 يوحنا 5: 14 - 15). صلِّ طالباً الملء من الله، وثق أنه سيمنحه لك إن طلبت بإيمان واثقاً في وعده. 3. كان مملوّاً من القوة والحكمة كانت حياة إستفانوس تشهد بالقوة، فصنع الكثير من الآيات والعجائب، كما أنه كان مشهوداً له بالحكمة، وقد عجز أعدائه عن مقاومة كلام الحكمة الذي كان ينطق به، وحقاً قال الرسول يعقوب في رسالته "وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ، الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ" (يعقوب 1 : 5). وقد كانت حكمة إستفانوس من عند الله. تختلف الحكمة عن المعرفة، فقد تكون عليماً ببواطن الأمور، وتجمع أطراف المعرفة في شتى مجالاتها، لكن الحكمة هي في كيفية استخدام هذه المعرفة، وتتمثل حكمة إستفانوس في أنه كان يعرف أن يستخدم ما يعرفه، وكانت حجته التي يحاجج بها علماء مجامع اليهود لا يُرد عليها، فكان في كل محاوراته معهم يفحمهم، ويعجزوا عن الرد عليه أو مجاراته ومجاوبته. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نسبح الله علي كثرة عظمته فهو عظيم جدًا يفوق عظمته كل شيء على الأرض |
إستفانوس وشهادته |
إستفانوس وحياته |
إستفانوس من هو؟ |
شخصية إستفانوس |