|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكاهن يجب أن يكون أولا صديق الله ومتمتعا بخبرة شخصية مع الله لأن الناس ينظرون إليه بأنه أيقونة المسيح الحيّ، يريدونه على مثال يسوع المسيح، الكاهن الأعظم، بلا عيب ومنزها عن الخطيئة ومختلفا عن سائر البشر. فالكاهن يقول لرعيته قول بولس الرسول : "تَشبّهوا بي كما أتشبّه أنا بالمسيح" ( 1كورنثوس 1:11).. فالكثيرون يحكمون على الكنيسة من رؤيتهم لرعاتها والبعض يتركون الصلاة بسبب من القيّمين عليها. تَشدّد الأسقف عند الرسامة هو الضمأن الوحيد لاختيار أنسأن وقور والوقوف أمام الضغوط التي تمارسها فئات عديدة وأهمها السياسيون. أن الراعي يحب خرافه ويعرفهم ويجعلهم يعرفوه، لذا ليس بمقدور أحد أن يكون كاهنا ومرشدا وأبا روحيا ما لم يحب رعيته ويضحي من أجل كل واحد من أفرادها ويكون مثلا لهم. أيضاَ كذلك ليس بمقدور أحد أن يكون مرشدا وأبا روحيا ما لم يكن ممتلئا من الروح القدس، هذه الموهبة الخاصة ينالها الكاهن عند رسامته وهي تخوله قيادة شعب الله إلى يسوع المسيح، هناك بعض الصفات التي يجب أن يتصف بها الكاهن سأوضحها على الشكل التالي:- - أن يكون نوراَ للعالم وملحاَ للأرض وخميرة في العجين. - أن يكون شاهداَ للمسيح في كل مواقفه وتصرفاته يقرب التعليم بالعمل. - أن يكون عفيفاَ في إحتكاكه بالعالم . - أن يكون مقداماَ ومسامحاَ يؤدي رسالته دون الألتفات الى أقاويل الناس. - أن يكون قائداَ يسير في الطليعة في قضايا الساعة من أجل الحق والحرية والعدالة والسلام. - أن يكون نشيطاَ يدفع بالنفوس السخية الى البذل والعطاء في خدمة الأنجيل. - أن يكون قادراَ على التكيف مع متطلبات العصر ليقدم الأنجيل بلغة العصر. - أن يكون متواضعاَ لا يمتد بنفسه ولا يستعلي أو يستكبر. - أن يكون معزياَ للحزأنى وجابراَ لمنكسري القلوب وطبيباَ للمرضى. - أن يكون منفتحاَ على مشاكل الناس يعالجها على ضوء الأنجيل. - أن يكون صديقاَ لأبناء رعيته يرتاحون له كلما قصدوه. - أن يكون خادماَ أميناَ يعمل في الصمت دون أنتظار الأجر. - أن يكون ذا محبة شاملة لجميع الناس على اختلاف أديأنهم ومعتقداتهم ومواهبهم. - أن يكون فقيراَ ومتجرداَ من المال ليستطيع أن يكون قريباَ من الفقراء. - أن يكون حليماَ ومسالماَ يزرع الفرح والسلام أينما حل. - أن يكون رجل الله يجسد من حياته قيم الروح في عالم المادة. - أن يكون مخبأ يضحي براحته في سبيل الأخرين ويبذل نفسه عن الخراف. - أن يكون متفأنياَ في خدمة النفوس يذهب في طلب الخروف الضال، وغيوراَ على مجد الله وخير الكنيسة. - أن يكون شجاعاَ لا يخاف أن يقول كلمة الحق بوجه الظلم وأن اضطرالى إتخاذ القرار. - أن يكون ذا ثقافة واسعة تمكنه من الأنفتاح على معضلات العالم. - أن يكون متفهماَ لأمال الشبيبة وتطلعاتها ويصب الى حاجاتها وأمأنيها. - أن يكون وحدوياَ تطيعه الروح المسكونية يعمل من أجل التحام قطيع المسيح. اجل ليس من أنسأن في العالم قرأ كل كتب آبائنا، وليس من كاهن رعية عديلاً لأي كاهن آخر في المعرفة، ولكن ثمّة معلومات أساسيّة يطلبها المؤمن بحسب قول بطرس: "كونوا مستعدّين لمجاوبة كل واحد على رجاء الثقة التي فينا" (1بطرس 15:3). غير أن من تغاضى عن الأساسيات لا يقدر أن يواجه العلمأنيين بما يطلبونه من هذه الأساسيات.وهنا لا فرقا بين كاهن المدينة وكاهن قرية صغيرة اذ صارت القرى عندنا مدنًا مصغّرة فيها مثقفون. تأسيساً على هذا عندنا اليوم في الكنائس كهنة حملة دكتوراه في كل مكأن. ولا نرى أحداً منهم يستعلي بسببٍ من علمه. والثقافة الدينيّة عند المسؤولين تتطلّب من الكاهن مطالعة دائمة. الكاهن أنسأن قَرّاء على مدى الحياة ليس فقط ليفرح ولكن ليعطي. أن الكاهن عليه أن يحدد كيف يملأ حياته وعقله ووجدأنه وأيامه بما يصونه من الأنزلاق في حضارة المتعة . . أن العلاقة بين الكاهن وبين كلمات الكتاب المقدسة ليس علاقته بأي علم آخر ، أنها ليست نصوصاً للحفظ ، بل هي كلمات حياة نور . الكاهن الوقور المُحب لشعبه يطمح الى القداسة والمعرفة معاً حتى يبقى ينبوعاً زاخرًا لهؤلاء الذين أُوكلوا اليه ليصيروا على صورة المعلّم الإلهي. الكاهن إلى الأبد لم يكن مسيحاً آخر ولكن هو بالفعل والحقيقة مسيحٌ يحمل السلام، الحب، التعزية، الرجاء، المفغرة، الشفاء، ويملك السلطأن على الأرواح كافّة. النقاط التي ستقرأها تفسّر لنا هذه الرسالة السامية، رسالة الحب والعطاء من دون حدود ومن دون توقّف، وهذه الرسالة موضحة بالتفصيل بالنقاط التالية:- - أنت تقوم بالخدمة لا بأسمك الشخصيّ بل بأسم المسيح. - أنت ممتلئٌء من الروح القدس بفضل الموهبة التي أنسكبت عليك يوم السيامة. - أنت، منذ أن صرت كاهناً لا تعيش لنفسك بل للمسيح "لا أحيا أنا بل المسيح". - أنت مقدِّم الذبيحة ومأنح المغفرة باسم يسوع " أعطيتكم السلطأن أن تغفروا الخطايا جميع ما تحلونه على الارض يكون محلولاً في السماء وجميع ما تربطونه على الارض يكون مربوطاً في السماء"؛ - أنت مدعوٌّ من الله إلى خدمة النفوس بتكريس ذاتك كلياً له. - أنت مسؤول عن تضميد الجراح. عليك أن تجبر قلب الكسير وتطمئن النفس المضطربة، وتحرّر من استعبدتهم الخطيئة والميول والشهوات وتحمل تعزية المسيح وسلامه إلى من فقدهما. - أنت محطّ أنظار الآخرين لينظروا فيك الوجه النيِّر الذي يعكس صورة المسيح كما وأنت الآذأن الصاغية لآهات المتألّمين والآفات المختلفة فيتسنّى له تسوية الخلافات الناشئة بين طبقات الشعب. - أنت فوق كل ذلك المنادي بالتوبة والتكفير المقدِّسَيْن وصدى لصوت المسيح فاجعل كلامك يفيض حكمةً فيرتوي منه العطشأن. - أنت بأني جسر التواصل بين الأنسان والله على مثال المسيح الذي شقّ الطريق من السماء الى الأرض. - أنت حامل يسوع الكاهن الأسمى نبع كلّ قداسة ومغفرة، لقداستك الشخصيّة وقداسة الآخرين. - ففي منح سرّ العماد تردّد ما قاله هو " أنا أعمّدكَ باسم الآب والابن والروح القدس" فيولد الطفل إلى حياة جديدة في المسيح الذي قدّسه". وفي الإفخارستيّا تقول: خذوا كلوا هذا جسدي الذي يكسر، خذوا اشربوا هذا دمي الذي يسفك عنكم وعن الناس أجمعين. فلنمارس خدمتنا بخوف ورعدة، برصأنةٍ وتقوى. - أنت هو" خادم الأسرار"، أُعطيت كثيراً ليُطلب منك الكثير والويل، يومَ الحساب، لمن يدفن فضة سيّده. (أعطني حساب وكالتي) - أنت هو رسول الحقّ والمحبّة. عليك أن تؤدّي حساباً عن حياتك وتصرفاتك وأمأنتك. - أنت هو " موزِّع النعم " المستمدَّة من أبي النعم فيجب عليك أن تكون ممتلئَا بها وما أتعسك أن كنت فارغاً منها. - أنت هو صورة حقيقيّ عن المسيح الكاهن " فما أتعسك أن كنت تشوّه هذه الصورة، وكيف يمكنك أن تعوّض عنها. - أنت هو الصوت الصارخ في بريّة الأيّام التي تتخبّط في مهبّ عواصف الأهواء والنزوات والشهوات. - أنت هو يا من تحمل سلام المسيح بفرح وابتسامته وتفرّح بهما مَنْ حولك. ياترى ماهى الثمار التى يطلبها الرب من خادمه؟ هل هى مبأنى، رحلات، نمو كنيسته عددياً، مساعدات مادية ومعنوية للمحتاجين، أو تكوين ثقافى؟ كل هذا مطلوب وضرورى، ولكن الأهــم هو أن يكون خادمه نفسه مملوء ومـًحمــل بالثمـــــار، وليس كالصنج الذى يرن أو النحاس الذى يطن ، فيكون فارغا ً داخليا ً، ويظن أنه يعطى ثمـــــارا ً وماهى إلا قشور، يستطيع أن يعطيها أى انسأن غيره، ويعيش فى رتابة الحياة وتنتهى حياته بدون أن يثمر ثمارا ً حسب أرادة ألله . - والثمار التى يطلبها الرب من خادمه ، هى أن يقتنى خادمه فضيلة تلو الأخرى فينمو فى المحبة والحكمة والفطنة تجاه رعيته ، ويتحلى بالصبر والأحتمال أثناء التجارب والأضطهادات ، زاهــــدا ً عن روح العالم المادى . يعطى بسخاء وبدون ملل ويفرح فى خدمته ، عاملا ً مساعدا ً بناءا ً لأخوته الكهنة وليس هداما ً ، فيحــافظ على كرامة أخوته ويقوى ضعيف النفس ، ويستر كثير من العيوب التى يراها ، ولايظن أنه أفضل من الأخرين ، ساعيا ً دائما ً لتقوية روابط الأخوة بين أخوته فتشم منه رائحة المسيح الذكية . وكذلك أن تكون غيرته قوية فى بناء رعيته روحيا ً ، فيكـون فيهم الضمير الواعى الحساس تجــــاه شناعة الخطيئة ومحبة الله ، وصداقة الكتاب المقدس ، فلا يبخل بشىء من وقته وصحته ، وخبرته الروحية والثقافية فيكون صفوفا ً من الخدام روحيا ً ونفسيا ً وكتابيا ً لخدمة كنيسته ، وبذلك يخـــلق جو من السلام والمحبة فى كنيسته. وهذة الثمار تكون سبب سروره وأفتخاره أمام عرش النعمة ، فيستحق أن يسمع صوت الرب القـائل " نعما ً أيها العبد الصالح والأمين ، كنت أمينـــا ً على القليل فسأ قيمك على الكثير أدخــل إلى فرح سيدك .." . أخى أن الثمار التى تحملها الأن فى حياتك هى التى ستقدمها للرب بعد مماتك . الحقيقة الكاهن يحتاج الى وقت لتحقيق ذاته ،والصلاة، والتوبة والاهتداء ، يفكر دائماً بالله ونفسه والآخرين . خارج عن هذه الامور يصير الكاهن مهندس فني أي تقني الرعاية، فخدمة الصلاة والكلمة أهم بكثير من خدمة الموائد. - فالأنفتاح على الجماعة اهم بكثير من الاهتمام بمصالح خاصة مهما كأنت مبررة. - العمل مع الجماعة أهم بكثير من العمل وحيداً مهما كأن العمل ممتازاً لأن المشاركة بحد ذاتها أهم من العمل. أخوتي المؤمنين في نهاية هذه الصفات التي يجب على الكاهن أن يعيشها أنطلاقاً من خبرته الرعوية اتمنى للجميع التوفيق في حياتهم وعيش عمق الدعوة الكهنوتية فالكهنوت أولاً وقبل كل شيء هو مسؤولية وخدمة كرازية فالكنيسة من طبعها مرسله لتواصل رسالة الرب يسوع المسيح الفادي التي ائتُمنت عليها لتشمل البشرية كافة عاملةً على تقوية حياة الايمأن وتنشيط الحياة المسيحية بين ابنائها ومن جهة اخرى تعلن أنجيل المسيح الى جميع الشعوب لغاية واحدة وهي خدمة الأنسأن باظهار محبة الله في المسيح يسوع الذي اعاد بالصليب الأنسأن الى كرامته ومعنى وجوده في العالم وختاماَ :- يا أخوتي الكهنة أطلب منكم أن تمتلئوا من الروح القدس لتستطيعوا قيادة الشعب إلى الله لأنه يتعذر علينا بدونه، أن نعيش مع المسيح وفي المسيح، وبدونه لن نتمكن أبدا من أن نكون آباء ومرشدين ووسطاء لأخوتنا البشر أمام عرش الله. لقد أنعم الله عليكم واختاركم لتكونوا خلفاء رسله فكونوا على قدرهذه المسؤولية وليتمجد الله في كل ما تفعلونه. البابا شنودة الثالث |
19 - 09 - 2013, 06:02 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: صفات وشخصية الكاهن
شكرا يا رامز ربنايعوض تعبك
|
|||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صفات وعمل وعلاقات الأب الكاهن | محاضرة قداسة البابا تواضروس الثاني |
الكاهن له ثلاثة صفات |
سلوك وشخصية كلب السلوقي |
الكهنوت و صفات الكاهن |
توجد صفات كثيرة يجب أن يتحلى بها الكاهن |