|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحميا رجل الصلاة تميّز نحميا بحياة الصلاة، فتبدأ قصته بمعرفة ما وصل إليه حال إخوته وشعبه ومدينته من تدهور وعار ومآسِ، وكان رد فعله الطبيعي أنه حزن حزناً عميقاً، لكنه بدلاً من أن يُحبط أو يفشل أو يلجأ إلى وضع خطط إنسانية، لجأ إلى الله، يقول "فَلَمَّا سَمِعْتُ هَذَا الْكَلاَمَ جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أَيَّاماً وَصُمْتُ وَصَلَّيْتُ أَمَامَ إِلَهِ السَّمَاءِ" (نحميا 1: 4). كُتِب عن نحميا أنه صلَّى لله نحو ما يزيد عن عشر مرات خلال سِفره. نراه يصلي عندما أزعجته الأخبار السيئة عما وصلت إليه حال بلاده، وسور مدينته المحبوبة (نحميا 1: 4)، وصلى –في قلبه- عندما سأله الملك أرتحشستا "مَاذَا طَالِبٌ أَنْتَ؟!" (نحميا 2: 4)، وصلى عندما واجهه أعداؤه بالاحتقار والسخرية (نحميا 4: 1-6)، وقبل أن يُقيم الحراسات، صلى (نحميا 4:7-9)، وحين اشتكى له الشعب عن مدى الظلم الاجتماعي الذي يئنون تحت وطأته نراه يُصلي (نحميا 5: 1-19)، ولما عرف بحيلة ومكر طوبيا وسنبلط أعدائه وما يحيكونه ضده من مكايد أتي لله مصلياً (نحميا 6: 9-14)، وحين يشجع الكهنة واللاويين والشعب على تبعية الله والسلوك حسب شريعته ووصاياه كان يصلي قبلها (نحميا 13: 14،22،29،31). إن ما يميز صلوات نحميا، لجاجته واستمراره في الصلاة، دون مللٍ، فقد استمر في صلاته الأولى ما يقرب من أربعة شهور كاملة، فحين سمع من حناني أخبار الأسوار المنهدمة، وابتدأ الصلاة كان ذلك في شهر كسلو، الذي يقابل شهر كانون الأول أي شهر ديسمبر، ولما وقف أمام الملك كان ذلك في شهر نيسان، الذي يقابل شهر مارس، كان نحميا يدرك قول السيد المسيح حين قال "يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" (لوقا 18: 1). كان نحميا يعرف كيف يصلي، وما يجب أن تكون عليه الصلاة المستجابة، فالصلاة المستجابة لابد وأن تشتمل على الاعتراف، يقول نحميا "لِتَسْمَعَ صَلاَةَ عَبْدِكَ الَّذِي يُصَلِّي إِلَيْكَ الآنَ نَهَاراً وَلَيْلاً لأَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبِيدِكَ، وَيَعْتَرِفُ بِخَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَخْطَأْنَا بِهَا إِلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا. لَقَدْ أَفْسَدْنَا أَمَامَكَ وَلَمْ نَحْفَظِ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَمَرْتَ بِهَا مُوسَى عَبْدَكَ" (نحميا 1: 6،7)، قارن (نحميا 9: 2-3). أدرك نحميا أن "مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ" (الأمثال 28 : 13). على أن صلوات نحميا تميّزت ليس فقط بالاعتراف بالخطايا، لكنها تميزت بمعرفة وعود الله والتمسك بها، اسمعه وهو يقول "اذْكُرِ الْكَلاَمَ الَّذِي أَمَرْتَ بِهِ مُوسَى عَبْدَكَ قَائِلاً: إِنْ خُنْتُمْ فَإِنِّي أُفَرِّقُكُمْ فِي الشُّعُوبِ، وَإِنْ رَجَعْتُمْ إِلَيَّ وَحَفِظْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمُوهَا - إِنْ كَانَ الْمَنْفِيُّونَ مِنْكُمْ فِي أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ فَمِنْ هُنَاكَ أَجْمَعُهُمْ وَآتِي بِهِمْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي اخْتَرْتُ لإِسْكَانِ اسْمِي فِيهِ" (نحميا 1: 8-9). عرف نحميا كيف تكون صلاته حياة، وحياته صلاة، وتنوعت صلواته بين الطول والقصر، بين المسموعة والغير مسموعة، حين سأله الملك "ماذا طالب أنت" يقول نحميا "فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلَهِ السَّمَاءِ " (نحميا 2: 4). لم يذكر لنا الوحي تفاصيل تلك الصلاة، لكننا رأينا استجابة الله السريعة الفورّية، وعلى قدر ما نحتاج لأوقات خاصة نختلي فيها مع إلهنا لنرفع له أصواتنا بالصلاة، على قدر ما نحتاج أيضاً لصلوات سريعة مختصرة، قد تكون صلاتنا همساً، أو أن الظروف و المواقف المختلفة لا تتيح لنا أن نمارس الصلاة بطريقتنا المعتادة، فلا نفشل، لأن الله يسمع لنا طلباتنا المُلِحة والعاجلة، بل إنه يسمع أيضاً تنهداتنا ويسرع لمعونتنا. إن الصلاة تغير قلب الإنسان، وتغير من نظرته للأمور، وتجعله مُهيأً لاستقبال وفهم ما يعمله الله، كما تمنحه أن يرى أعمال ومعجزات وتدخل الله في التاريخ وأيضاً وسط مشاكلنا الشخصية، كانت صلاة نحميا هي المفتاح الحقيقي لنجاحه خلال مسيرته، وقيادته الناجحة لبناء أسوار أورشليم، وعودة الروح لأبناء شعبه. |
09 - 09 - 2013, 07:42 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: نحميا رجل الصلاة
|
||||
10 - 09 - 2013, 08:37 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نحميا رجل الصلاة
شكرا على المرور
|
||||
|