النعمة تلك الكلمة الجميلة جدا" والتي حار في وصفها كبار لشعراء وأخذ منهم التفكير المضني في تخيلها والكتابة عنها . انها " النعمة " . نعم النعمة التي انتشلتنا من أعمق نقطة وصل اليها الانسان من فساد وانحطاط الى اعلى مكان . غريبة هذه النعمة وعجيبة ! كيف تجعل من أسوأ خاطىء أروع قديس , فكل الذين قابلتهم النعمة لم تتركهم كما هم بل غيّرتهم وصنعت منهم أناسا" آخرين . فحب الانسان لانسان آخر لايخرج عن كونه عاطفة وحب الانسان لله هو التعبّد . أمّا حب الله للانسان فهو النعمة , فكم من النعم يغمرنا بها الله .. يقول الكتاب المقدس : " اننا منه نحن جميعا" أخذنا ونعمة فوق نعمة . يالعظم هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون . فبالنعمة خلصنا وبالنعمة نسلك وأيضا" بها نعيش بل نقيم الى الابد .
ماذا نقول أيضا" وماذا نضيف ؟ هل نحن أهل لهذه النعمة ؟ أو هل نلناها عن استحقاق ؟ هي بصيص الاْمل في ظلمة هذا العالم المطبق . هي الرجاء لكل خاطىء تائب . فبفضل هذه النعمة أصبحت ما انا عليه الآن . فهي التي تقبلني دون أي شروط وترجعني الى الله , انها تفيض كنهر ينبع من قلب الله الى قلب الانسان . هي العطية المجانية التي يهبها لنا ربنا المعبود
دون مقابل , هي البداية التي نبدأ بها حياتنا وهي النهاية التي بها ننتهي . فأجمل مايفعله الرسول بولس في رسائله هوان يبدأها بالنعمة وينهي الرسالة بنفس النعمة . هذا هو الاعتراف الصحيح الخالد يااخوتي لكل مؤمن , ان النعمة قد وجدته ميتا" فجعلته حيّا" , وجدته تائها" بجوار أبواب الجحيم فقادته ,ادخلته أبواب السماء , هي التي أوجدت فكرة الفداء , هذه الفكرة كان من المستحيل على العدل أن يوجدها حسب قوانينه فأوجدتها رحمة الله . ماكان لأي خاطىء أن يطلب الهه
الا بالنعمة . انها الكفاية وقت الضعف والرافعة وقت الفشل هي الينبوع الذي لاينضب أبدا" .
اخي ,ان كنت تريد ا، تكون تعيسا" فانظر الى داخلك , وان كنت تريد ان ترتجف فانظر الى ماهو حولك , واذا أردت أن تكون سعيدا" فانظر الى فوق حيث مصدر النعمة المنسكبة في داخلنا لتزيل مصدر التعاسة وترينا الامور بصورة مختلفة
نعمة الله تفوق الوصف والتعبير فكم كتبت عنها مجلدات ونظمت في وصفها ترنيمات وتأملات وامتلأت بغناها قلوب وخلجات فابتهج أيها المؤمن لأن الله أعطاك نعمته العجيبة