|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الصلاة
للقديس يوحنا الذهبي الفم الأمر الذي لا يجهله أحد هو أن الصلاة هي سبب كل الخيرات وهي مرشد للخلاص والحياة الأبدية لهذا فإنه من الضروري أن نتكلم بكل ما نملك من قوة في هذا الموضوع. هذه العظة ستكون أكثر قبولاً لأولئك الذين إعتادوا أن يحيوا حياه الصلاة مهتمين بعباده الله أما الذين عاشوا في خمول وتركوا أنفسهم دون ممارسة أية صلاه فإنهم سينتبهون ويدركون مدى ما أصابهم من أضرار المتبقي من حياتهم لن يحرموا أنفسهم من الخلاص ( بالصلاة). بداية نقول أن الصلاة هي حقيقة أساسية بحيث إن كل من يصلي فهو يتحدث مع الله فأنت تتحدث مع الله على الرغم من أنك إنسان فان ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك. لكن أن يتقدم أحد إلي هذه الكرامة بالكلام فقط فهذا أمر غير مقبول لأن هذه الكرامة تسمو عظمه الملائكة هذا الأمر يدركه الملائكة أنفسهم يظهر الملائكة في نصوص الأنبياء وهم يقدمون تسابيحهم وصلواتهم إلي السيد الرب بخوف ورعده مغطين وجوهم وأرجلهم بورع ومخافة وهم يطيرون بغير أن يبقوا في سكون. هكذا يعلموننا أن ننسى طبيعتنا الإنسانية الفانية وقت الصلاة وننحصر في الغيرة المقدسة ومخافة الله غير مهتمين بالأمور الحاضرة ولكن علينا أن نتشجع ونقف في صفوف الملائكة لنؤدي نفس الصلاة معهم فنجنن نختلف عن الكائنات الملائكية في الطبيعة وأسلوب الحياة والحكمة والفهم، أما فيما يخص الصلاة فهو عمل مشترك بيننا ( وبينهم ) الصلاة تميزك عن الحيوانات غير العاقلة وتضمك إلي صفوف الملائكة وأسلوب حياتهم وكرامتهم ونبلهم وحكمتهم وفهمهم لو قضى حياته في الصلاة وعبادة الله. أي شيء أكثر براً من حديث الإنسان مع الله أي أمر أكثر بهاءاً أي شيء أكثر حكمة فلو أن أولئك الذين يتحدثون مع أناس حكماء سيصلون بالحديث المستمر معهم إلي التشبه بهم في أسلوب التفكير فماذا نقول عن أولئك الذين يلهجون بالصلاة لله ( دون إنقطاع ) ألا تملأهم الصلاة من كل حكمة وكل فضيلة وكل فهم وكل عفة ووداعة. هكذا لا نكون مخطئين إن قلنا إن الصلاة هي بداية كل فضيلة وكل قداسة ولا يستطيع شيء أكثر من الصلاة والتضرع أن يقود النفس الخالية من النعمة إلي التقوى والورع. فالمدينة غير المحصنة بأسوار من السهل جداً أن تقع في أيدي الأعداء هكذا أيضاً فإنه النفس غير المحاطة بأٍسوار الصلاة من السهل أن يسود عليها الشيطان ويملأها بكل خطية فهو عندما يرى النفس محتمية بالصلوات وقوية فإنه لن يتجرأ على الإقتراب منها لأنه يهرب من قوتا وثباتها فالصلوات هي التي تمنحها هذه القوة وهي التي تغذي النفس أكثر مما يغذ الخبز الجد. والأشخاص الملازمون للصلاة لا يحتملون أن يجوز في فكرهم أي شيء غير ملائم للصلاة، لأنهم يخجلون من الله الذين يتحدثون إليه فيصدون كل حيل المضاد على الفور لأنهم يعرفون حقيقة الخطية. لأنه ليس من المقبول أن يسلم الإنسان للشيطان ويفتح أبوابة للشهوات الردئية ويتيح للشيطان منفذاً إلي أعماقة التي كانت قبل ذلك بوقت قليل جداً موضعاً لحضور الله، هذا الإنسان الذي كان يتحدث مع الله لتوه ويطلب أن تدخل إلي داخل نفوسنا بينما نعمة الروح القدس قد أظهرت محبة وعناية فائقة بنا. إسمع كيف يكون هذا لا يستطيع الإنسان أن يتحدث مع الله بدون نعمه الروح القدس ولكي يستطيع الإنسان أن يحي ركبتية في الصلاة والتضرع فهو يحتاج إلي مؤازرة هذه النعمة التي يجب أن تكون حاضرة وهي التي تحتضن الجهادات الروحية فالحديث مع الله هو أمر سامي يفوق طاقة الإنسان لهذا فإنه يحتاج إلي نعمة الروح القدس لكي تهبه وتعطيه حكمة وتعرفه مقدار هذه الكرامة وعظمتها. إذن فعندما ما تدرك أنك تتحدث مع الله بنعمة الروح القدس وأن أبديتك مرتبطة بالصلاة التي تقدس النفس بواسطة الروح القدس فإنك لن تترك منفذاً للشيطان ليتسلل داخل نفسك. فكما أن أولئك الذين يتحدثون مع الملك ويتمتعون بحديث الشرف والكرامة لا يقبلون التحدث مع المتسولين هكذا فإن من يصلي إلي الله ويتحدث معه لا يقبل الدخل في حوار مع الشرير ويخطئ. لأن من يترك نفسه للشيطان وحماقته هو في الحقيقة عبد للشهوة لكن من يتضع ويحيا في القداسة فإنه يحيا مع الملائكة ويشتاق إلي طريقة حياتهم المجيدة لهذا فإن قال لي إنسان إن الصلاة هي قوة النفس فهو يدرك الحقيقة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دعاء للقديس يوحنا الذهبي الفم |
عظة عن الصلاة للقديس يوحنا الذهبي الفم |
صلاة للقديس يوحنا الذهبي الفم |
تأمل في عظة الفصح للقديس يوحنا الذهبي الفم |
أقوال للقديس يوحنا الذهبي الفم عن الصلاة |