|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة التواضع والوداعة10 الكبرياء والعظمة خطية مركبة تلد خطايا كثيرة بقلم قداسة : البابا شنودة الثالث المتكبر هو إنسان ضائع, ضيعته الذات وفي كبريائه يقع في عديد من الخطايا,وربما لايشعر بضياعه ولا بخطاياه بسبب كبريائه ويقول الكتاب: قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروحأم16:18فما هو هذا الكسر؟وما هذا السقوط الذي يتعرض له؟نذكر منه . مقاومة الله له قد يتعرض المتكبر لمقاومة كثيرين ممن ينفرون من كبريائه لأن الكبرياء خطية منفرة ولكن أصعب من هذا كله مقاومة الله له.كما قال يعقوب الرسول: يقاوم الله المستكبرين أما المتواضعون فيعطيهم نعمةيع4:6حقا ما أصعب هذا وما أخطر هذا!إنه أمر مرعب أن يقاوم الله لونا من مخلوقاته..!!والسبب هو الكبرياء. أول مخلوق قاوم الله,والله قاومه هو الشيطان: أراد الشيطان أن يرتفع فوق الكل,وأن يصير مثل اللهأش14:14.وفي سقوطه لم يتضع ولم ينسحق بل استمر في مقاومته وأسقط معه مجموعة من الملائكة من رتب عديدة صاروا جندا له.ينفذون معه خطته في مقاومة الله. ومازال الشيطان في مقاومته لله ولملكوته وفي مقاومته لأبناء الله..حتي أنه عندما يحل من سجنه سيخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرضرؤ20:7..بل يحاول أن يضل لو أمكن المختارين أيضامت24:24. وأخطر عدو في آخر الزمان,دعي أيضا مقاوما: أنه ضد المسيح Anti-Christ الذي قال عنه الرسول إنه سيكون سببا في الإرتداد العام الذي يسبق المجيء الثاني للسيد المسيح ووصفه بأنهإنسان الخطية ابن الهلاك المقاوم والمرتفع علي كل ما يدعي إلها أو معبودا حتي إنه يجلس في هيكل الله كإله مظهرا نفسه إنه إلهالذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم في الهالكين2تس2:1-10. من كبريائه يدعي الألوهية كمعلمة الشيطان ومن كبريائه يكون مرتفعا ومقاوما مثل الشيطان أيضا وتغريه الآيات والعجائب والقوة كمعلمه أيضا. لذلك يقاومه اللهويبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه2تس2:8 إن السيد المسيح كان يشفق علي الخطاة المنسحقين بينما يقاوم المستكبرين. لقد دافع عن المرأة الخاطئة الذليلة المضبوطة في ذات الفعل وقال لها:وأنا أيضا لا أدينك اذهبي ولاتخطئي أيضايو8:11...بينما قاوم الكتبة والفريسيين المتكبرين الذين نسوا خطاياهم وأرادوا رجم تلك المرأة وقال لهم الربمن كان منكم بلا خطية فليرمها بأول حجر. وأشفق السيد كذلك علي الخاطئة المنسحقة التي بللت قدميه بدموعها بينما وبخ الفريسي المتكبر الذي احتقرها وأدانها. وصلت كبرياء ذلك الفريسي إلي حد إنه شك في السيد المسيح نفسه له المجد!فقال في قلبه لو كان هذا الإنسان نبيا لعلم من هذه المرأة وما حالها إنها لخاطئةلو7:39فأراه السيد الرب أن تلك المرأة أفضل منه وأن كليهما مديونان أمام الله غير إنها تابت وهذا الفريسي لم يتب فاستحقت لذلك المغفرة. وقاوم الرب الكتبة والفريسيين لأنهم مراؤون ومتكبرون. صب الويلات علي أولئك الذين كانوا يحبون المتكآت الأولي في الولائم والمجالس الأولي في المجامع والتحيات في الأسواق...ويغلقون ملكوت السموات قدام الناس.فلاهم يدخلون ولايدعون الداخلين يدخلون ودعاهم قادة عميانمت23:13,27,6مت23:19,16. احذر إذن من أن تتكبر فيقاومك الله!! حقا ما أخطر ما قيل عن ذلك في سفر أشعياء: ورد فيه عن هذا الأمر:إن لرب الجنود يوما علي كل متعظم وعال وعلي كل مرتفع فيوضح وعلي كل أرز لبنان العالي المرتفع وعلي كل بلوط باشان وعلي كل الجبال العالية وعلي كل التلال المرتفعة وعلي كل برج عال وعلي كل سور منيع...فيخفض تشامخ الإنسان وتوضع رفعة الناس ويسمو الرب وحده في ذلك اليومأش2:12-17.فإن خفت أن يقف الرب ضدك ويقاومك تواضع لأنه يعطي المتواضعين نعمةيع4:6...ماذا في الكبرياء أيضا؟ تشامخ الروح: هناك كبرياء في ذاتها يشعر الإنسان فيها إنه كبير=عظمة وكبرياء أخري مقارنة إذ يقارن نفسه بغيره فيشعر أنه أكبر منه وقد ينمو عنده هذا الشعور حتي يظن أنه أكبر من الكل وإنه أفضل منهم وإنه يفوقهم جميعا!! وتنتقل به الكبرياء إلي المعاملة فينظر إلي الناس من فوق! فيتعاظم عليهم ويكلمهم بغير احترام بأسلوب منتفخ غير لائق ويفقد آداب التخاطب وآداب التعامل وربما يكونون أكبر منه سنا أو أعلي منه مقاما ولكنه في كبريائه وفي تعاظمه لايحترم أحدا ولايراعي شعور أحد!ألم يقل الكتاب عن إنسان الخطية إنهالمرتفع علي كل ما يدعي إلها!فكم بالأولي تعامله مع إنسان. بينما المتواضع يحترم الكل ولو كانوا أصغر منه أو أقل شأنا المتواضع يعامل الكل بالاحترام والآداب واللياقة حتي مرؤوسيه وتلاميذه بل وخدمه أيضا.. ولايحاول إطلاقا أن يخدش شعور أي إنسان مهما كان خاطئا أو مخطئا في تصرفه.. وهكذا تحدث السيد المسيح له المجد مع المرأة السامرية الخاطئة دون أن يجرح شعورها ولم يكلمها عن التوبة والتعفف والطهارة بل حدثها عن الماء الحي والسجود لله بالروح والحقيو4. أما المتكبر فإن تشامخه يقوده إلي خطية أخري وهي: الإدانة ومسك السيرة: في عدم احترام المتكبر يتكلم عنه بأسلوب غير لائق فيه الإدانة والشتائم وألفاظ التجريح والألفاظ القاسية كأنما غيره بلا شعور ولا إحساس أمامه!وفي كل ذلك ينسي قول الكتاب: لا شتامون...يرثون ملكوت الله1كو6:10, قد وضع الرسول هؤلاء الشتامين ضمن قائمة من أصحاب الخطايا البشعة كالظالمين والطماعين والسارقين والفسقة وعبدة الأصنام..!وربما المتكبر وهو يشتم غيره لايحسب أنه يرتكب إثما بشعا...وقد يظن إنه من حقه أن يشتم وأن يدين!وقد يضع شتائمه في قائمة الغيرة المقدسة والرغبة في الإصلاح أو التعليم! كبرياؤه تقوده إلي شيء آخر هو البر الذاتي. البر الذاتي المتكبر بار في عيني نفسه وقد يكون أيضا حكيما في عيني نفسهبينما يقول الكتابلاتكن حكيما في عيني نفسكأم3:7وقد وبخ هذا النوع من الناس فقالجاوب الجاهل حسب حماقته لئلا يكون حكيما في عيني نفسهأم26:5من الصعب أن يعترف هذا النوع من الناس إنه مخطيء. هناك أناس من الصعب وربما من المستحيل أن يعترفوا بأنهم قد أخطأوا! حتي لو كان الخطأ واضحا سواء في رأي أو في تصرف..!! ولكن كبرياء القلب تأبي أن تخدشالعصمةالتي يدعيها المتكبر لنفسه!فلابد أن يدافع عن أخطائه وأن يقاوم وأن يهاجم من يكشف له خطأ أو عيبا ولابد أن يبرر ذاته بكافة الطرق فتقوده الكبرياء إلي المكابرة. المكابرة: أو ما يسمونه بالعاميةالمقاومة..إنه يريد أن ينتصر في مجادلته بأية الطرق!ورغبته في الانتصار تبعده عن الحق وتركزه حول الذات والمكابرة سببها في المتكبر التشبث بالرأي أيا كان!وقد ينفر الناس من أسلوب المتكبر في مجادلته وتشبثه برأيه مما لايؤدي إلي أية نتيجة إلا إلي ضياع الوقت وإرهاق الأعصاب فيبعدون عن النقاش معه حرصا علي سلامهم القلبي ولكي لايدخلوا في صراع معه..وربما يكلمهم أو يكاتبهم فلا يجيبون.. وهكذا قد تؤدي به المكابرة والتشبث بالرأي إلي اعتزال الناس له.أو قد يؤدي ذلك إلي انطوائه عن الناس ترفعا وكبرياء وتتعبه العزلة وترهق أعصابه فيزداد عنفا إن دخل في نقاش. وإذا طرقت المناقشة والمكابرة موضوعا لاهوتيا أو عقيديا فقد يسقط المتكبر في البدعة أو الهرطقة. البدعة والهرطقة: كل الهراطقة والمبتدعين كانوا متكبرين وعنفاء بلا استثناء. ويندر أن يكون أحدهم قد وقع في الهرطقة عن جهل لأن الجاهل إن كان متواضعا يقبل التصحيح ويقبل تغيير رأيه. أما المتكبر فلا يستطيع لايمكنه أن يقول إنه قد أخطأ وهكذا يستمر في فكره المنحرف ويدافع عن هذا الفكر ويحاول أن يجد له إثباتات أو أن يطوع تفسير آيات الكتاب لرأيه وبذلك يثبت في أخطائه العقيدية وتتحول بسبب كبريائه من أخطاء إلي هرطقة... وربما تقنع الكبرياء إنسانا أن يأتي بشيء جديد لم يطرقه أحد من قبل أو لم يكتب فيه الآباء حتي لو كان غير مألوف أو غير مقبول. وهكذا يقع في البدعة إذ يبتدع شيئا جديدا ويعجب بنفسه إنه قد أتي بجديد وربما يري في الجديد شيئا مشوقا فيعمل علي نشره منتظرا أن يجلب لنفسه شهرة ومديحا كصاحب فكر!! وتقوده البدعة إلي أنيرتئي فوق ما ينبغيرو12:3فيتحدث عن أمور ربما لم يتعرض لها الكتاب في صراحة أو لم تتعرض لها أقوال الآباء أو هي فوق إدراكنا.. وفي كبريائه يستحي أن يقول لا أعرف...فيبدي رأيه ثم يحاول أن يثبته وقد يعتمد علي مراجع غير دينية ولايشاء أن يقول إن ذلك مجرد رأي أو أنه مجرد مفهومه الخاص... وبالكبرياء يحاول أن يقدم رأيه الخاص كأنه عقيدة!! أو أن يعتبر رأيه هو رأي الكنيسة وتعليمها!ويندهش إن سأله أحد ماهو المرجع الذي اعتمدت عليه؟ظانا في نفسه أنه هو الرجع الذي يعتمد عليه الآخرون! حقا إن التكلم في اللاهوتيات يحتاج إلي تواضع قلب وإلي تواضع فكر. والمتكبر يظن أنه يفهم أكثر من غيره فلا يقبل تصحيح غيره له لأنه من هو الذي يفهم أكثر منه حتي يصحح له؟! وهكذا فإن هرطوقيا مثل أريوس لم يغير رأيه بتوجيه البابا بطرس خاتم الشهداء ولاقبل أيضا توجيه البابا ألكسندروس ولم يخضع للمجمع المسكوني الذي عقده البابا ألكسندروس وحضره مائة أسقف من أساقفة الكرازة المرقسية في مصر وليبيا. ولم يقبل شيئا من إقناعات القديس أثناسيوس بل لم يقبل حكم المجمع المسكوني العظيم المنعقد في نيقية والذي حضره 318 من الأساقفة ورؤساء الأساقفة يمثلون كنائس العالم كله وظل متمسكا بفكره الخاطيء,لايعبأ بأسقف ولاببطريرك ولا بمجمع!!وهذا يدل علي خطية أخري هي: العناد: المتكبر عنيد والهرطوقي أيضا عنيد والمبتدع عنيد. فإن صادفت إنسانا عنيدا اعرف أن وراء عناده كبرياء وإن وجدت هرطوقيا اعرف أن من أسباب هرطقته العناد والكبرياء. والعناد يدخل في أمور أخري غير اللاهوت والعقيدة.. وهو علي أية الحالات طبع منفر كأمه الكبرياء يقود أيضا إلي العزلة والانطواء. نتائج أخري: للكبرياء نتائج أخري وعلامات كثيرة,لست أجد هذا المقال يتسع لها لعل من بينها المجد الباطل ومحبة المديح والكرامة والتعالي والتمركز حول الذات والتقدم علي الآخرين...وأمور أخري كثيرة تحتاج إلي عديد من المقالات فلنكتف بهذا الآن... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة التواضع والوداعة3 |
حياة التواضع والوداعة13 |
حياة التواضع والوداعة14 |
حياة التواضع والوداعة16 |
حياة التواضع والوداعة17 |