|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عُرف أبونا بيشوي بحبه الحازم؛ لم يكن يجامل على حساب الحق، ولا يُداهن لأجل الوجوه، ولا يهادن لعلة أو أخرى... كان يحب الخطاة ويترفق بهم كسيده، لكنه يرفض الدنس في الكنيسة بكل قوة وجرأة، خاصة إن كان الأمر يمس خادمًا أو قائدًا دينيًا أو يمس قدسية بيت اللَّه. كان في حبه يفتح صدره للكل، لكن ليس على حساب العقيدة المستقيمة أو الحق. وله في هذا مواقف كثيرة يصعب عرضها، أذكر منها: أثناء خدمتي بلوس أنجيلوس كتب إلىَّ رسالة جاء فيها أن قداسة البابا شنودة يتصدى بمفرده لانحراف عقيدي يتسلل إلى الكنيسة خلال الكاهن (فلان) وكان يلزم أن يقف كل الكهنة والخدام معه بكل قوة! في أيامه الأخيرة إذ لم يكن قادرًا على مغادرة الفراش طلب منى أن التقي بقداسة البابا لأخبره عن "فساد" ما لكي يتصرف بحكمته المعهودة، إذ كان يشعر أن صمته عن هذا الفساد وهو على فراش الموت يجلب غضب اللَّه على الكنيسة! إذ سافرت للخدمة في لوس أنجيلوس التي أسسها أبونا بيشوي قال لي: "إنني لأول مرة في حياتي اضطررت أن أحرم شخصين، لكنني لا أريد العودة إلى مصر قبل إعطائهما الحِلّ". أما سبب الحرمان فهو أنه بعد شرائه الكنيسة طلبا منه، وهما شخصان لهما شهرتهما، أن يهتم بالصلاة والاجتماعات الروحية ويترك لهما صالة الكنيسة ليمارسا مع غيرهما أنشطة ترفيهية يُسمح فيها بالخمر والرقص... هنا وقف أبونا يتصدى للموقف بكل حزم! مع حرمانهما ذهبنا معًا لزيارتهما، وإذ استقر الأمر بين كل الشعب على احترام قدسية الكنيسة أعلن عن إعطائهما الحِلّ قبل مغادرته لوس أنجيلوس! والعجيب في الأمر أنه مع حرمانه لهما كان يقول لي قبل أن أتعَّرف عليهما إنهما شخصان لهما مواهبهما، وأنهما حسنا النية، ومخلصين وإن طلبهما هذا وإصرارهما عليه كان من واقع اختلاف فكرهما عن التيار الروحي وأنه قد تصَّدى لتصرفاتهما، لكنه لا يريد أن تخسرهما الكنيسة. فهو يحزم لكنه أيضًا يلاطف ويحب في غير تهاونٍ بقدسية الحياة الكنسية. * فإني أنا كأني غائب بالجسد ولكن حاضر بالروح قد حكمت كأني حاضر في الذي فعل هذا هكذا. باسم ربنا يسوع المسيح... أن يُسلَّم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع... ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تخمر العجين كله؟! إذًا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينًا جديدًا كما أنتم فطير... 1 كورنثوس 5 * ليس هي فضيلة (التهاون مع الخطاة غير التائبين) بل هو ضعف؛ إنها ليست محبة أو وداعة بل هي قساوة على تلك النفوس التي يُغفل عنها فتهلك دون أن تتيقظ لخرابها! القديس أغسطينوس * من يرعى الخراف لا ينبغي أن يكون أسدًا ولا نعجة. القديس يوحنا الدرجي * أدِّب بخوف اللَّه ولا تشفق، ولا تأخذ بوجه كبيرٍ أو صغيرٍ، بل اقطع بكلام الحق باستقامة. القديس أنبا أنطونيوس * التوبيخ يجب أن تسبقه الرحمة لا الغضب. القديس أغسطينوس * لا يليق بالأطباء أن يسخطوا على المرضى، بل يجب عليهم أن يضادوا الأمراض ليشفوا المرضى. القديس باسيليوس الكبير * هكذا إذا لم يُبعد الإنسان المخالف عن كنيسة اللَّه، فإنكم تُصّيرون بيت اللَّه مغارة لصوص... * ارع القطيع لا بضجر ولا بهزء، كأن لك سلطان عليهم، بل كراعِ تجمع الخراف إلى حضنك، وتُقوّى الحبالى. الدسقولية (باب 4) |
07 - 08 - 2013, 01:28 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: الحب الحازم
جميلة جداً ميرسى كتير على مشاركتك المثمرة |
||||
07 - 08 - 2013, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الحب الحازم
ميرسى يارامز على مشاركتك الجميلة
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اللقاء الحاسم مع يسوع |
قبل الاجتماع الحاسم لمفاوضات سد النهضة |
المدرج الجاسم، ثيسدروس، تونس |
التوقيت الحاسم |
جبل القرار الحاسم : جبل الكرمل |