|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة التواضع والوداعة14 الذات سبب الكبرياء"ب" بقلم قداسة : البابا شنودة الثالث كلمة أنا ومتعلقاتها-وعبارةلا أنا كلمة أنا كلمة أنا Ego والكبرياء يسيران معا في طريق واحد منحرف, ويقعان معا في هاوية واحدة بعيدان عن محبة الله والناس.. ,كلمة أنافي سعيها إلي الظهور وفي طلبها للكرامة ولمزيد من الحقوق سواء علي المستوي الدنيوي أو المستوي الديني. ونقصد بكلمةأناكل ما يتعلق بها أو ينتسب إليها... كمن يقول:عائلتي ,قريتي,وفريقي وأهلي,وعشيرتي...إلخ كلها تحمل معنيالأنافي الانتماء إليها وفي الافتخار بها وفي التعصب لها.علي مستوي الجماعة كما علي مستوي الفرد. الأناتريد كل شيء لها وعلي الأقل تريد أفضل شيء لها..وللأسف تبدو كمرض ينشأ منذ الطفولة المبكرة!! فعلي الرغم من وصف الأطفال بأنهم ملائكة إلا أنالأناتسود علي غالبيتهم فالطفل منذ صغره يتمسك بمحبة الذات التي تقوده إلي الغيرة وإلي الأنانية فهو قد يتضايق إن أحبت أمه أو دللت طفلا غيره, فهو يريد كل الحب وكل التدليل له وحده, وإن أنجب أبواه طفلا بعده قد يعتبره منافسا له في اهتمام الوالدين به, فهو يريد كل الاهتمام له!وإن رأي طفلا آخر يلعب بلعبة جميلة ربما يحاول أن يأخذها منه أو يبكي بسبب ذلك...إنها الذات ومشاكلها... وبسبب ذلك فإن أسرة الطفل تحاول أن تتملقه أو تجامله لتخفف من ضغطالذات عليه. وتقول له:أنت طفل جميل حلو!أنت أحلي ولد لايوجد أبدا مثلك..وتظل تعطيه من أصناف المديح بل ومن الهدايا والعطايا لكي تشبع فيهتحقيق الذاتوتخفف عنه حروبها ومشاكلها!أو تحاول إن تقنعه بالرضا علي غيره من الأطفال,أو تعطيه ليعطيهم فيكون العطاء عن طريقه فتشبع ذاته وترضي..! محبة الذات هذه تتبع الطفل في نموه وتكبر عنده حينما يكبر ويصير شابا أو رجلا وتصير مصدرا لألوان من الكبرياء عنده. والأمر يحتاج إلي حكمة كبيرة في أساليب التربية لإنقاذ الطفل في أطوار نموه من كبرياء الذات وأنانيتها وتفهيمه بأنه يمكن أن يكبر في الفضيلة وفي النمو الروحي...إلي أن نوصله إلي فضيلة التواضع حينما يكبر في السن...وليس هذا بالأمر السهل ولكنه يحتاج إلي خبرة في التربية ودراية بأساليب الإرشاد الروحي. أما الذي ينمو في السن يستمر في إشباع الذات بالاستحواز علي كل شيء فهو لايزال يحتفظ ببعض أمراض الطفولة نفسيا. وتبقي عنده مشكلة الذات:ماذا أكون؟ومتي أكون؟وكيف أكون؟وكيف تكبر ذاتي؟وكيف تفوق غيرها؟ وتتحول ذاته إلي صنم يتعبد له!!بل قد تتبعه عبادة الذات في المجال الديني أيضا!!فإن دخل في خدمة الكنيسة أو في خدمة المجتمع تري ذاته أيضا أمامه:كيف يكبر في مجال الخدمة؟كيف يكون له الرأي الواجب التنفيذ؟ويكون هو الأول أو يكون هو الوحيد والباقون أتباعا!!كل ذلك في مجال خدمة الرب!! بل حتي في الصلاة,تقف الذات أمامه!كيف يعجب الناس بصلاته؟!وكيف باستجابة صلاته ينال إعجاب الناس!!إنها الأناالتي لاتصلي لأجل خير الناس ومنفعتهم إنما تصير الأناهدفا تكبر عن طريق الصلاة واستجابتها!وإن لم يستجب الله لمثل هذه الصلاة يدخل في عتاب مع الله كيف تخلي عن أناه!! وربما في المعاملات يريد أن يفرض صنم هذه الأنا علي غيره! فكلما أنه يحب هذه الأنا ويتعبد لها ويمدحها يريد أيضا أن الكل يتعبدون لها ويمدحونها ويوافقونها علي كل ما تريد!!ومن يعارض رغبات ذاته يتخذه له عدوا ويقاومه!لأنه لم يشبع هذه الأناما تهواه من كرامة ومن كبرياء! وغالبا ما تكون الأناسبب كل عداوة وانقسام واختلاف ويبقي أن الله ينجي الإنسان من خطورة هذهالأناعليه وعلي غيره وأيضا علي الإنسان إن يبحث عن وسائل تخلصه من أناه.. وربما إنسان يستخدم هذهالأنالاهوتيا أو عقائديا فيفتخر بما وصلت إليه ذاته من رفعة روحية. فيقول:أنا تجددت أنا تطهرت أنا تقدست أنا تبررت أنا ضمنت الملكوت,أنا قد صار الشيطان تحت قدمي,أدوسه بكل قوة وأطرده..وتكرر كلمةأنافي مثل هذه الافتخار! وفيه كله لايذكر إطلاقا عمل النعمة في الإنسان!ولايذكر الضعف البشري المعرض للسقوط ولايذكر قول الكتاب عن نبي عظيم مثل إيليا:إيليا كان إنسانا تحت الآلام مثلنا!يع5:17 مع أنه صلي صلاة أن لاتمطر السماء فلم تمطر علي الأرض ثلاث سنين وستة أشهر ثم صلي أيضا فأعطت السماء مطرا وأخرجت الأرض ثمرهايع5:18,17 للأسف يستخدم الإنسان ما تعمله نعمة الله لتفتخر بها ذاته وليس لكي يمجد عمل النعمة فيه مع الاعتراف بضعفه. أما الآباء الأنبياء والرسل والقديسون فقد استخدموا كلمة أنافي مجال الاتضاع وانسحاق النفس... إبراهيم أبو الآباء,الذي باركه الله وجعله بركة وقال له:وفيك تتبارك جميع قبائل الأرضتك12:3,2نراه في مجال كلمةأنايقولأنا تراب ورمادتك18:27 وداود النبي الذي كانت له دالة كبيرة عند الله وقد صنع الله به نصرا عظيما علي جليات1صم17نراه بعد ذلك لما عرضوا عليه مصاهرة الملك شاول يقول لهمهل هو مستخف في أعينكم مصاهرة الملك وأنا رجل مسكين وحقير1صم18:23وما أكثر اعترافه في مزاميره بضعفه كأن يقولارحمني ياربي فإني ضعيفمز6:2 ويوحنا المعمدان مع إنه كان أعظم من ولدته النساءمت11:11يقول للرب أنا المحتاج أن أعتمد منكمت3:14ويقول للناسيأتي بعدي من هو أقوي مني الذي لست أنا مستحقا أن أحل سيور حذائهمت3:11لو3:16. وبولس الرسول العظيم الذي اختطف إلي السماء الثالثة 2كو12:2قال عن ظهور السيد المسيح للرسل بعد القيامة وآخر الكلكأنه للسقط ظهر لي أنا لأني أصغر الرسل أنا الذي لست أهلا أن أدعي رسولا لأني اضطهدت كنيسة الله1كو15:9,8. هذا هو الاستخدام السليم لكلمةأنابروح الانسحاق. وبنفس الروح يرسل القديس العظيم بولس الرسول إلي تلميذه تيموثاوس فيقولأنا الذي كنت قبلا مجدفا ومضطهدا ومفتريا ولكني رحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان1تي1:13يقول ذلك عن نفسه في رسالة إلي تلميذه بينما العادة إن يفتخر المعلمون أمام تلاميذهم!ولكنه يستخدم كلمةأنابالطريقة السليمة. ونلاحظ إ نه عندما تحدث عن اختطافه إلي السماء الثالثة لم يقل أنا إنما قالأعرف إنسانا في المسيح يسوع2كو12:2فلم يستخدم كلمةأنافي مجال التمجيد بينما استخدمها في الاعتراف بأخطائه. في تمجيد الذات اهتم الآباء بتمجيدها في السماء لا علي الأرض. في مجدالأناعلي الأرض في هذه الحياة الحاضرة القصيرة كان يخيفهم قول الرب عن هؤلاء الذين ينالون مديحا هنا من الناس:الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهممت6:2وكرر نفس العبارة فيمت6:16,5وبنفس المعني قال أبونا إبراهيم لغني لعازر:يا ابني اذكر إنك استوفيت خيراتك في حياتكلو16:25. أما الذين أجرهم عظيم في السماءفهم أولئك الذين أخفوا كلمةأناوعملوا الفضيلة في الخفاء أمام أبيهم السماوي الذي يري في الخفاء وسيجازيهم علانيةمت6وأيضا أولئك الذين استخدموا عبارةلا أناوما يشابهها. لا أنا: مثال ذلك القديس بولس الرسول الذي قال عن خدمته الناجحة:ولكن بنعمة الله أنا ما أنا ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل أنا تعبت أكثر من جميعهم ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي1كو15:10وهنا نركز علي عبارة:لا أنا بل نعمة الله التي معي. ويكرر بولس الرسول نفس المعني فيقولمع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيغل2:20لا أنا الذي يعمل بل المسيح الذي في يعمل كل شيء أما فقد صلبت معه لقد صلبت كلمةأنافما عادت تظهر. وهكذا كل الخدام لاتريد أنالأناتنال مجدا بل يقولون ليس لنا يارب ليس لنا لكن لاسمك القدوس أعط مجدامز115:1. نعم في مجال التمجيد يقول كل منا:لا أنا ليس لنا. وهذا هو التدبير الذي سار عليه القديس يوحنا المعمدان فكان يرفض كل تمجيد موجه إليه إليالأناويحوله إلي السيد المسيح قائلا عبارته الخالدة: ينبغي أن ذاك يزيد,وأني أنا أنقصيو3:30. ما أكثر ترديد المعمدان لعبارة لا أنا أو لست أنا.. أما أنا فمجرد صديق للعريس يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس.. إذن فرحي هذا قد كمليو3:29وعبارةلا أنانقولها ليس فقط من جهة علاقتنا بالله بل أيضا من جهة علاقتنا ببعضنا البعض... فمن جهة الكرامة يقول كل منا:لا أنا عملا بوصية الرسول: مقدمين بعضكم بعضا في الكرامةرو12:10. ومن جهة الرئاسة يقول أيضا كل منا لا أنا عملا بوصية الرب الذي قال:من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما ومن أراد أن يكون فيكم أولا فليكن لكم عبدامت20:27,26. وفي عبارةلا أنانتبع وصية الرب في المتكأ الأخير نترك المتكآت الأولي للكتبة والفريسيين الذين يشتهونهامت23:6وإن عرضت علينا يقول كل منا:لا أنا بل أخي أفضل مني وأولي.. وهكذا نحيا حياة الاتضاع... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة التواضع والوداعة3 |
حياة التواضع والوداعة12 |
حياة التواضع والوداعة13 |
حياة التواضع والوداعة16 |
حياة التواضع والوداعة17 |