|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حينما يفقد الإنسان المسيحي قوة الإنجيل ويبدأ في طلب الأرضيات
حينما يفقد الإنسان المسيحي قوة الإنجيل تضيع منه حقيقة الصليب برجاء روح القيامة، فيفقد رؤية الأبدية في داخل قلبه وينحصر في ضيقة الأيام الحاضرة وذلك لأن العين أصبحت لا تبصر الحقائق الإلهية المعلنة في الكتاب المقدس ولا في واقع الحياة اليومية المُعاشة، فالنظر أصبح قاصر على الجسديات والحسيات والقلب يطلب كل ما هو على الأرض، حتى الأمور الروحية يراها الإنسان بمنطق معكوس ويقيسها قياس آخر خارج روح المسيح وروح القيامة؛ بل ويتخطى الأمر للنظر لأمور الجسد وطلب التراب وما يتفق مع حاجات الجسد وينسى عمل الله كله ورجاء المجد الذي في القيامة، حتى المعجزات تتحول عنده بمنطق معكوس خارج الهدف الحقيقي منها ويراها ويحكمها بأمور ليست من روح الله بل من الإحساس الشخصي، فنجد أن كل طلبات الإنسان وتلهفه على المعجزات تنحصر دائماً في حاجات الجسد، وعند الجسد تنتهي، وتصير فرح له ومسرة، غير عالم أن كل ما للجسد – حتى لو كان معجزة – ستنتهي حتماً مع الجسد الذي حدوده التراب، ولن يبقى منها شيئاً، إلا لو تذوق الله وتحرك قلبه نحوه بالحب، وصار له الرجاء الحي بقيامة يسوع من الأموات. + " فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله " (كو 3 : 1)عموماً كل الذين لم يستحسنوا أن يُبقوا الله أساساً لوجودهم، ومصدر بركة حقيقية لحياتهم، من جهة الخبرة اليومية بحياة شركة حيه بالإيمان والمحبة، نظروا فرأوا أنفسهم أقلية يعوزها الكثير على الأرض، يحتاجون لحقوق مادية مُلحه في داخلهم، بل ووجدوا أنفسهم معزولين عن بعضهم البعض كل واحد يعيش في عالم ذاته الخاص، شاعراً أنه محروم من الوحدة الحقيقية والسلام الداخلي، مضطرب، متضايق، قلق، متوتر، في حزن دائم، لا يرى مستقبلاً لهُ، يحتاج حماية، أو يفكر أن يهاجر لمكان آخر لعله حظة يكون أفضل !!! ولكن المشكلة الأساسية والحقيقية، التي أدت لكل هذا التفتت والانقسام، حتى بين الخدام أنفسهم، هو الالتصاق بالتراب، أي الارتباط بالأرضيات من جهة الطلبات المادية التي انحصر فيها الإنسان، وأصبح كل مطلبه معجزة تسد احتياجاته الأرضية، ناسيين أو متناسين كلمة الرب لنا " لكن أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم " (مت 6 : 33)؛ " لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً بل هو برّ وسلام وفرح في الروح القدس " (رو 14 : 17) وحقاً أن من ينظرون للأمور والحوادث في الواقع العملي المُعاش في حياتنا في هذه الأيام، ويحللونها حسب ظواهرها الخارجية، وهم فاقدين روح القيامة والرجاء في المسيح يسوع، يجدون أسباباً كثيرة في داخل حياتهم وخارجها سببت في عدم سلامهم وفقدانهم طعم الحياة ويستشعرون الحزن طالبين أن تنتهي هذه الحياة التي يرونها فقدت كل جميل وكل سعادة وأصبحت ليس لها طعم ... ولكن الحقيقة التي لا تحتاج لتحليل، إننا ذهبنا بعيداً عن الوصية، وتزحزحنا عن الإيمان الراسخ الذي تسلمناه من الرب يسوع الذي سلمه للكنيسة كلها من جيل لجيل بروح الرجاء وفخر الصليب ... ولا مفر من العودة للوصية والشركة مع المسيح له المجد : |
|