منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 07 - 2013, 11:26 AM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933


وَنحنُ فِى فترة صوم الرُسُل المُقدّسة يحلو لنا نتأمّل فِى كنيسة آبائِنا الرُسُل ، أو ندرِس العصر الرسولِى ، أىّ عصر رُسُل المسيح ، عصر يمتد مِنْ يوم حلول الرّوح القُدس ، يوم الخمسين إِلَى نياحِة أخِر الرُسُل وَهُوَ القديس يوحنا الرسولِى الّذى أبقاه الله للرؤيا فِى عام 100م أىّ أنّ عصر الرُسُل حوالِى 60 – 70 سنة ، وَكان هذا العصر قوّة إِنطلاق المسيحيّة ، حتّى أنّهُ بعد إِسبوع واحِد مِنْ حلول الرّوح القُدس آمن 5000 نَفْسَ ، فما بال بعد حوالِى 70 سنة ، كم يكون عدد المؤمنين ؟! إِلَى أقصى المسكونة بلغت أقوالهُم هذا العصر هُوَ نواة الكنيسة وَمنهج المسيحيّة كُلّها ، وَالكنائِس التّى كرز لها الرُسُل تُسمّى كنائِس رسوليّة ، نحنُ جاء لنا مارِمرقُص أىّ نحنُ كنيسة رسوليّة ، لِذلِك لابُد أنْ نقيس أنفُسنا على كنيسة الرُسُل ، هل نحنُ نحيا بِفِكر الرُسُل أم بِفِكر آخر ؟ هل لنا فِكر مارِمرقُص الكارِز لنا أم لاَ ؟ لِذلِك لابُد أنْ ندرِس كنيسة الرُسُل ، هذِهِ الفترة الذهبيّة مُستودع خيّرات الكنيسة ، فِترة إِنطلقِت فِيها الكنيسة بِقوّة جبّارة ، فقدّست العالم كُلّه كالخميرة الصغيرة التّى تُخمِّر العجين كُلّه ، هكذا كانت المسيحيّة عظمِة المسيحيّة ليس فِى إِنتشارِها بالعدد [وَكان الرّبّ كُلّ يومٍ يضُم إِلَى الكنيسة الّذين يخلُصون ] ( أع 2 : 47 ) ، بل عظمِة المسيحيّة فِى تقديس الحياة الداخِليّة ، قَدْ أستطيع أنْ أجعل إِنسان يعتنِق أىّ إِيمان بإِغراء المال أو بِقوّة مُعيّنة ، لكِن المسيحيّة قدّست الحياة الداخِليّة ، وَأعطت صورة للخليقة الجديدة التّى كانت ساقِطة مِنْ قبل الحياة المسيحيّة تُسمّى ( فلسفِة الحقائِق ) ، كيف تعرِف أنّ إِنسان قَدْ تغيّر ؟ مِنْ مواقِفه ، فِى المسيحيّة ظهر التغيير بأنّهُم كانوا يبيعون مُمتلكاتهُم ، فهل سهل على إِنسان يهودِى معروف بالبُخل أنْ يبيع مُمتلكاته وَيضعها عِند أقدام الرُسُل هذا تقديس الرّوح للطاعة ، فصاروا تحت سُلطان الإِنجيل ، حتّى أنّهُم أصبحوا لاَ يملُكون أنَفْسَهُمْ ، وَأصبحوا نور للعالم وَملح للأرض ، [إِذ لنا سحابة مِنَ الشُّهودِ مِقدارُ هذِهِ مُحيطةٌ بِنا لِنطرح كُلَّ ثِقلٍ وَالخطيّة المُحيطة بِنا بِسُهُولةٍ ] ( عب 12 : 1 ) ، ليس سحابِة شُهود عهد قديم مِثل يفتاح وَجدعون و فقط ، بل أصبح لنا سحابِة شُهود عهد جديد المسيحيّة أظهرت أنّ التوبة حياة تُعاش ، لِذلِك لابُد أنْ ندرِس بعض صِفاتهُم لِكى نحيا بِفكرُهُمْ ، صِفاتهُم عديدة وَجميلة مُفرِحة ، كنيسة صوم ، كنيسة قويّة ، كنيسة كِرازة وَشرِكة وَحُب وَعطاء وَخِدمة وَعجائِب ، كنيسة لاَ تُبالِى بالحياة الزمنيّة الّذى يبعُد عَنَ منهج كنيسة الرُسُل كأنّه يقول للرُسُل لكم إِنجيلكُم وَلىّ إِنجيلِى ، الكنيسة تتخِذ كلِمة إِنجيل ، أىّ منهج كرازِى ، مارِمرقُص لهُ إِنجيل لكِن إِنجيله الأساسِى هُوَ كِرازته لنا المسيحيّة إِنتشرت بِطريقة هادِئة وَقويّة وَمؤّثِرة ، كالخميرة التّى تعمل فِى هدوء وَصمت لاَ يدرِى أحد بِها ، لكِنّها قويّة وَ لاَ يوجد سُلطان يوقِف مفعولها ، حتّى أنّ اليهود إِحتاروا فِى التلاميذ لاَ يمنعهُمْ عَنَ الكِرازة لاَ سِجن وَ لاَ ضرب وَ لاَ إِهانة ، حتّى جاء غمّالائيل أحد كِبار مُعلِّمِى اليهود الّذى أشار مشورة عليهُم ، وَهى إِنْ كان هؤلاء التلاميذ مِنَ الله فلن يستطيع أحد أنْ يمنعهُم ، وَ لاَ تأخُذوا دينونة بِسببهُم ، وَإِنْ لَمْ يكونوا مِنَ الله فسينتهوا سريعاً كالّذين قبلهُم ، وَقال لهُم كلِمة جميلة [لئلاّ تُوجدوا مُحارِبين لله أيضاً ] ( أع 5 : 39 ) ، فتركهُم اليهود وَهُم غير مُقتنِعين ، وَلكِن الله ظلّ يحرُس كلِمته لِتجذِب النِفوس مِنْ كُلّ بُقعة فِى العالم المسيحيّة أثبتت أنّها مُعجِزة ، وَأنّها عمل يفوق الطبيعة ، وَأنّها قادِرة على تغيير الوثنِى وَالأُممِى وَاليهودِى وَالخاطىء إِلَى قديس كما كان يُناديهُم مُعلِّمِنا بولس الرسول[إِلَى القديسين الّذين فِى أفسُس] ( أف 1 : 1 ) لابُد أنْ تتحّول حياة كُلّ مسيحِى إِلَى قداسة كالعجين إِمّا يكون مُختمِر أو غير مُختمِر ، المسيحيّة غلبِت فِكر اليهود وَإِلحاد الأُممْ ، لَمْ تنتشِر بِقوّة المال أو السِلاح وَ لاَ قوّة كلام وَمنطِق ، بل بِقوّة الرّوح ، مُعلِّمنا بُطرُس الرسول قال للمُقعد[ فقال بُطرُسُ ليس لِى فِضَّةٌ وَ لاَ ذهبٌ وَلكِن الّذى لِى فإِيَّاهُ أُعطيِكَ] ( أع 3 : 6 ) ، هذِهِ هى كنيسة الرُسُل التّى إِذا بعدنا عنها نفقِد الطريق
الوسط الذى كانت فيه حياة الرسل:-
لِكى أكرِز لابُد أنْ أفهم طبيعة الّذين حولِى ، كان فِى أيّام الرُسُل ثلاث فِئات :-
1- اليهود:-
أثناء كِرازة الرُسُل لهُم كانوا رافِضين تماماً دعوة الرُسُل لأنّهُم صلبوا سيّدهُم ، لِذلِك قاوموا الرُسُل بِشراسة ، وَأرادوا أنْ ينهوا المسيحيّة تماماً ، فِى مُجتمعنا الحالِى يعتقِدون أنّ اليهودِى وَالمسيحِى فِى صُلح ، أبداًاليهودِى أكثر شراسة مَعَ المسيحِى ، فلنتخيّل يهودِى يسمع رسول يكرِز
مِنْ الناحية السياسيّة كانت حالِة اليهود سياسيّاً ضعيفة ، فقبل الميلاد بِحوالِى 60 عام دخل قائِد رومانِى أُورُشليم وَإِحتلّها ، وَأصبح اليهود تحت سيطرِة حُكم الرومان سياسيّاً ، لِذلِك كان اليهود مُنتظرين المسيّا الّذى يُخلّصهُمْ ، وَلكِنّهُمْ لَمْ يجِدوا المسيح شخصيّة سياسيّة رغم أنّهُم إِلتفّوا حوله وَحول مُعجِزاته ، لكنّه خزاهُم بِصلبِهِ ، وَأصبح فِى نظرهُم باطِل أيضاً إِنتشر فِى اليهوديّة الفقر وَالإِحتياج الشديد لأنّ الرومان فرضوا عليهُم ضرائِب شديدة ، حتّى أنّ المسيح فِى أمثالِهِ ركّز على فقرِهِم لأنّهُم كانوا ليس لديهُم سِوى القوت اليومِى فقط ، فقال لهُم مثل الفَعَلَة البطّالين لأنّهُ لو كانوا ذوِى أموال ما كانوا ينتظِرون حتّى الساعة الحادية عشر لعلّ أحد يطلُبهُمْ ، أيضاً فِى مثل الغنِى وَلِعازر الشديد العوز ، أيضاً كان فِى اليهود طبقات إِمّا غنِى جِدّاً أو فقير جِدّاً حياة المسيح وَالرُسُل جعلت اليهود ينشطون فِى حركات كرازيّة يهوديّة ، لِذلِك قال لهُم المسيح [ ويل لكُم الكتبة وَالفرّيسيُّون المُرأُون لأنَّكُمْ تطُوفُون البحر وَالبرّ لِتكسبوا دخيلاً واحِداً] ( مت 23 : 15 ) ، كانت حركاتهُم الكِرازيّة مُقاوِمة لِكرازة المسيح ، وَهذا يُظهِر مدى شراستهُم ضد المسيحيّة ، حتّى أنّهُ قيل عنهُم أثناء رجم إِستفانوس[ فلّما سمِعوا هذا حنِقوا بِقُلُوبِهِمْ وَصرُّوا بأسنانهُمْ عليهِ ] ( أع 7 : 54 ) هُم يفتخِرون أنّهُ لاَ يوجد شعب فِى العالم خالِى مِنهُم ، وَهُم بالفِعل مُنتشرين فِى العالم ، وَإِنْ كانوا أقلّيات لكِن لهُم قوة واضِحة ، فِى فِترِة الكِرازة كانوا تحت سُلطان الدولة الرومانيّة ، إِلاّ أنّهُم بِقوّتهُم أعطوا الرومان سُلطان ضد المسيحيّة وَهُمْ الّذين طلبوا مِنْ بيلاطُس صلب المسيح ، وَهُمْ الّذين أعطوا لِشاوُل ( بولس ) تصريح مِنَ الرومان لِيضطهِد المسيحيين ، لأنّهُ كان لهُم ثِقل سياسِى
2- الوثنيين:-
هُمْ ناس فِى قمّة الخلاعة وَالدنس ، وَإِلهُهُم هُوَ قوّتهُم ، كانت آلِهة الرومان هى الحرب وَالإِنتصار وَالمادّة ، وَإِذا تحدّثت معهُم على العِبادة يعتبِرونها ضعف ، عاشوا وَكأنّ القداسة ضد الإِنسان ، وَالإِنسان مخلوق للدنس ، وَعادوا أىّ ديانة ، وَإِلتمِسوا أمنهُم مِنَ قوّتهُم وَإِنتشارهُم ، وَقالوا أنّ الدين هُوَ الخطيّة وَهُوَ الّذى يتعِب الضمير ، وَهذِهِ فلسفة بدأت تعود فِى الغرب وَهى أنّ الإِنسان يحيا كما يشاء ، وَأنّ الدين لون مِنْ ألوان الذُل وَالضعف لِذلِك عِندما يأتِى رسول يقول لهُم توبوا ، يُجيبوه بأنّ كُلّ الخطايا أُمور طبيعيّة لهُم ، لِذلِك قاوموا كُلّ دين وَخاصّةً المسيحيّة لأنّ بِها أُمور سامية جِدّاً تتعِب ضمائِرهُم ، لِذلِك أخذوا موقِف مِنْ المسيحيّة وَعاشوا حسب فِكرهُم بِلاَ إِله ، وَبِلاَ ناموس ، وَعبدوا الأصنام ، حتّى أنّ الزِنا كان أحد مراسيم العِبادة عِندهُمْ ، لِكى يعبُدوا إِلهُهمْ يُكرِموهُ بالزِنا ، عدو الخير يجول وَيسبِى عُقول النّاس ، لِذلِك قال مُعلِّمِنا بولس الرسول لأهل رومية[ وَأبدلوا مجد الله الّذى لاَ يفنى بِشِبهِ صُورة الإِنسان الّذى يفنى وَالطُّيُورِ وَالدَّوابِّ وَالزَّحَّافاتِ ] ( رو 1 : 23 )
3- خائفى الله:-
هؤلاء هُم نواة الكنيسة ، أول ناس قبِلوا الإِيمان ، الّذى يعيش هذِهِ المُجتمعات مِثل الوثنيّة بِكُلّ فسادها لكِن لهُ ضمير لاَ يقبل الدنس يرفُضها ، وَبدأوا يميلون لليهوديّة ، وَساعدهُم على ذلِك الترجمة السبعينيّة للناموس لِلُغة اليونانيّة ، وَشعروا أنّ اليهوديّة أرقى مِنَ الوثنيّة ، لكِن بِدراستهُم لليهوديّة شعروا بالحرفيّة ، فكانوا يدخُلون المجامِع اليهوديّة كموعوظين وَالآباء الرُسُل وَالمسيح إِتخذوا منابِر المجامِع اليهوديّة لِكرازِة المسيحيّة ، وَهذِهِ هى قوّة الكِرازة ، أول الفِئات التّى قبلت الإِيمان هُمْ خائِفِى الله ، أيضاً قبلهُم اليهود المُتعقّلين وَهؤلاء كانوا أقلّيّة وَإِنْ كانوا بالضغط عليهُم تراجعوا أمّا خائِفِى الله فقد عاشوا على الهامِش وَيذهبون للمجامِع ، فنجِد فِى سِفر الأعمال إِصحاح 13 نجِد الأُمم فِى المجمع يطلُبون مِنَ الرُسُل أنْ يُكلِّموهُمْ بِهذا الكلام فِى السبت القادِم ، أىّ دعوهُم لِيعِظوا فِى المجامِع اليهوديّة مِنْ ضِمن خائِفِى الله لِيديا بائِعة الأُرجوان فِى فيلِّبِى ، قيل عنها أنّها كانت تسمع مُتعبِّدة لله ، أيضاً كيرنيليوس قائِد المِئة الّذى مِنَ أجلِهِ كلّم الله بُطرُس الرسول أنْ يكرِز لهُ ، بينما بُطرُس خائِف أنْ يكرِز للأُمم ، لكِن الكِتاب كتب عَنَ كيرنيليوس أنّهُ كان خائِف الله مُتعبِّد لهُ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين
القس انطونيوس فهمى
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عظة تأثير الخدمة فى حياتى - القس انطونيوس فهمى
حياة أبونا إبراهيم - القس انطونيوس فهمى
المسيحى والمستحدثات القس انطونيوس فهمى
معه علي جبل التجلي القس انطونيوس فهمى
عظة إختبار رعاية الله - القس انطونيوس فهمى


الساعة الآن 07:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024