|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملاخى ونبوته عن السيد المسيح وملاخى - كآخر أنبياء العهد القديم - لا يجد حلا لقضية الإثم والفساد والشر والمرض الذى تسببه الخطية ، سوى فى اللّه نفسه : « ها أنذا أرسل ملاكى فيهيئ الطريق أمامى ويأتى بغتة إلى هيكله السيد الذى تطلبونه وملاك العهد الذى تسرون به هوذا يأتى قال رب الجنود » .. " مل 3 : 1 " ولا بد من الملاحظة هنا أن رب الجنود هو الذى يتكلم ، وهو يتكلم عن شخصــــــــه المبـــــارك : « فيهيئ الطريق أمامى ، وهو السيد نفسه وملاك العهد الذى ننتظره ونسر به » ... وقد أوضح السيد المسيح أن هذه النبوة تمت فيه ، وأنه أرسل يوحنا المعمدان لتهيئة الطريق أمامه ، ... اعتقد البعض أن هذا الملاك أو الرسول كان نحميا عندما عاد إلى الهيكل بعد أن رجع إلى بلاده ، وقام بثورة عارمة ضد الفساد الذى استشرى ، لكن نحميا لم يكن إلا صورة ورمزاً إلى السابق الذى جاء ينادى بمجئ المسيح ، ... ومن الملاحظ أيضاً أنه فى هذه النبوة ، كما يقول أغسطينوس يظهر المجيئان الأول والثانى ليسوع المسيح ، فإذا كان مجيئه الأول يحمل معنى التطهير والإحراق للخطية والإثم ، فإن مجيئه الثانى سيفصل بين الحق والباطل ، والشر والخير ، فصلا أبدياً !! .. وقد بين كيف يلجأ السيد إلى التطهير ، إذ يعمد إلى النار والغسل ، فهو بالنار يمحص وبالغسل يجمل وينظف كما يفعل القصار فى الثياب بالاشنان المنظفة المبيضة ، وهو إذ يبدأ بالتطهير ، يبدأ بخدامه مباشرة قبل الجميع !! .. وقد ذكر النبى أن إيليا سيأتى قبل مجئ يوم المسيح العظيم المخوف الذى يقضى فيه السيد على كل فساد وشر ، واليهود ما يزالون إلى اليوم ينتظرون ظهور إيليا مرة ثانية، غير أن أغلب الشراح المسيحيين يتفقون على أن هذه النبوة إشارة إلى المعمدان الذى جاء بروح إيليا كما أشار السيد المسيح ، غير أنه وجد من المفسرين من قال إن إيليا سيأتى مرة أخرى قبل يوم الدينونة ومجئ المسيح الثانى ، وأنه إذا كانت النبوة قد تمت مبدئياً فى المعمدان، فإنها ستتم نهائياً وأخيراً بمجئ إيليا ذاته ، وستكون رسالته رد قلوب الآباء إلى الأبناء والأبناء إلى الآباء . والبعض يعتقد أن معنى « على » هنا هو « مع » فيقولون إن الآباء مع الأبناء سيستجيبون لنداء النبى ، ويوجد من يقول إن الآباء إشارة إلى الآباء الأقديمن ، وإن الأبناء سيرجعون بقلوبهم إلى قلوب آبائهم وإيمانهم . وأيان يتجه تيار التفسير وهل هو عن المجئ الأول للمسيح بمفرده أو مجيئيه الأول والثانى ، كما يذهب أوغسطينوس ، وهل يوحنا المعمدان ، هو رسول المسيح الذى جاء سابقاً له بروح إيليا ، .. أم أن إيليا سيأتى مرة أخرى الأمر الذى لا نعتقده أو نرجحه .. إلا أن التفسير ، مهما اختلف ، فهو مركز فى شخص المسيح ... وإذا كانت آخر كلمة فى العهد القديم هى كلمة « بلعن » كما سبقت الإشارة ، فإن انتزاع الخطية من الأرض ، والقضاء على اللعنة ، والفصل بين الشر والخير إلى الأبد ، لا يمكن أن تكون إلا فى إسمه المجيد العظيم المبارك ، له المجد ، هللويا إلى الأبد آمين فآمين فآمين !! .. |
|